٠٦‏/١٠‏/٢٠٢٤، ٤:٣٦ م

محلل سياسي في حديث لِوكالة مهر:

الرد الإيراني على جرائم الاحتلال كان قوياً ورادعاً وقانونياً

الرد الإيراني على جرائم الاحتلال كان قوياً ورادعاً وقانونياً

أكد الباحث والمحلل السياسي "أ.حسين ديراني" أن رد إيران بعملية " الوعد الصادق 2 " امرٌ طبيعي كان لا بد منه، ويقع ضمن القوانين والاعراف الدولية التي تضمن حق الرد على الاعتداءات المتكررة على سيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية، وكان حجم الرد عنيفا وقويا ومؤثرا ورادعا.

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: بعد اغتيال ضيف إيران، الشهيد "إسماعيل هنية" توعدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية برد رادع على هذه الجريمة، وجاء التوعد من أعلى القيادات في إيران وعلى رأسهم قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله العظمى السيد علي خامنئي "دام ظله".

ولأسباب هامة تتعلق بظروف الميدان والحرب القائمة، تأخر الرد قليلاً، وعندها تغربل الناس فمنهم من ظن أنه لن يكون هنالك رد، ومنهم من أصحاب الفطرة السليمة والاعتقاد الراسخ، أكدوا أن الرد قائم وسيكون مزلزلاً.

ومنذ فترة قصيرة، وتزامناً مع إعلان العدو عن بدئ عمليته البرية جنوب لبنان، جاء الرد الإيراني بعملية "الوعد الصادق 2" بصواريخ بالستية فرط صوتية، انهمرت على الاحتلال كالمطر، فبهت حينها الذين ظنوا السوء وتفاجأ العدو بحجم الرد الرادع.

وفي يوم الجمعة المنصرم، خطب قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله العظمى السيد علي خامنئي "دام ظله"، خطبة تاريخية جاءت استكمالاً للرد الإيراني، أكد خلالها على ثوابت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم المستضعفين، وأسكتت كل من يظن بإيران ظن السوء.

حول هذه المواضيع، أجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع الكاتب والمحلل السياسي، الأستاذ "حسين الديراني"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

شاهدتم الرد الإيراني على جرائم الاحتلال، كيف تقيمون الرد بشكل عام ، وماذا تقولون للمثبطين الذين يحاولون التقليل من أهمية هذا الرد؟

رد الجمهورية الاسلامية الايرانية على جرائم الكيان الصهيوني بعملية " الوعد الصادق 2 " هو امر طبيعي كان لا بد منه، ويقع ضمن القوانين والاعراف الدولية التي تضمن حق الرد على الاعتداءات المتكررة على سيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية، وكان حجم الرد عنيفا وقويا ومؤثرا ورادعا، ومناسبا لقول الله تعالى " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ "، الرد اثلج قلوب المؤمنين واحرار العالم بعدما فُجعت قلوبهم، واحترقت افئدتهم على اغتيال درة الاسلام والمقاومة، وسيدها وتاجها ورأسها الشهيد المعظم السيد حسن نصرالله رضوان الله تعالى عليه.
الرد الثوري الايراني الذي كنت شخصيا على يقين بتنفيذه وحصوله بالوقت الذي يناسب القيادة العسكرية، وجبهة المقاومة لردع هذا الكيان الصهيوني الغاصب الذي تجاوز باجرامه كل جرائم وارهاب التاريخ، وجاء بعد موجة من الحرب الاعلامية النفسية المثبطة والتي بدأت تسري في قلوب وعقول بعض من هم في تيار محور المقاومة، الذين ينقصهم بعض البصيرة والتأمل والادراك. فالمعركة تتطلب الصبر والثبات والبصيرة والثقة الكاملة بكل جبهة المحور المقاوم.

خطب قائد الثورة الإسلامية، سماحة السيد آية الله العظمى علي خامنئي (دام ظله) يوم الجمعة خطبة تاريخية، تحدث فيها باللغة العربية مخاطبا الجمهور العربي، مادلالات هذه الخطبة ولماذا جاءت في هذا الوقت؟

خطبة سماحة قائد الثورة الاسلامية، سماحة الامام السيد علي الخامنئي دام ظله في يوم الجمعة، وخطبته الثانية باللغة العربية التي خاطب بها اهل فلسطين ولبنان والشعوب العربية كانت لا تقل اهمية عن عملية " الوعد الصادق 2 " بل هي استكمالا لتلك العملية العسكرية الجبارة.
ولها دلالات كثيرة منها : تعبير سماحته دام ظله عن مدى حزنه العميق، وألمه الشديد على الفاجعة التي حلت بالعالم الاسلامي والمقاومة بفقد شهيد الامة المعظم السيد حسن نصرالله رضوان الله تعالى عليه، الالم الذي لا يمكن وصفه إلا باستحضار خسارة الامام الحسين عليه السلام لاخيه ابي الفضل العباس عليه السلام في ساحة كربلاء، لكن بالتأكيد على مواصلة دربه الجهادي حتى تحقيق النصر على العدو الصهيوني الارهابي الجبان، والاصرار والثبات على مواصلة مواجهة هذا الكيان الارهابي حتى ردعه ودحره، اعادة الثقة والثبات الى قلوب المؤمنين واحرار العالم بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية على ثباتها وايمانها في دعم المستضعفين في العالم مهما بلغت التضحيات.
والاعلان مسبقا والتحضير لهذا الحدث الكبير لخطبة الجمعة، ولتأبين الشهيد العظيم درة الاسلام والمقاومة السيد حسن نصرالله رضوان الله تعالى عليه، والحضور الشعبي المليوني للشعب الايراني المؤمن العزيز بهذه المناسبة الاليمة الحزينة هو رسالة للعدو الصهيوني بأننا في الميدان وفي العلن، وتهديداتكم تحت اعين قادة الحرس الثوري الايراني والقوات المسلحة الذين يسهرون على حماية سماء الولاية، وكان الحضور الجماهيري المليوني المهيب رسالة للصديق والعدو بأننا حاضرون في الميدان وعلى اهبة الاستعداد للدفاع عن تراب الوطن لو تعرض لاي عدوان صهيوني غاشم. وتجديد البيعة والولاء لولاية الفقيه التي يقودها قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي دام ظله.

المعارك البرية في جنوب لبنان مستمرة، وخسائر الاحتلال بالجملة، كيف تقيمون الوضع هناك وإلى أي حد يمكن أن ينجح الاحتلال بعمليته؟

لا شك ان لبنان اليوم يتعرض الى ابادة جماعية وحرب اجرامية ارهابية تدميرية يمارسها هذا العدو كما فعل خلال سنة كاملة مع قطاع غزة متسلحا بالدعم الغربي الصهيوني المتغطرس، ومتسلحا بآلته العسكرية الجوية المدمرة، ورغم كل تفوقه الجوي وممارسة وحشيته على المدنيين الابرياء في تدمير بيوتهم وممتلكاتهم وتهجيرهم، لكنه عاجز وبكل قواته البرية ان يتقدم على الحدود البرية لما اعدّته له المقاومة من مقبرة لدفن دباباته وجنوده في جنوب لبنان، لاكثر من 4 ايام يحاول العدو فتح ثغرة للتسلل الى داخل الجنوب اللبناني لتسجيل انتصار بري، لكن كل محاولاته باءت بالفشل والهزيمة، وانشغل بنقل اكثر من 100 قتيل وجريح من جنوده الصهاينة الى المستشفيات والقبور داخل فلسطين المحتلة.
العدو الصهيوني قد ينجح في الاغتيالات والتدمير والتهجير في لبنان كما فعل في غزة، لكنه سيفشل في اي محاولة توغل بري في جنوب لبنان وسوف يتلقى هزيمة نكراء كما وعد بذلك سماحة الشهيد المعظم رضوان الله تعالى عليه.

يهدد الاحتلال بضرب مواقع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما مدى جرأة الاحتلال على تنفيذ تهديداته، وماذا لو نفذها؟

منذ ان تلقى العدو الصهيوني صفعة " الوعد الصادق 2 " المدوية المؤلمة وهو يهدد ويزبد ويرعد ويتوعد بالانتقام من الجمهورية الاسلامية الايرانية، ويهدد بضرب المنشآت النووية بعد تلقيه دعم كامل من المرشح الامريكي السفاح المجرم دونالد ترامب لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وقد يتجرأ ويفعلها لان لا حدود لجنون هذا العدو الارهابي، فمسألة قتل البشرية وفنائها امر عادي عنده، طالما ان العالم صامت ولا يحرك ساكنا امام هول كل هذه الجرائم والابادة الجماعية.
ولا يعلم هؤلاء السفاحان المجرمان ترامب والنتنياهو ان اي عدوان صهيوني مهما كان حجمه سيعجل بزوال هذا الكيان الغاصب، وسيكون الرد الايراني ليس رادعا فحسب بل مدمرا ومزلزلا وقاصما لظهر هذا الكيان للابد، فكيف اذا كان العدوان سيطال المنشأت النووية الايرانية؟.إني ارى الرد الايراني على اي عدوان كما ارى الشمس والقمر.

/انتهى/

رمز الخبر 1949302

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha