وأضاف أرسلان في تصريح لوكالة مهر للأنباء أن ايران قد اثبتت أنها رقم صعب على الساحتين الدولية والاقليمية بتطورها الملحوظ رغم العقوبات والحصار منذ زمن لا بل تحولت من دولة اقليمية عادية الى دولة اقليمية عظيمة وذات قوة عالمية وفرضت نفسها على الساحة الدولية وبالتالي قوى التحالف الدولية ادركت بانه لا يمكن التقدم في اي ملف في اسيا والشرق الاوسط الا عن طريق التفاوض الجدي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وشدد الامير طلال أرسلان على مواقفه التي اطلقها مسبقا بانه مهما حاول البعض الرهان على عدم الوصول الى اتفاق مع ايران سيخسر لأن الايام اثبتت ان توقيع الاتفاق النووي كان مضني وشاق وانطلق فخامته لاعلان أحقية الوزير محمد جواد ظريف للحصول على جائزة نوبل للسلام نتيجة لحنكته الدبلوماسية العالية في التفاوض و تلازمها مع الاصرار و ثبات الموقف للجمهورية الاسلامية.
وفي معرض رده على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء عن امكانية مرور هذا الاتفاق في الكونغرس الامريكي والانزعاج الاسرائيلي من هذا الاتفاق قال ارسلان ان اكبر دليل على نجاح التفاوض الايراني هو الموقف الاسرائيلي فهو يدل على ميزات الاتفاق وبراعة الدور الايراني فيه.
وبخصوص موضوع امريكا ودورها كشف الامير انها تتبع سياسة الشد والرخي وتوزيع الادوار ولم يكن امامها اي مجال لرفض هذا الاتفاق وخصوصا في ظل قوة ايران التي اجبرت اوباما على التحول الكبير في مواقفه تجاه الشعب الايراني والحضارة الايرانية وتهديده في استخدام صلاحياته اذا ما حاول الكونغرس رفض الاتفاق.
اما في حديثه عن انزعاج السعوية من الاتفاق قال الامير انه من المؤسف في هذه المنطقة انعدام الرؤية الشفافة والعقلانية والحكمة في مقاربة الامور , فلماذا مسموح للغرب التفاوض مع ايران وممنوع على دول الخليج (الفارسي) والعرب التفاوض مع انهم أولى لتوحيد الصفوف أمام الغطرسة والتهديد الاسرائيلي اليومي للعرب و المسلمين.
قد تمنى ارسلان على الدول العربية ان تأخذ عبر من هذا الاتفاق وأن تدرك بأن مصلحتها تقضي بالوصول الى تفاهمات مع الجمهورية الاسلامية لأن "انتصار ايران في الوصول الى هكذا اتفاق هو انتصار لنا جميعا في هذه المنطقة اذا عرفنا كيف نستثمر هذا الاتفاق وكيف نطوره وندعمه والا اذا بقي بعض العرب يتصرف من خلال الغرائز وليس العقل سنرى الكثير من هذه المواقف المؤسفة التي تصدر من هنا وهناك وسيزيد انقسام الموقف العربي و بالتالي تهديد العرب اكثر".
وردا على سؤال عن مصير ايران بعد الاتفاق قال ارسلان لمراسل وكالة مهر للأنباء في لبنان ان ايران متجهة الى مزيد من التألق والازدهار و قد أيد كلام قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي (دام ظله) بأننا "لن نثق بأمريكا" مؤكدا على فكرة ان الغرب لم يوقع الاتفاق الا مكرها كما ووصف كلام السيد القائد بالحكيم والصحيح لأن سماحته يدرك ويعي التجارب المرة التي قطعتها الجمهورية منذ الثورة الاسلامية و حتى اليوم مع الغرب.
اما على الصعيد الدرزي ومصير الدروز في سوريا قال الامير أن الدروز في سوريا ولبنان هم جسم واحد تجمعهم علاقة القربى والمودة ولا فرق بينهم مضيفا أن الدروز في سوريا جزء لا يتجزء من النسيج الوطني الاجتماعي السوري ومن الدولة ووحدة الدولة السورية وهم في خندق واحد مع اخوانهم السوريين في مواجهة كل القوى التكفيرية الارهابية التي تهدد وحدة سوريا و تهدد الجميع في هذه الأمة لا بل تهدد السلم العالمي بأسره.
و لفت الى ان قدر الدروز في سوريا هو مواجهة هذا المجتمع التكفيري تحت قيادة الدولة السورية وسيادة الرئيس الأسد مضيفا انه من المعيب الحديث عن ثورة سورية في ظل فتح تركيا العلني لحدودها لتهريب السلاح من اوروبا والعالم الى الداخل السوري ومعالجة اسرائيل للارهابيين في مستشفياتها في الداخل الاسرائيلي متسائلا: بعد كل هذه الخطوات كيف نصدق كذبة محاربة الغرب للارهاب؟
وأعرب ارسلان عن قناعته بأنه ليس هناك اي قوى جادة في محاربة الارهاب باستثناء الجمهورية الاسلامية الايرانية وحلفائها من دول وحركات مقاومة من العراق الى سوريا الى لبنان و روسيا و الصين.
وفي خصوص الملف التركي صرح الأمير بأن اردوغان لا يستطيع التدخل العسكري المباشر في سوريا من دون غطاء غربي وبالتالي هو بعيد كل البعد عن هكذا قرار.
و انتقل الى الحديث عن موقف جنبلاط ورهانه على سقوط الاسد حيث اعرب عن الخلاف الجذري بينه وبين جنبلاط في هذا الخصوص وانه واثق كل الثقة بأن الاسد باق وصامد و يجب على الجميع الصمود في جانبه في مواجهة هذا التكفير.
و ختاما عند سؤاله عن الملف اللبناني المحلي قال ارسلان بأن قوى 14 اذار ربطت التطورات على الداخل اللبناني بالمزاج الاقليمي وطالما هذا الربط قائم لن يحدث اي تطور على الصعيد المحلي وطالما وضعوا نفسهم بالرهان على التوازنات الاقليمية ووضعوا الكلمة الفصل في موضوع الرئاسة برهان اقليمي لن يكون هناك اي تقدم و اي حلحلة في هذا الخصوص./انتهى/
أجرى الحوار: حسين شعيتو
تعليقك