وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من أوائل الجهات الفاعلة التي اعترفت باستقلال بيلاروسيا وأقامت علاقات دبلوماسية مع هذا البلد في 16 فبراير 1993. وبعد ذلك، تم تعيين السفير الإيراني في أوكرانيا سفيرًا معتمدًا لإيران في بيلاروسيا.
وكأول خطوة هامة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، زار رئيس الوزراء البيلاروسي السابق ميخائيل تشيغير طهران، في عام 1995، وبعد بضعة أشهر، زار النائب الأول للرئيس الإيراني السابق حسن حبيبي مينسك ردا على تلك الزيارة، ووقعت طهران ومينسك من خلال هذه الزيارة اتفاقيات في مجالات الاستثمار والتجارة والثقافة والنقل والتعاون العسكري، كما انها عقدت أول لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين في نفس العام.
وفي عام 1998، قام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بزيارته الأولى إلى طهران، وفي هذه الأثناء تم افتتاح سفارة بيلاروسيا في إيران. وبعد ثلاث سنوات، تم افتتاح سفارة إيران في بيلاروسيا خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني في ذلك الوقت، كمال خرازي. كما زار الرئيس الوقت الإيراني، محمد خاتمي بيلاروسيا في عام 2004. واستمرت التفاعلات والتبادلات بين الوفود السياسية رفيعة المستوى بين البلدين على مستويات أخرى في السنوات التالية أيضًا.
إن النهج المتوازن الذي اتبعه حكومة إبراهيم رئيسي في العلاقات الخارجية أعطى مختلف دول العالم فرصة متساوية للتواصل وتوسيع العلاقات مع إيران، وأدى هذا النهج البناء إلى زيارة لوكاشينكو لإيران بعد 17 عاما.
وفي مارس 2023، سافر لوكاشينكو إلى إيران بدعوة رسمية من الرئيس الإيراني رئيسي. وخلال الزيارة، وقع البلدان على خارطة طريق للتعاون الشامل وثماني وثائق تعاون في مختلف المجالات. ويعتقد الخبراء أن هذه الزيارة تظهر بوضوح تعميق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين طهران ومينسك في شكل اتفاقيات إقليمية مثل منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) والاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU).
ووصف رئيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البيلاروسي في طهران، زيارة لوكاشينكو بأنها نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين البلدين. كما التقى الرئيس البيلاروسي مع قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي خلال هذه الرحلة، وشدد آية الله الخامنئي خلال اللقاء على ضرورة تكاتف الدول الخاضعة للعقوبات لإزالة آلة العقوبات من أيدي الدول الغربية التي تفرض العقوبات.
وطوال هذه السنوات، واصل البلدان توسيع علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة. كما توسعت العلاقات البرلمانية والسياسية والاقتصادية بين طهران ومينسك بتصميم سلطات البلدين.
مع اقتراب الذكرى الثلاثين للعلاقات الودية بين إيران وبيلاروسيا، تبدو آفاق العلاقات بين طهران ومينسك أكثر إشراقا من أي وقت مضى. على الرغم من التطورات المختلفة التي شهدها العالم خلال العقود الثلاثة الماضية وتأثيرها على المعادلات الإقليمية والدولية، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية بيلاروسيا، من خلال اعتماد سياسة مستقلة، أظهرتا عزمهما على تطوير التعاون لصالح شعبيهما.
هذا وقد أعلن، امس الأحد، محمد جمشيدي المساعد السياسي لمكتب الرئيس الايراني، إن النائب الأول لرئيس الجمهورية سيزور مينسك في الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الرسمية بين البلدين إيران وبيلاروسيا. وأضاف: بناء على دعوة رسمية من رئيس وزراء بيلاروسيا، سيلتقي محمد مخبر ويتحدث مع كبار المسؤولين في هذا البلد غدا الثلاثاء .
ومن المفترض ان يلتقي مخبر مع الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان البيلاروسي، فضلا عن عقد جلسات حوار ثنائية بين الوفدين الرفيعي المستوى من البلدين، مضيفا: الاجتماعات الثنائية للرئيسين على هامش مؤتمرات القمة الإقليمية والدولية وكذلك زيارة السيد لوكاشينكو إلى طهران في مارس 2023 تظهر الاستعداد لتطوير شامل للعلاقات الاقتصادية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى اتفاقيات مهمة لكلا البلدين في الرحلة المقبلة.
وفي إشارة إلى مرافقة بعض الوزراء والمسؤولين المعنيين في هذه الرحلة مع مخبر، قال جمشيدي: إن سياسة العقوبات التي تتبعها الدول الغربية ضد الدول المستقلة تتطلب المزيد من القواسم المشتركة والمزيد من الحلول الثنائية للتغلب على العقوبات القمعية للدول الغربية، وهي قضية مهمة بالنسبة لنا. وهو أمر جدي على جدول أعمال رجال الدولة الإيرانيين في هذه الرحلة.
/انتهى/
تعليقك