أفادت وكالة مهر للأنباء أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على خطة احتلال غزة في اجتماعها مساء الخميس الماضي، ليدخل الانقسام والاختلافات بين المستويات السياسية والعسكرية والأمنية لهذا النظام مرحلة جديدة. وقد قوبلت خطة نتنياهو برد فعل سلبي واسع النطاق في الأوساط الداخلية للكيان الإسرائيلي، بما في ذلك الأوساط العسكرية والأمنية.
توجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إلى مكتب وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، حاملاً قائمة تغييرات في قادة الفرق العسكرية، بما فيها فرقة غزة، إلا أن كاتس رفض مقابلته، مُشيرًا إلى جدول أعماله المزدحم.
وأعلن كاتس في بيان أن تعيينات قادة الجيش يجب أن تتم بعد التشاور معه والاتفاق عليها. وعارض وزير الدفاع الإسرائيلي خطوة رئيس الأركان، قائلاً: "لقد تمت التعيينات دون تنسيق، ولا أنوي مراجعتها أو الموافقة عليها".
وأعلن يسرائيل هيوم أنه سيُطلب من رئيس الأركان التنسيق مع وزير الدفاع مُسبقًا لمراجعة هذه التعيينات وغيرها من القضايا مستقبلًا. كما أفادت القناة 13 الإسرائيلية أن وزير الدفاع أمر بتعليق التعيينات.
من جانب آخر انتقد يورام كوهين، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال: كان التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ممكنًا منذ فترة طويلة، لكن نتنياهو هو من منعه.
كما كتب موقع "والا" العبري: سيشارك كبار أعضاء مجلس إدارة جامعة بن غوريون في إضراب عائلات الأسرى الأسبوع المقبل للمطالبة بوقف الحرب وتوقيع اتفاقية تبادل أسرى شاملة.
كما نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الصهيونية خبرا عن الاحتجاجات ضد خطة نتنياهو لغزة، وكتبت: يخطط مئات الطيارين المتقاعدين والاحتياط من سلاح الجو للتظاهر مساء غد أمام مقر القيادة العسكرية دعمًا لموقف رئيس هيئة الأركان المشتركة الرافض لتوسيع نطاق الحرب في غزة، وللمطالبة باتفاق فوري لإعادة الأسرى.
وفي هذا الصدد، قال أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا": إن نتنياهو يضحي بالسجناء والجنود للحفاظ على الائتلاف الحاكم وإرضاء شركائه.

من جهة أخرى، أكد يائير لابيد، زعيم المعارضة الصهيونية، أن نتنياهو غير قادر على هزيمة حماس لأنه لا يملك حكومةً مناسبةً ولا خطةً أو برنامجًا.
وقال: من لم يستطع هزيمة حماس في عام وتسعة أشهر، یختلق ذريعةً جديدةً في كل مرة، فهذا يعني أنه لا يعرف كيف ينتصر.
وأضاف لبيد: نتنياهو رهينة جماعة متطرفة تسعى لبناء مستوطنات في قطاع غزة، ولن تقبل بأي قوة أخرى في المنطقة.
كما كتب "إسحاق باريك"، وهو جنرال متقاعد في الجيش الإسرائيلي، في مقال بصحيفة "هآرتس": نتنياهو وحكومته المتطرفة يتجهان نحو الهاوية.
وأضاف: نتنياهو يُقاتل من أجل البقاء، ومستعد للتضحية بالجنود والرهائن والحكومة.
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، يوم الأحد، عزمها على القيام بحركة احتجاجية واسعة النطاق لإغلاق المراكز الاقتصادية في الأراضي المحتلة في 17 أغسطس/آب. وتُنفذ هذه الحركة الاحتجاجية تحت شعار "الإغلاق لإنقاذ الجنود والأسرى"، احتجاجًا على سياسات حكومة بنيامين نتنياهو؛ التي، بحسبهم، "قررت مواصلة الحرب وتصعيدها، وقتل الأسرى الأحياء، وإطلاق سراح الموتى".
وأعلنت العائلات قرارها لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي عُقد في تل أبيب.
أفادت القناة 13 التابعة للاحتلال أن العائلات هددت بوقف أنشطة جميع المراكز الاقتصادية وإغلاقها خلال الأسبوع المقبل.
كما أعلنت القناة 12 التابعة للاحتلال أن العائلات ستلتقي برئيس نقابة عمال الأراضي المحتلة يوم الاثنين المقبل للضغط عليه للانضمام إلى الإضراب.

وفي هذا الصدد، انتقد الجنرال يسرائيل زيف بشدة خطة حكومة نتنياهو لاحتلال مدينة غزة، رغم المعارضة الواسعة من قادة الجيش والأمن في النظام لهذه الخطوة نظرًا لعواقبها الوخيمة، قائلاً: "الحكومة تفرض خطة على رئيس أركان الجيش لا يؤمن بها".
وأضاف: "بهذه الخطة، تحفر حكومة نتنياهو لنفسها حفرة أعمق لتغرق في غزة. من الجنون الاستمرار في فعل الشيء نفسه وتوقع نتائج مختلفة؛ هذا ما تفعله الحكومة".
وأكد: "الجيش في غزة عالق في حلقة مفرغة منذ أكثر من عام، ودفع ثمنًا يعادل 50 قتيلًا، والأسرى (الصهاينة) أيضًا على وشك الموت".
كما حذرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية القادة العسكريين والسياسيين للنظام يوم الأحد من أن احتلال قطاع غزة سيؤدي إلى تخفيضات كبيرة في ميزانيات قطاعي التعليم والصحة، مما يكلف تل أبيب ما يصل إلى 49 مليار دولار سنويًا.
/انتهى/
تعليقك