٢٣‏/٠٩‏/٢٠٢٥، ١٠:١٢ ص

الاعتراف بدولة فلسطين، حقيقته، أبعاده ونتائجه

الاعتراف بدولة فلسطين، حقيقته، أبعاده ونتائجه

من منظور القانون الدولي، ورغم أن اعتراف مختلف دول العالم بدولة فلسطين يُعدّ عملاً سياسياً ورمزياً، إلا أنه سيكون عاملاً مهماً في تغيير قواعد اللعبة والصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكالة مهر للأنباء: اعترفت بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال يوم الأحد بدولة فلسطين بعد نحو عامين من حرب غزة، ومن المتوقع أن تحذو بلجيكا ودول أخرى حذوها في افتتاح قمة الأمم المتحدة.

وانطلاقاً من هذه الذريعة، نعتزم استعراض عملية الاعتراف بدولة فلسطين منذ العقود الماضية وحتى اليوم.

ما هي دول العالم التي تعترف أو ستعترف بدولة فلسطين؟

اعترفت ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، و145 دولة على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، وفقًا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس، بما في ذلك بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، التي اعترفت مؤخرًا بدولة فلسطين.

ومن المتوقع أن تحذو حذوها دول أخرى، منها فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا، في القمة المقبلة حول ما يسمى "حل الدولتين" التي ستُعقد يوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك برئاسة فرنسا والمملكة العربية السعودية.

كانت الجزائر أول دولة تعترف رسميًا بدولة فلسطين في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، بعد دقائق من إعلان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات استقلالها. وفي الأسابيع والأشهر التي تلت ذلك، حذت عشرات الدول الأخرى حذوها، وفي أواخر عام 2010 وأوائل عام 2011، بدأت موجة أخرى من الاعتراف بدولة فلسطين.

واليوم، أدت حرب غزة إلى اعتراف 13 دولة أخرى بدولة فلسطين في العالم.

لكن 45 دولة على الأقل، بما في ذلك الولايات المتحدة، لا تعترف بدولة فلسطين. وفي آسيا، تُعد اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة من بين الدول التي لا تعترف بفلسطين. كما لا تعترف بها الكاميرون في أفريقيا، وبنما في أمريكا اللاتينية، ومعظم دول أوقيانوسيا.

تُعدّ أوروبا القارة التي تشهد أكبر عدد من دولها خلافات حول الاعتراف بدولة فلسطين، حيث يعترف نصفها تقريبًا بفلسطين، وينكر النصف الآخر وجود دولة فلسطين ولا يعترف بها.

حتى منتصف العقد الماضي، كانت الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، بالإضافة إلى تركيا، هي دول الكتلة السوفيتية السابقة، وكانت دول غرب وشمال أوروبا مُجمعة على رفض الاعتراف بدولة فلسطين؛ باستثناء السويد التي اعترفت بدولة فلسطين عام ٢٠١٤.

إلا أن حرب غزة غيّرت الوضع منذ أكتوبر ٢٠٢٣، ففي أوروبا، حذت النرويج وإسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا حذو السويد واعترفت بدولة فلسطين عام ٢٠٢٤، ثم فعلت المملكة المتحدة والبرتغال الشيء نفسه يوم الأحد، لكن ألمانيا وإيطاليا لا تنويان الاعتراف بدولة فلسطين.

ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطين؟

وصف رومان ليبوف، أستاذ القانون الدولي في جامعة إيكس مرسيليا جنوب فرنسا، الاعتراف بدولة فلسطين بأنه من أكثر القضايا تعقيدًا في القانون الدولي، وصرح لوكالة فرانس برس أن للدول حرية اختيار متى وكيف تعترف بها.

وأضاف أنه لا يوجد مكتب سجل للاعترافات، ويمكن للدول إعلان اعترافها أو عدم اعترافها دون الحاجة إلى تبرير قرارها.

ومع ذلك، أكد الأستاذ الفرنسي على وجود نقطة واحدة واضحة تمامًا في القانون الدولي: الاعتراف لا يعني قيام دولة، كما أن عدم الاعتراف لا يمنع وجود دولة. ورغم أن الاعتراف يحمل بُعدًا رمزيًا وسياسيًا بحتًا، إلا أن ثلاثة أرباع الدول تعتقد أن فلسطين تمتلك جميع الشروط اللازمة لتصبح دولة.

كما صرّح فيليب ساندز، المحامي وأستاذ القانون الفرنسي الإنجليزي، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز: "أعلم أن الاعتراف بدولة فلسطين يبدو رمزيًا للكثيرين، لكن حتى هذا الفعل الرمزي قد يُغير قواعد اللعبة؛ بمعنى أنه عندما تعترف بدولة فلسطينية، فإنك تضع فلسطين وإسرائيل على قدم المساواة في القانون الدولي".

/انتهى/

رمز الخبر 1962994

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha