٢٨‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ١٢:٤٠ ص

عضو رابطة علماء اليمن:

لقد كان للثورة الإسلامية الإيرانية الدور الأكبر في إعادة الأمل لدى الأمة الإسلامية

لقد كان للثورة الإسلامية الإيرانية الدور الأكبر في إعادة الأمل لدى الأمة الإسلامية

صرح أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة صنعاء، د. حمود عبدالله الاهنومي، أنه "كان للثورة الإسلامية الدور الأكبر في إعادة الأمل لدى الأمة الإسلامية " مضيفاً " حين حملت الثورة الإسلامية على عاتقها القضية الفلسطينية أعيد الاعتبار لأهمية النضال والجهاد في سبيل تحرير فلسطين".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: يوم عالمي تاريخي أوجده روح الله الموسوي الخميني (قدّس الله سره) غير المقاييس وقلب المعادلات، فأعاد احياء القضية الفلسطينية في وجدان كل العرب والمسلمين والاحرار بعد ان كادت تنسى، وتم دعمها من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران بكل الوسائل والطرق للوصول ان شاء الله للتحرير.

حول أهمية يوم القدس العالمي، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع عضو رابطة علماء اليمن وأستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة صنعاء، الدكتور حمود عبدالله الاهنومي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

لم تبخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال تاريخها كله بأي دعم او مساعدة للشعب الفلسطيني ومقاومته من جهة، وللقضية الفلسطينية على الصعيد الاسلامي والدولي من جهة اخرى.. فهل ترون ان هذا الدعم الذي قاده سماحة السيد القائد على كل الاصعدة ساهم في ابقاء القضية في مقدمة الاهتمامات الدولية؟ ولماذا تفردت ايران بدفع تكاليف هذه المواقف في حين تراجع كثيرون عن واجب الدعم للقضية المقدسة؟

إن الجهود التي قامت بها الجمهورية الإسلامية منذ قيام الثورة المجيدة في 1979م في سبيل دعم القضية الفلسطينية كان لها أثر واضح في إبقاء القضية حية وحاضرة في الاهتمامات العربية والإسلامية أولا ثم في الاهتمامات العالمية، ولولا هذه الجهود، مع جهود المخلصين من أحرار هذه الأمة، لكانت القضية الفلسطينية قد تم تصفيتها تماما.
لقد كان للثورة الإسلامية الدور الأكبر في إعادة الأمل لدى الأمة الإسلامية بعد أن يئس المسلمون من تحقيق أي إنجاز في هذه الطريق لا سيما بعد مسارعة النظام المصري إلى توقيع معاهدة كامب ديفيد في 1978م، ولكن حين حملت الثورة الإسلامية على عاتقها هذه القضية أعيد الاعتبار لأهمية النضال والجهاد في سبيل تحرير الأرض الفلسطينية، وكان لجهود آية الله العظمى الخميني رحمه الله دور عظيم في هذا الاتجاه ثم لخلفه قائد الثورة الإيرانية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي.

وقد حملت إيران هذه المسؤولية انطلاقا من الواجب الشرعي والإسلامي، لقد كان الإمام الراحل الخميني رحمه الله رجلا قرآنيا انطلق مع القرآن الكريم وأحيا ما أحياه القرآن الكريم في هذه القضية، وحينما كان العرب وبقية المسلمين قد هُزِموا نفسيا وروحيا، وقُهِروا عسكريا واقتصاديا، وفشلوا إعلاميا، استطاع الراحل الإمام الخميني أن يقدّم حلا عمليا مما استوحاه من كتاب الله يضمن في نهاية المطاف تحرير فلسطين العربية الإسلامية، في الوقت الذي لم تعد هذه القضية من أولويات الأنظمة العربية؛ لأنها ابتعدت عن القرآن الكريم ولم تهتد بهدايته، والله يقول: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)."

تحمّل الشعب الايراني الكثير خلال العقود الماضية ثمنا لمواقفه الداعمة للقضية المقدسة والمتمسكة بالقدس وهويتها الدينية والقومية.. فلماذا يفعل هذا الشعب المسلم ذلك قياسا بالشعوب الاسلامية الاخرى؟ وما دور القيادة السياسية في تعزيز هذه المواقف الشعبية ؟

الشعب الإيراني شعب مسلم حر وغيور على دينه ومقدساته، والثورة الإسلامية تنتمي انتماء أصيلا إلى الهوية الإيمانية الجامعة، ولمَّا وُجِدَت القيادة القرآنية في إيران ممثلة في الإمام الراحل الخميني رحمه الله ثم في خلفه السيد علي الخامنئي حفظه الله، قادت هذه القيادة الشعب الإيراني المسلم إلى ما يجب عمله في الحفاظ على المقدسات الإسلامية في فلسطين، وأولها المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، وأولى القبلتين، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

إن وجود شعب مسلم غيور يتحمل مسؤوليته الإيمانية على خط الأئمة الأعلام من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووجود قيادة إسلامية قرآنية تتحرك على خط القرآن الكريم وبحسب هداياته، جعل الشعب والحكومة والقيادة في إيران يتميزون على سائر الشعوب الإسلامية الأخرى في مواقفهم.

من الثوابت في الفكر الثوري العربي والاسلامي الذي تفجر من خلال الصراع من اجل فلسطين، ان المعركة لا تقتصر على القوة العسكرية والمقاومة المسلحة لتحرير الارض والمقدسات.. بل هي مواجهة شاملة للنواحي الثقافية والايديولوجية والاقتصادية وغيرها.. هل ترون ان احياء يوم القدس يصب في هذا السياق؟ وهل من واجب المثقفين حمل هذه القضية والدفاع عنها ؟

المعركة اليوم لم تعد معركة عسكرية بل باتت معركة شاملة مفتوحة على جميع الجوانب والنواحي، وتتفاعل وتتكامل فيها الجوانب الثقافية والدينية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية مع بعضها، وكل جانب يؤثر ويتأثر بالجانب الآخر، ويتكامل معه، ولا يمكن أن يؤدي الجانب العسكري دوره إن لم تسنده ثقافة أصيلة، واقتصاد مقاوم، وإرادة سياسية حرة وفاعلة، ومن لا يعتقد دينيا وثقافيا وجوب خوض المعركة العسكرية فإنه لن يعد العدة لها، والحكومات وحدها قد تفشل في مهمتها المقدسة في مواجهة إسرائيل إذا لم يكن لها ظهير شعبي، والظهير الشعبي يحتاج إلى وقود، والوقود هو الثقافة والمعتقدات والاقتصاد، وجميع الجوانب الأخرى.

لهذا تفطّنت عبقرية الإمام الراحل الخميني رحمه الله في اقتراح إحياء آخر جمعة من شهر رمضان الذي يصادف أيام ليالي القدر ليكون يوما عالميا للقدس، من أجل إيقاظ الشعوب بمسؤولياتها تجاه القدس وفلسطين، وحتى لا تضيع القضية في خضم زحام الاهتمامات العالمية المختلفة، وهذا ما آتى أكله لدى أحرار آخرين، وشعوب وأحزاب وجماعات أخرى في خارج إيران، باتت اليوم تحيي يوم القدس العالمي ضمن مسيرتها الثقافية المقاومة.

كيف ساهمت الثورة الاسلامية في ايران في تعضيد المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان المستمر حتى اليوم؟ وكيف امكن لايران البعيدة آلاف الاميال ان تكون جزءا من الصراع التاريخي لاستعادة فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية؟

نعرف جميعا أن شاه إيران السابق كان شرطي أمريكا في المنطقة، وكان العرب الموالون لأمريكا، ولا سيما في الخليج العربي على علاقة حسنة به، وكان أحد أسباب الثورة الإيرانية على الشاه هو هذه العلاقة التي طالما ندّد بها الإمام الخميني ضد الشاه، واعتبرها أحد مسقطات مشروعية حكمه في إيران.
ثم حظيت القضية الفلسطينية باهتمام كبير من آية الله الخميني، زعيم الثورة الإسلامية في إيران، وهو الذي كان قد:
-اعتبر أثناء حرب 1967م أن العدو ليس إسرائيل وحدها، بل والولايات المتحدة والغرب جُملة واحدة، بسبب دعمهم دولة الاحتلال.
-كما أصدر فتوى اعتبر فيها أن العلاقات مع إسرائيل وبيع الأسلحة والنفط لها "حرام شرعا ومخالفة صريحة للإسلام".
-أصدر أول فتوى عام 1968م حثّ فيها على أهمية تقديم الدعم المالي والإسناد للثورة الفلسطينية، وضمان استمرار جذوة المقاومة والالتحاق بها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
-لقد نظر للوضع في فلسطين على أنه حرب دينية، ودلَّل على ذلك بجريمة إحراق المسجد الأقصى عام 1969م.
- وبعد ثلاثة أعوام على الحادثة، وجَّه الخميني رسالة من منفاه في النجف الأشرف دعما للمجاهدين في فلسطين، كما أكَّد أكثر من مرة أن الشاه "وإسرائيل" يقفان في صف واحد، وأن معاداة أحدهما تعني بالضرورة العداء للآخر.

وحينما نجحت الثورة الإيرانية في تغيير نظام الحكم في إيران، اتخذت مواقف مهمة وخطوات استراتيجية في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني اليهودي، ومنها:
1-قطع العلاقات مع" إسرائيل" والولايات المتحدة، وتحويل السفارة الإسرائيلية إلى سفارة لفلسطين، فكانت أول سفارة فلسطينية في العالم.
2-كان ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، أول شخصية عالمية تزور إيران بعد نجاح الثورة، وحظي بترحيب الإمام الخميني الكبير.
3-أعلنت إيران آخر جمعة من شهر رمضان كل عام يوما "للقدس"، ما زالت تُحيي ذكراه حتى يومنا، ومعها كثير من الدول والشعوب العربية والإسلامية.
4-وضعت تحرير الأقصى والقدس باعتباره مبدأ مهما من مبادئ الثورة الإسلامية، ومنذ تلك اللحظة تُعدّ إيران الحاضنة والرافعة الأساسية لدعم فلسطين والمقاومة ونصرتهما.
5-استمرت إيران في تقديم الدعم المالي والعسكري للثورة الفلسطينية، انطلاقاً من قاعدة أساسية هي أن فلسطين محور الصراع، وهي في قلب إيران الثورة، واعتبار تحريرها واجبا لا يجوز التخلي عنه، وصارت القضية الفلسطينية منذ تلك اللحظة جزءاً لا يتجزأ من ثوابت إيران تجاه فلسطين وقضيتها، بإعلانها الانحياز لفلسطين المقاومة.
6-قدّمت إيران قوافل من القادة الشهداء على طريق القدس، وأولهم القائد العالمي الكبير، والمجاهد الشهيد قاسم سليماني.
7- لقد برز الإمام الخميني قدس سره الشريف – كما يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه - كأعظم قائد يحمل أفضل نظرة منبثقة من القرآن الكريم في مواجهة اليهود والنصارى، وهو الذي رفع شعار (إسرائيل غُدّة سرطانية يجب أن تُسْتَأصَل)، وكان فعلاً جاداً في أن يستأصل هذه الغُدّة، وهو الذي عُرِف بجدّيته في مواجهة أعداء الإسلام كافةً، وحتى في مواجهة أمريكا التي عدّها (الشيطان الأكبر)، واعتبرها وراء كل ما يلحق بالمسلمين من ذلٍ وإهانةٍ، وغير ذلك من الشرور.
والإيمان الذي تحمله إيران الإسلامية هو الذي جعلها تطوي المسافات البعيدة وآلاف الأميال للقيام بواجبها، بينما رأينا دولا وشعوبا مجاورة لفلسطين تتخلى عنها بل وتتآمر عليها، والفارق هو الشعور بالمسؤولية أمام الله وأمام التاريخ.

كيف استقبلت الشعوب الاسلامية والجاليات الاسلامية في الدول الغربية وكل انحاء العالم، هذه المناسبة التي اعلنها الامام الخميني منذ ستة واربعين عاما؟ ولماذا يزداد الاهتمام بهذا اليوم عاما بعد اخر برأيكم؟

استجابت الشعوب الإسلامية لهذه الدعوة، وصار هذا اليوم مناسبة عالمية يحييه السني قبل الشيعي، والمسيحي قبل المسلم، والإفريقي قبل الآسيوي، وأصبح يغطي قارات العالم المختلفة، وفي الأعوام الماضية أُحْيِيَت المناسبة في حوالي 70 بلدا في مختلف بلدان العالم، ومنها بلدان العالم الإسلامي، بل إن هناك جماعة (ناطوري كارتا) اليهودية الأرثوذكسية المتدينة التي تعارض الصهيونية وتعتبر اليهودية دينا لا قومية تحتفل بهذه المناسبة، وترى أنه آن الأوان لزوال دولة إسرائيل الغاصبة وعودة الفلسطينيين إلى حكم بلدهم.
أما أكثر الشعوب التي تحتفل بهذه المناسبة اليوم وتخرج بقضها وقضيضها وتملأ الساحات فهي اليمن، التي تفرّدت من بين سائر الشعوب خارج إيران لإحياء هذه المناسبة بالخروج والمظاهرات والندوات والمؤتمرات والفعالية والوقفات، وباتت هذه المناسبة في اليمن موسما كبيرا للتثقيف والتعريف بالقضية الفلسطينية وجهود الإمام الخميني في هذا الصدد، وهذا أمر لا يخفى على المتابعين.

والسبب في ذلك شعور اليمنيين بالمسؤولية الدينية والأخلاقية والقومية، ثم لأن مؤسس اليمن المعاصر، ورائد المسيرة القرآنية في اليمن، تأثر بالإمام الخميني وأعجب بطروحاته حول القدس وفلسطين، ولا غرابة أن كانت أول وأهم محاضراته التي يقرؤها اليمنيون اليوم ويتأثرون بها هي محاضرة (يوم القدس العالمي) التي ذكر فيها نبذة عن يوم القدس العالمي، وأثنى فيها ثناء كبيرا على جهود آية الله العظمى الإمام الخميني.

في السنوات الماضية وفي فترة الستينات نشب جدل بين المثقفين والمفكرين العرب، حول تحويل القضية الفلسطينية الى شأن اسلامي ديني او قضية قومية سياسية.. هل حسم هذا الجدل اليوم؟ وهل ان تصدي ثورة اسلامية ومرجعية بحجم الامام الخميني للقضية الفلسطينية افاد القضية ام اساء اليها؟

في الستينات كانت الحركات اليسارية هي المتصدرة للمشهد الفلسطيني، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يكن للإسلاميين ظهور واضح فيها، ولكن بعد أن عجز اليسار عن تقديم حلول عملية في هذه القضية، وأثبت عقمه، وعدم جدوائيته، لأسباب كثيرة، ليس هنا مجال ذكرها، ظهرت الحركات الإسلامية الثورية التي أخذت الخيار المسلح سبيلا لتحرير فلسطين وللدفاع عن الأمة، فظهرت حزب الله في عام 1982م، وحركة الجهاد الإسلامي في عام 1985م، وحركة حماس في 1987م، واليوم هذه الحركات هي التي باتت تتصدر المشهد الفلسطيني واللبناني، وصارت سور الأمة الأول، ومترسها المتقدم.

بيد أنه من الواضح جدا أن الثورة الإسلامية في إيران 1979م، بما تحمله من توجه إسلامي، ورؤية إسلامية، كان لها الأثر الواضح في إلهام هذه الحركات، وتبصيرها، والتأثير عليها، وليس ذلك إلا لأن الثورة الإسلامية في إيران تحت قيادة الإمام الخميني بما يمثله من حجم علمي وروحي ومرجعي للأمة أعادت التذكير بواجبات المسلمين تجاه فلسطين والمقدسات، وقدّمت النموذج العملي لإمكانية صناعة الإنجازات والانتصارات على قوى الاستكبار العالمي. ولهذا أعتقد أن المسألة حسمت لصالح التوجه الإسلامي الذي بات واضحا أنه هو الحل الناجع والدواء النافع في مواجهة الصهيونية ومخططاتها.

حاولت الصهيونية بشكل مباشر وبأساليبها الشيطانية ان تقزم الصراع في فلسطين الى خلاف بين المستوطنين الصهاينة والفلسطينيين.. وبالفعل تراجع بعض العرب عن اعتبار فلسطين قضيتهم المركزية، وبدأ الحديث عن صراع" اسرائيلي" فلسطيني!! احياء يوم القدس يسير في اتجاه اخر وهو ابقاء الصراع قضية اسلامية وعربية.. فهل يصب احياء يوم القدس في هذا الاتجاه؟ وهل تطورات الصراع تخدم اعتبار فلسطين قضية اسلامية جامعة ؟

من المؤسف أن العرب أضاعوا فرصة ثمينة كان يمكن الاستفادة منها في تحقيق هدف تحرير القدس الشريف وفلسطين، بالتحالف مع إيران وتوجيه الصراع نحوها، وكان هذا هو هدف الثورة الإسلامية، لكنهم لم يكتفوا بإضاعة هذه الفرصة، بل واستنزفوا وبدّدوا طاقات الأمة وإمكاناتها في حرب عبيثة بين العراق وإيران أكلت الأخضر واليابس، واستمرت 8 سنوات، وأدخلت جراحا أليمة وعميقة بين العرب من جهة والإيرانيين من جهة أخرى.
لقد حرص الصهاينة ودول الاستكبار على إدخال المسلمين في دوامة حروب استنزاف بينية؛ ولهذا منذ عام 1982م باتت إسرائيل مطلقة اليد تعبث كيفما تشاء في بلاد العرب، وقد اجتاحت لبنان في ذلك العام، الذي انشغل فيه العرب بالحرب على إيران، ولولا ظهور منظمة حزب الله الأعزاء الشجعان المؤمنين في لبنان، وقلبها لموازين القوة، وتحريرهم لبنان من دنس الصهاينة في عام 2000م، لما عرفت إسرائيل التراجع إلى الوراء، ولمضت قُدُمًا في مشروعها من النيل إلى الفرات.

ضمن حالة التيه التي عاشها ويعيشها الكثير من العرب صوَّروا الصراع بين المسلمين واليهود الغاصبين على أنه صراع "إسرائيلي" فلسطيني، أو حتى إسرائيلي عربي، وأرادوه حصرا على ذلك، لكي يتم إخراج إيران أكبر دولة إسلامية مؤثرة في الساحة الإسلامية، ومع ذلك فشلوا في تقديم أي حل عملي، بل وسارعت بعض دول الطوق إلى التطبيع مع إسرائيل، وبات معظمهم على استعداد لتطبيع وتعويم "إسرائيل" في المنطقة كأبرز المؤثرين على سياساتها وتوجهاتها.

لكن الجهود التي قامت بها إيران، ومنها يوم القدس العالمي، والدعم العسكري والمالي لحركات التحرر، أبقى القضية ضمن إطارها الإسلامي الواسع، وهذا ما أعطاها زخما كبيرا، وأهمية بالغة، وأثرا واسعا في الاهتمامات العالمية.

إن معركة طوفان الأقصى ودخول لبنان، والعراق، وإيران، واليمن لاعبا إقليميا مؤثرا في هذه المعركة، تحت مبدأ (وحدة الساحات)، ثم تعميد شهيد الإسلام والإنسانية، سماحة السيد حسن نصر الله، لها بدمائه، ودماء إخوانه على طريق القدس، وشهداء إيران على طريق القدس، وعلى رأسهم شهيد القدس، الحاج المجاهد العظيم قاسم سليماني، وشهداء فلسطين، وعلى رأسهم إسماعيل هنية الذي استُشْهِد وشيِّع تشييعا كبيرا في إيران، وخوض اليمن معركة كبيرة وخطيرة مع العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني في هذه الطريق، يبين أن الأمة ماضية في الطريق الصحيحة، وأن الجهود السابقة قد آتت ثمرتها في جعل الأمة تسلك الطريق الواحد، وتدفن كل الأسلحة التي طالما أشهرها العدو في وجه أمتنا، وأخطرها سلاح المذهبية والطائفية، وتتحرك في المشروع الذي أراده الإمام الخميني من أول يوم باستئصال هذه (الغدة السرطانية)

/انتهى/

رمز الخبر 1955886

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha