وأفاد مراسل وكالة مهر في بغداد، انه بعد سنوات من الحرب والصراع، أصبح وجه بغداد بعيداً عن البيئة الأمنية، ولم تعد هناك أي أنباء عن وجود قوات أمنية وكتل إسمنتية في المدينة والمراكز الحساسة والعسكرية في المدينة، واتخذت مظهراً تقليدياً وحديثاً.
عودة الاستقرار إلى العراق
لقد أعطت المعالم التاريخية إلى جانب ناطحات السحاب ومراكز التسوق الحديثة لهذه المدينة وجهًا جديدًا، وفي الواقع، يتشابك التقليد والحداثة في هذه المدينة، إلا أن الأسواق التقليدية والأحياء القديمة لا تزال تحتفظ بثقافتها الأصلية والتقليدية.
التنوع الثقافة والتعايش
اشتهرت بغداد منذ زمن طويل بتنوعها الثقافي، ويمكن رؤية هذا التنوع بوضوح في نمط حياة أهل المدينة. وفي الوقت نفسه، يعيش أشخاص من خلفيات عرقية وثقافية مختلفة معًا، مما يدل على قبول التنوع الثقافي في هذا المجتمع.
نهر دجلة رمز حياة بغداد
ويمر نهر دجلة، رمز الحياة والحيوية في هذه المدينة، في وسطها، ويلجأ إليه أهل بغداد في ليالي الصيف الحارة والمرهقة.
النمو الاقتصادي ووجود العمالة الأجنبية
عندما تزور مراكز التسوق، بما في ذلك المطاعم والفنادق في بغداد، فإنك ترى قوة عاملة من الأجانب تعمل وتنشط في هذه المراكز. مواطنون من بنغلاديش وسوريا، مما يشير إلى النمو الاقتصادي والازدهار في العراق.
الاستقرار الاقتصادي والاكتفاء الذاتي في الزراعة
ويبدو أن الوضع الاقتصادي للشعب العراقي يتحسن. ويقال إن الشعب راض عن الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، رغم عدم نشر أي استطلاع دقيق ومستقل لأدائها في وسائل الإعلام الرسمية، إلا أن رأي المسؤولين السياسيين العراقيين أكد ذلك أيضاً.
الحد من التضخم ونمو الدينار العراقي
ويشير معدل التضخم البالغ 2.2% إلى الوضع الجيد نسبياً للعراقيين بعد سنوات من الحرب والصراع في البلاد. وشهدت العملة الوطنية للبلاد نمواً أيضاً بفضل سياسات تثبيت سعر الصرف، وبات العراقيون يستخدمون الدولار والدينار فقط في معاملاتهم.
تسريع التنمية وجذب الاستثمارات الأجنبية
شهدت بغداد خلال السنوات الأخيرة مشاريع تنموية وعمرانية كبيرة، ويسعى قادة البلاد إلى تقديم وجه عصري للمدينة. يتم بناء مراكز التسوق وناطحات السحاب في بغداد. وتم افتتاح أحد هذه المراكز مؤخراً في منطقة الجادرية، ومن المقرر، بحسب مسؤولين، إنشاء 70 مركزاً تجارياً آخر في عموم بغداد.
السياسة الخارجية النشطة والاستقرار الداخلي
خلال هذه الفترة، تمكنت الحكومة العراقية من إبعاد البلاد عن الصراعات والتوترات السياسية من خلال توسيع العلاقات مع دول الجوار والمنطقة. وعلى الصعيد الداخلي انخفض مستوى الخلافات السياسية والتوترات بين التيارات السياسية في البلاد، ووفر الاستقرار السياسي والأمني وغياب التوترات الاجتماعية الأساس للنمو الاقتصادي للبلاد، لدرجة أن العراق حقق الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة وإنتاج القمح، بل ووفر للبلاد إمكانية التصدير.
التحديات المتبقية ونظرة إلى المستقبل
ورغم النمو الاقتصادي العراقي وإنتاجه اليومي من النفط الذي يصل إلى 4.6 مليون برميل، فإن بغداد لا تزال تواجه مشاكل في قطاعات مثل النقل والخدمات العامة (عدم وجود مترو)، ومشاكل الطرق، وحركة المرور في المناطق الحضرية، وانقطاع التيار الكهربائي يوميا. وقد وقعت الحكومة العراقية عقودا مع شركات أجنبية لحل هذه المشاكل. ومن المتوقع، في حال تنفيذ ذلك، أن يتم حل مشاكل العراق في هذه القطاعات تدريجيا أيضا، ومع توفير البنية التحتية اللازمة، ستصبح بغداد مكانا لجذب السياح الأجانب.
تعليقك