وكالة مهر للأنباء، الناز رحمت نجاد: قضية تحرير القدس كانت من أولويات السياسة الخارجية للإمام الخميني (رض). و كان الإمام مهتماً بالقدس الشريف، وكان له موقف واضح منها دائماً. لقد جاء موقف الإمام الراحل بشأن القدس في وقت كان الكيان الصهيوني يحاول فيه حصر قضية فلسطين والقدس في العالم العربي.
وبمناسبة يوم القدس اجرت مراسلة وكالة مهر حوارا صحفيا مع عضو المجلس السياسي لحركة المقاومة الاسلامية العراقية النجباء الدكتور "فراس الياسر" ونص الحوار فيما يلي:
** في الأساس، ما هي فلسفة يوم القدس من وجهة نظركم وما هو الدور الذي لعبه في دفع القضية الفلسطينية إلى الأمام؟
قامت فلسفة يوم القدس من الأساس على بعد عقائدي كان يحمله السيد الأمام الراحل رضوان الله عليه٫ فقد كان منشأ هذه الرؤية قراءة عميقة للتحولات التاريخية والاجتماعية عبر التاريخ، وبناءا على المبنى الفقهي والعقائدي الذي أسس له السيد الأمام الذي يؤكد أن القدس جزء أساسي من عقيدة الأمة الإسلامية وتتضمن ذاكرة الاسلام العريقة. كما أن القراءة الواقعية كانت تستلزم وجود بوصلة لتحديد هدف الأمة الإسلامية فكانت القدس هي البوصلة، وحينئذ أعاد الأمام عبر الدعوة ليوم القدس الحياة للقضية الفلسطينية التي بدأت تتٱكل بسبب اخفاق الأنظمة العربية في الدفاع عنها، فكان يوم القدس بمثابة إعادة إحياء القضية الأساسية في حياة الأمة ووجدانها النفسي والديني.
** ستقام مراسم يوم القدس العالمي هذا العام في ظروف خاصة حيث اقترح ترامب خطة الهجرة القسرية للفلسطينيين. برأيكم ما أهمية إقامة يوم القدس لمحور المقاومة في مثل هذه الظروف؟
بعد طوفان الأقصى ودعم محور المقاومة لهذه العمليات المباركة وتقديم التضحيات الكبيرة، ما عاد بالإمكان تصفية القضية الفلسطينية بهذه السذاجة التي يطرحها ترامب، تحاول أمريكا تسفيه القضية اعلاميا بعد أن عجزت عن تصفيتها أو إضعاف المقاومة الفلسطينية. ما طرحه ترامب يمثل محاولة للضغط على المقاومة الفلسطينية والمحور المقاومة، لكن هو يعلم وكل الأنظمة العربية الخانعة أن الأمور باتت صعبة، وبوجود محور المقاومة أثبتت قدرات عالية في اسناد معركة طوفان الأقصى لم تعد الأمور بهذه السهولة، لأنهم عجزو ا بكل قدراتهم من انهاء المقاومة الفلسطينية... يمر يوم القدس والمحور المقاومة سيحتفي بهذا اليوم بأعلى حالات الصمود بعد كل ما قدمه من دعم ومواقف مشرفة في طوفان الاقصى.
** ما هو الدور الذي لعبه الإمام الخميني في خلق جغرافية المقاومة؟
لم تكن توجد قوى متماسكة ولديها رؤية واضحة في المنطقة قبل مجيء السيد الامام، لأن الثورة الإسلامية قد غيرت كل المعادلات في العالم، فلم يكن في حساب النظام العالمي أن تتوسع وتطور جغرافية المقاومة بهذا الشكل والتنظيم العالي، فما عادت الأمور في حاسبات الغرب كما كانت قبل مجيء السيد الامام، فقد حدثت يقظة شعبية كبيرة في المنطقة واتضحت المشاريع الأمريكية لدى كل الشعوب، فقد كسر مجيء الأمام كل التصورات الطوبائية التي كانت قد رسخها الاستعمار.
** كيف ستكون التطورات المستقبلية وخاصة اوضاع الحشد الشعبي في إدارة ترامب؟
الحشد الشعبي بات قوة عقائدية منتظمة ضمن اطار القوانين العراقية والدستورية، ولديه قدرات كبيرة، كما أن الحشد الان يمثل عامل قوة مهم في العراق والمنطقة، وقد حاولت امريكا تكرارا ومرار إضعاف الحشد أو تذويبه، لكن الإرادة الشعبية وقوى المقاومة الإسلامية العراقية والمرجعية الدينية حالت دون ذلك، نعم ترامب سيعمل على ابتزاز العراق والضغط اقتصادية وسياسيا، لكن ذلك لا يمكن أن يؤثر على الحس الثوري في العراق، لان امكانيات المجاهدين في العراق اليوم في افضل حالاتها، كما أن المقاومة العراقية تمتلك أوراق قوة جيدة، ونعتقد أن أمريكا في ظل هذه الاوضاع تتعامل بحذر مع العراق، لأنها تعلم ماذا يمكن أن يحصل لقواعدها في حال ازدادت الاوضاع سوءا.
/انتهى/
تعليقك