٠١‏/٠٤‏/٢٠٢٥، ١:٠٠ م

قاعدة تشابهار قفزة إيران في منصات إطلاق الوقود السائل متوسطة الثقل

قاعدة تشابهار قفزة إيران في منصات إطلاق الوقود السائل متوسطة الثقل

أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية عن بدء العمل في المرحلة الثانية من قاعدة تشابهار الفضائية، والتي تُخصص لمنصات إطلاق الصواريخ العاملة بالوقود السائل متوسطة الثقل.

أفادت وكالة مهر للأنباء أنه قال حسن سالاريه، رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، أوضح أن المنظمة تُعد هيئة سيادية تعمل كأمانة عامة للمجلس الأعلى للفضاء، حيث تتولى تنسيق الجهود بين جميع الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء.

وأشار إلى أن وزارة الدفاع، ووزارة العلوم، ووزارة الاتصالات، إلى جانب مراكز الأبحاث التابعة لها، فضلًا عن الجامعات والمؤسسات البحثية والقطاع الخاص المتعاون مع معاونية العلوم والتكنولوجيا في رئاسة الجمهورية، جميعها تشارك في البرامج الفضائية الإيرانية. وأضاف أن وجود هيئة تنسيقية لوضع السياسات وتنفيذ برامج الفضاء بشكل متكامل بين هذه الجهات أمر ضروري، وهو الدور المحوري الذي تضطلع به منظمة الفضاء الإيرانية.

وأوضح سالاريه أن رئيس المجلس الأعلى للفضاء هو رئيس الجمهورية، وأن الأمانة العامة لهذا المجلس هي منظمة الفضاء الإيرانية، حيث تُقر البرامج الفضائية في المجلس الأعلى قبل تنفيذها.

كما تطرّق إلى البرنامج الفضائي العشري الذي يغطي الفترة من 1401 إلى 1410 هجري شمسي (2022-2031 ميلادي)، موضحًا أنه وُضع بإشراف المجلس الأعلى للفضاء، وأُعدّ بالتنسيق بين مختلف الجهات الشريكة في قطاع الفضاء. وأكد أن تنفيذ هذا البرنامج يخضع لمتابعة منتظمة خلال اجتماعات المجلس الأعلى لضمان تحقيق أهدافه الاستراتيجية.

سالاريه: قاعدة تشابهار الفضائية بوابة إيران نحو الأسواق الدولية

وصرّح رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، بأن آخر اجتماع للمجلس الأعلى للفضاء عُقد في (فبراير 2025 م) بحضور رئيس الجمهورية، حيث تم تقديم تقرير حول أداء البرنامج الفضائي العشري، إلى الرئيس مسعود بزشكيان. كما ناقش الاجتماع المستجدات، واتُخذت قرارات جديدة لتعزيز تسريع البرنامج وتصحيح المسار عند الحاجة.

وأوضح سالاريه أن الخطة الخمسية السابعة للتقدم الوطني هي في الواقع جزء من الخطة العشرية الفضائية، حيث أُقرّت مشاريع تطوير البنية التحتية الفضائية، وصناعة الأقمار الصناعية، ومنظومات الإطلاق عبر وزارة الاتصالات والبرلمان، وهي حاليًا قيد التنفيذ.

إنجازات الصناعة الفضائية في العام الماضي

وأكد سالاريه أن الخطة العشرية وضعت مهام واضحة للصناعة الفضائية تشمل: تطوير البنية التحتية وتعزيز صناعة الأقمار الصناعية ومنصات الإطلاق وتوسيع استخدام البيانات والصور الفضائية ودعم العلوم والاستكشافات الفضائية.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من قاعدة تشابهار الفضائية، التي يتم إنشاؤها كقاعدة وطنية للإطلاق، شهدت تقدمًا جيدًا العام الماضي، ومن المتوقع أن تدخل حيز التشغيل خلال هذا العام.

إطلاق تجريبي قريبًا

وأضاف أن المرحلة الأولى من القاعدة، المخصصة لإطلاق الصواريخ العاملة بالوقود الصلب، ستُفتتح هذا العام، بينما شهدت المرحلة الثانية، المخصصة للصواريخ العاملة بالوقود السائل متوسطة الثقل، دراسات مكثفة في السنوات الماضية، واستُكملت الدراسات الأولية العام الماضي، حيث تم إعداد العقود اللازمة لإطلاقها هذا العام.

وأشار إلى أن موقع القاعدة الاستراتيجي يمنحها ميزة فريدة في إيران والمنطقة، مما يمكنها من أن تصبح بوابة إيران الفضائية للأسواق الدولية. إذ يتطلب إطلاق الأقمار الصناعية إلى مدارات مختلفة موقعًا جغرافيًا ملائمًا، وهو ما توفره قاعدة تشابهار بفضل قربها من المياه الحرة والمحيطات، فضلًا عن قربها النسبي من خط الاستواء، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لإطلاق الأقمار الصناعية إلى المدارات الجغرافية الثابتة (GEO).

إيران نحو الاكتفاء الذاتي الفضائي وتعزيز التعاون الدولي في إطلاق الأقمار الصناعية

وأوضح رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، أن تشغيل قاعدة تشابهار الفضائية بشكل كامل لا يعني التخلي عن استخدام منصات الإطلاق التابعة لدول أخرى، مشيرًا إلى أن صناعة الفضاء تعتمد بشكل عام على التعاون الدولي والاستفادة المتبادلة من قدرات منصات الإطلاق.

وأضاف أن هناك حوالي 11 دولة تقدم خدمات إطلاق الأقمار الصناعية، وإيران أصبحت واحدة منها. ومع ذلك، فإن جميع الإطلاقات الفضائية الإيرانية حتى الآن كانت محلية بالكامل، دون تقديم خدمات لدول أخرى. لكنه أشار إلى أن التعاون في خدمات الإطلاق أمر شائع عالميًا، تمامًا كما هو الحال في صناعة النقل الجوي، مما يعزز النهج الاقتصادي لصناعة الفضاء من خلال التعاون الدولي المتبادل.

تحديث وتوسيع محطات التحكم الأرضية

تطرّق سالاريه أيضًا إلى محطات التحكم الأرضية، موضحًا أن العام الماضي شهد تقدمًا كبيرًا في هذا المجال. وأكد أن محطتي شمال شرق (تشناران) وشمال غرب (سلماس) من المقرر أن تدخلان الخدمة هذا العام ضمن البرنامج الفضائي العشري. وأعرب عن أمله في أن يتم تشغيلهما في الموعد المحدد، مع تحقيق تقدم مُرضٍ في تنفيذ المشروع.

وأشار إلى أن محطتي ماهدشت وقشم تعملان حاليًا بكفاءة، حيث خضعتا لتحديثات كبيرة العام الماضي. وقد تم تشغيل هوائي باند-X في قشم، فيما شهدت ماهدشت تحسينات مماثلة. إلى جانب هذه المحطات الثابتة، تمتلك إيران أيضًا محطات متحركة ومؤقتة تُستخدم أثناء الإطلاقات الفضائية، لضمان اختبار وعمل الأقمار الصناعية فور وصولها إلى المدار.

تطوير مراكز اختبار وتجميع الأقمار الصناعية

وأكد سالاريه أن تطوير مراكز اختبار وتجميع الأقمار الصناعية يُعدّ من البنى التحتية الأساسية للصناعة الفضائية في إيران. وأشار إلى أن العمل جارٍ على إنشاء مختبرات متخصصة لاختبار الأقمار الصناعية بأوزان 500 و1000 كجم في معهد الفضاء التابع لوزارة الاتصالات. ومن المتوقع أن يكتمل بناء البنية التحتية لمختبر الأقمار الصناعية فئة 1 طن هذا العام، على أن يتم استكمال تجهيزاته تدريجيًا.

كما أشار إلى أن جزءًا كبيرًا من مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية فئة 1 طن سيكون جاهزًا للتشغيل في عام 1404 (2025 م)، بينما من المتوقع أن يتم استكمال جميع تجهيزاته بحلول عامي 1406-1407 (2027-2028 م)، وفقًا للخطة الخمسية السابعة للتنمية.

/انتهى/

رمز الخبر 1956122

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha