وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي مع الصحفيين، أثناء تقديمه التعازي في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س) وإحياءً لذكرى أسبوع الباسيج: في الأسابيع الأخيرة منذ وقف إطلاق النار في غزة، شهدنا للأسف استمرار الجرائم والإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة. في اليوم الماضي فقط، استشهد 24 شخصًا بريئًا في غزة خلال هجمات الكيان الصهيوني وأصيب ما يقرب من 100 شخص.
وأضاف: خلال الـ45 يوماً الماضية، تم تسجيل نحو 100 خرق لوقف إطلاق النار، وشهدنا نحو 350 شهيداً ونحو 900 جريح في غزة.
ما نشهده في غزة هو استمرارٌ للإبادة الجماعية
وأكد بقائي: ما نشهده في غزة هو استمرارٌ للإبادة الجماعية التي بدأت قبل عامين في غزة وما زالت مستمرة. كما أن مسؤولية الدول الضامنة لوقف إطلاق النار ثقيلةٌ للغاية، ومن الواضح أن ادعاءاتها بإجبار الكيان الصهيوني على الوفاء بالتزاماته ليست جادة، وأن الكيان يواصل جرائمه متمتعًا بحصانة تامة.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن التقارير التي نُشرت في مختلف وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية حول استخدام الكيان الصهيوني لأسلحة محظورة، بما في ذلك القنابل العنقودية الخطيرة والقاتلة في جنوب لبنان، تُشير إلى أن هذا الكيان لا يعرف حدودًا في أفعاله غير القانونية".
وأضاف: "كما أن الأخبار التي نُشرت عن سرقة الكيان الصهيوني لجثث أسرى فلسطينيين قد عززت جرائم هذا الكيان وأثبتت ذلك. تُقدم هذه السلسلة من الأحداث صورةً واضحةً لاستمرار انتهاكات الكيان الصهيوني المنظمة والواسعة النطاق للقانون الدولي".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن الحاجة إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وأن تجاهل هذه العملية قد يكون له عواقب لا يمكن إصلاحها.
تفاصيل رسالة الرئيس الايراني إلى الولي العهد السعودي
بخصوص رسالة الرئيس إلى الولي العهد السعودي، قال بقائي: "لقد شرحنا هذه القضية مرة أو مرتين. كانت هذه الرسالة بمثابة رسالة دورية متبادلة في إطار العلاقات الإيرانية السعودية بشأن إقامة مناسك الحج. تتضمن هذه الرسالة شكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسعودية على الخدمات المقدمة خلال مناسك الحج العام الماضي، بالإضافة إلى إعلان عن الاستعداد والأمل في استمرار هذا التعاون لإقامة مناسك الحج الرائعة لهذا العام.
تجدر الإشارة إلى أن مناسك الحج العام الماضي كانت مختلفة بعض الشيء عن الأعوام السابقة، لأننا كنا منخرطين في الدفاع عن أنفسنا ضد العدوان العسكري للكيان الصهيوني، ولذلك واجه حجاجنا مشاكل هناك. قدمت المملكة العربية السعودية وبعض الدول الأخرى في المنطقة، بما في ذلك عُمان والعراق، مساعدات كبيرة لعودة حجاجنا سالمين إلى إيران. وكان سبب الرسالة هو زيارة الرئيس الجديد لمنظمة الحج والزيارة إلى المملكة العربية السعودية لإجراء مناسك الحج. ولذلك أرسلت هذه الرسالة للتعبير عن هذا الامتنان.
إصرار أميركا على الموقف الحالي يجعل المفاوضات بلا معنى
وفيما يتعلق بمسألة الوسيط في المفاوضات مع الولايات المتحدة، صرّح قائلاً: "المسألة ليست مسألة وساطة أو وسيط إطلاقاً. بل تعود إلى نهج وسياسة الولايات المتحدة، وتحديداً إلى عدم جديتها في المفاوضات، ونظرتها إلى المفاوضات القائمة على الإملاء لا على أساس الدبلوماسية والمعاملات التقليدية. ما دامت الولايات المتحدة تُصرّ على هذا النهج، فلن تُجرى مفاوضات جادة. لذا، تُعدّ مسألة الوساطة مسألة ثانوية".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلاً: "لدينا علاقة جيدة جداً مع المملكة العربية السعودية، ونُثمّن هذه العلاقة. نحن ممتنون للمملكة العربية السعودية والدول الأخرى التي، حرصاً منها على السلام والاستقرار في المنطقة، تُحاول استخدام قدراتها لتخفيف التوترات؛ ولكن كما ذكرتُ، لا يوجد أي نقاش هنا حول الوساطة والمفاوضات".
قرار الوكالة وصمة عار في جبين مصمميها ومؤسسيها
وفيما يتعلق بالقضية النووية لبلدنا والقرار الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذا القرار يتعارض مع الإجراءات واللوائح المنظمة لعمل الوكالة، ويتعارض مع الإجراءات المتعارف عليها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. بدلًا من أن يُسهم في حل المشكلة، يُزيدها تعقيدًا. إنه تدخل واضح في عمل الوكالة، وسيُقوّض استقلاليتها في العمل بشكل أكبر. لم تكن هناك نية حسنة في تصميم هذا القرار وتقديمه.
برأيي، مضمون هذا القرار وصمة عار على جبين مصمميه ومؤسسيه. لأنه ليس فقط، كما ذكرت، يتعارض مع لوائح مجلس الأمن الدولي والإجراءات السابقة للوكالة، بل إنه أيضاً لا يشير حتى إلى أدنى إشارة إلى أصل وجذر هذه المشكلة، وهي جريمة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مهاجمة المنشآت النووية السلمية الإيرانية.
عرقلت الولايات المتحدة وإسرائيل التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهاجمة المنشآت النووية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ردًا على سؤال حول تفاعل إيران مع الوكالة ومناقشة وساطة بعض الدول، بما فيها مصر، في هذا الصدد: "لسنا بحاجة إلى وساطة في تفاعلنا مع الوكالة، فممثلنا يعمل في فيينا. نحن أعضاء في الوكالة، ونعلن مواقفنا علنًا. نعبر عن مواقفنا في مناقشات مع مسؤولي الوكالة، ونعتبر أنفسنا ملتزمين طالما أننا عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي".
وأضاف هذا الدبلوماسي البارز من جمهورية إيران الإسلامية: "بدأت المشكلة هنا عندما عرقلت الولايات المتحدة وإسرائيل التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية".
وتابع بقائي منتقدًا البيان الأخير لمجلس المحافظين ضد إيران: "للأسف، تتجاهل الأطراف المتعارضة الحقائق، وعلى مجلس المحافظين محاسبة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وداعميهما على مهاجمة إيران بدلًا من الحديث عن عدم تعاون إيران".
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، ردًا على سؤال بشأن التفاعلات مع روسيا، أن التفاعلات والمفاوضات لتعزيز وتوسيع التعاون بين إيران وروسيا في مجال الطاقة النووية السلمية مستمرة بنفس القوة والجدية.
على مديري الوكالة الالتزام بمسؤولياتهم الفنية
ردًا على سؤال حول تصريح غروسي بشأن الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، وأساس المفاوضات المستقبلية لحل الأزمة الحالية بين إيران والوكالة، قال بقائي: "لا يوجد أي طريق مسدود، وبصفتنا عضوًا في الوكالة، نطالب ونتوقع من مديري الوكالة الالتزام بمسؤولياتهم الفنية وعدم السماح للضغوط بتحويل مسار الوكالة عن مسارها المهني".
وأضاف: "توصلنا إلى تفاهم مع الوكالة ووضحنا آلية التعاون في مرحلة ما بعد العدوان العسكري، وكان من المفترض أن يكون هذا الدليل أساسًا للتفاعل في الوضع الجديد، لكن الترويكا الأوروبية، بضغط أمريكي، حرمت الوكالة من هذه الفرصة وعرقلت هذه العملية بتحركاتها في مجلس الأمن والوكالة".
إبطال اتفاقية القاهرة هو إجراء إيراني ضد قرار مجلس المحافظين
وردًا على سؤال حول إجراءات إيران ضد قرار مجلس المحافظين، قال بقائي: "لقد أعلنا عن إحدى خطواتنا في هذا الصدد، وهي إبطال اتفاقية القاهرة. وبالنظر إلى جميع الظروف، سنتخذ القرار الأمثل الذي يخدم مصالح البلاد".
وأكد أن اتخاذ القرارات بشأن الملف النووي يتم على المستوى الوطني، وعند اتخاذ أي قرار، سنُبلغ بتفاصيله. ومن المؤكد أن جوهر أي قرار في هذا الصدد سيكون حماية مصالح إيران وحقوقها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
وبخصوص الإجراءات والتهديدات الأمريكية ضد فنزويلا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "من الواضح للجميع أن ذريعة مكافحة تهريب المخدرات ليست سوى غطاء لتعزيز سياسات التسلط وممارسة الضغط على سيادة مستقلة وتهديد الدول الأخرى. بالإضافة إلى فنزويلا، هدد الأمريكيون أيضًا العديد من دول أمريكا اللاتينية الأخرى".
التطورات في السودان مثيرة للقلق
ردًا على سؤال حول إعلان الولايات المتحدة استعدادها للتدخل واتخاذ خطوات لحل الأزمة في السودان، قال بقائي: "التطورات في السودان مثيرة للقلق، وإذا نظرنا إلى تاريخ تطورات السودان، نجد أن الطرف الذي يدّعي السعي لحل هذه الأزمة، أي الولايات المتحدة، كان أحد أطراف الأزمة في السودان. وقد أدى تدخل الولايات المتحدة في السودان في السنوات الأخيرة إلى تفاقم التوترات والانقسامات في البلاد".
لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان
ردًا على سؤال حول استعداد وزير الخارجية اللبناني للتفاوض مع وزير خارجية بلادنا، قال بقائي: "علاقتنا جيدة مع لبنان، والعلاقة بين إيران ولبنان علاقة طويلة الأمد قائمة على الاحترام المتبادل، والصداقة بين الشعبين الإيراني واللبناني لا تحتاج إلى شرح". وقد لاقى حديث وزير الخارجية اللبناني ردًا إيجابيًا من وزير الخارجية الإيراني، مؤكدًا في الوقت نفسه على عدم تدخلنا في الشؤون الداخلية للبنان، وأن قضاياه الداخلية شأنٌ خاصٌّ به.
التهديد الأكبر في المنطقة هو الكيان الصهيوني
وبخصوص زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة، صرّح بقائي: "لدينا علاقات جيدة ومتنامية مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة. نشارك دول المنطقة مخاوفها من حروب الكيان الصهيوني وهيمنته، وهذه حقيقة مُجمع عليها في منطقتنا، وهي أن الكيان الصهيوني هو التهديد الأكبر في المنطقة، ويجب على دول المنطقة منع الكيان الصهيوني من التصعيد بالاعتماد على القدرات الإقليمية الداخلية".
العقوبات مؤلمة، لكنها لا يمكن أن تُضعف عزيمتنا على الدفاع عن كرامتنا وحقوقنا
ردًا على سؤال حول تهديدات ترامب باحتمال فرض عقوبات مماثلة لتلك التي فرضتها روسيا على بلدنا، قال بقائي: "نواجه يوميًا حزم عقوبات أمريكية على إيران، وقد خضعت إيران لهذه العقوبات لما يقرب من خمسة عقود. العقوبات مؤلمة بالتأكيد، لكنها لا يمكن أن تُضعف عزيمتنا على الدفاع عن كرامتنا وحقوقنا بأي شكل من الأشكال، وهذه العقوبات تُضاف إلى العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على مختلف الدول".
لن يُعقد أي اجتماع مع الترويكا الأوروبية في هولندا
وبخصوص إمكانية عقد اجتماع مع الترويكا الأوروبية خلال زيارة وزير خارجيتنا إلى هولندا، صرّح بقائي: "لن يُعقد مثل هذا الاجتماع، وكما ذكرتُ سابقًا، سيسافر السيد عراقجي إلى هولندا للمشاركة في الاجتماع السنوي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، ولن نعقد اجتماعًا خاصًا مع الترويكا الأوروبية. وبطبيعة الحال، سيعقد السيد عراقجي اجتماعات مع وزراء الخارجية والمسؤولين الآخرين المشاركين في الاجتماع على هامشه، ونحن نخطط لذلك".
التهديدات الأمريكية ضد فنزويلا لا أساس لها ولا شرعية
فيما يتعلق بالأنباء التي تتحدث عن استعداد الولايات المتحدة لمهاجمة فنزويلا، وما إذا كانت قد اتُخذت التدابير اللازمة لأمن السفارة الإيرانية والدبلوماسيين الإيرانيين في كاراكاس، صرّح المتحدث باسم وزارة خارجية بلادنا: "يجب ألا ننسى أن الإجراءات الاستفزازية الأمريكية ضد فنزويلا تنتهك جميع القواعد واللوائح الدولية، وينبغي للمجتمع الدولي أن يوليها اهتمامًا خاصًا. إن اللامبالاة والصمت تجاه هذا الانتهاك الصارخ للقانون من قبل دولة عضو دائم في مجلس الأمن وتستضيف مقر الأمم المتحدة أمرٌ غير مقبول على الإطلاق، وقد يصبح نموذجًا يُحتذى به للدول الأخرى".
وتابع: "فيما يتعلق بدبلوماسيينا، سننظر بالتأكيد في اتخاذ الإجراءات اللازمة. سفارتنا في فنزويلا نشطة وستواصل عملها، ونحن على تواصل وثيق مع سلطات هذا البلد اللاتيني من خلال السفارة الفنزويلية في طهران، ووزارة الخارجية الفنزويلية في كاراكاس، وسفارتنا في فنزويلا".
الأمريكيون لا يرون في التفاوض سوى الإملاءات
واصل بقائي حديثه مع الصحفيين، ردًا على سؤال حول تصريحات الرئيس الأمريكي حول قرب التوصل إلى اتفاق مع طهران، قائلاً: فيما يتعلق بالموضوع الذي يكرره المسؤولون الأمريكيون باستمرار حول الاتفاق، فقد أثبتت أفعال أمريكا عمليًا عدم جديتها إطلاقًا. إما أنهم لا يفهمون التفاوض جيدًا، أو أن طبيعة سلوكهم تجعلهم يعتبرون التفاوض مجرد إملاء. لذلك، يجب أن تزنوا هذه التصريحات مع أفعال أمريكا، وسترون أن هذه الادعاءات تفتقر إلى الجدية أو حسن النية.
/انتهى/
تعليقك