وأفادت وكالة مهر للأنباء أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال خلال كلمته التي ألقاها اليوم السبت :" اجتمعنا اليوم لنحيي ذكرى الشهيد السيد حسن نصرالله، هذا القائد الكبير والثابت للمقاومة، الذي لم يكن رمزاً للبنان فقط، بل كان رمزاً للعالم الإسلامي ولكل الشعوب الحرة، مجسداً روح المقاومة، والشجاعة، والصمود في مواجهة الظلم والعدوان."
وأضاف عراقجي :"السيد حسن نصرالله، القائد الرائد والدؤوب، استطاع أن يحدث تغييرات جوهرية في المعادلات الإقليمية. وفي عالم اليوم، حيث أصبحت العلاقات الدولية معقدة ومتعددة الأوجه بشكل متزايد، تمكن الشهيد نصرالله بفضل فهمه العميق للعلاقات الدولية وتوازن القوى، من تحويل المقاومة إلى عنصر مؤثر في المعادلات الإقليمية، بل وحتى العالمية."
وتابع وزير الخارجية :" من أهم صفات الشهيد السيد حسن نصرالله كان إيمانه بالدبلوماسية، وقناعته بأن تحقيق النصر في فلسطين ولبنان يتطلب تحركاً متزامناً بين المقاومة، والدبلوماسية الفعالة، والتعاون متعدد الأطراف. آمن الشهيد نصرالله بأهمية الحوار والتفاعل الدبلوماسي إلى جانب المقاومة، من أجل الحفاظ على السلام والأمن المستدام، واهتم بالحلول العادلة والتعاون مع الدول والمؤسسات الدولية. لقد قاد الدبلوماسية بنفس الكفاءة التي قاد بها المقاومة، وكانت حركته في الساحة العالمية والإقليمية، وكذلك على الساحة اللبنانية الداخلية، تستند إلى التنسيق الكامل بين الميدان والدبلوماسية".
كما ذكَّر عراقجي بدور الشهيد نصرالله بتعزيز الوحدة الإسلامية مبينا:" كان الشهيد السيد حسن نصرالله دائماً منادياً بوحدة وتضامن الشعوب والطوائف المختلفة. كان يؤمن بأن الاختلافات والانقسامات يمكن أن تصبح أداة في أيدي القوى المتدخلة، وأن التضامن الداخلي بين الشعوب المسلمة وتعزيز التعاون الإقليمي هما السبيل الوحيد لحماية المقاومة من مكائد الأعداء. ولبنان، بتنوعه الثقافي والديني، يعد نموذجاً لمجتمع لا يمكنه مواجهة التحديات إلا بالاعتماد على الوحدة الوطنية."
وأكَّد عراقجي على استمرار الجمهورية الإسلامية في دعم المظلومين :"اليوم، ينبغي أن يكون تحقيق وقف إطلاق النار العادل ومساعدة الشعب اللبناني المتضرر والنازحين أولويةً للمجتمع الدولي. ولن تتوانى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن أي جهد أو مساعدة في هذا الإطار. وكما أثبتت إيران في الماضي، ستبقى دائماً إلى جانب الشعوب المظلومة في المنطقة، ولن ينسى لبنان وغزة من ذاكرتنا أبداً، وسنبقى دائماً داعمين لهم ولقضيتهم في المقاومة المشروعة ضد الاحتلال والعدوان."
كما أشار في كلمته الى فشل المجتمع الدولي في وقف التطهير العرقي في غزة وقال :"في المقابل، يواصل الكيان الصهيوني الغاصب، العنصري وقاتل الأطفال، رفض جميع المقترحات لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، مستمراً في جرائمه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني. وللأسف، عجز المجتمع الدولي عن إيقاف الإبادة التي يمارسها الصهاينة، أو كان مجرد مراقب على تأجيج الصهاينة للنيران ومساعيهم لجعل المنطقة بأكملها غير مستقرة. يجب أن يعرف العالم أنه في حال توسع الحرب، فإن آثارها الكارثية لن تقتصر على منطقة غرب آسيا، بل يمكن لانعدام الأمن وعدم الاستقرار أن ينتقلا إلى مناطق أخرى، حتى تلك البعيدة."
/انتهى/
تعليقك