وكالة مهر للأنباء: عكست أعمال الشغب التي سيطرت على تظاهرات مدينة البصرة العراقية وجود شبكة امريكية الصنع تستهدف مكانة ايران في المنطقة وتسعى إلى تقسيم الشرق الأوسط ولاسيما العراق، فوفقاً للمعطيات المتوفرة فأن الحرب الناعمة ضد الشعوب في الشرق الأوسط تدار الآن من قبل السفير الامريكي في العراق "دوغلاس سيليمان"، نفس الخطة التي وضعت من قبل وزير الخارجية الامريكية انذاك "كولن باول" بقيمة 29 مليون دولار تحت اسم "خلق عمل امريكي للديمقراطية في العالم العربي" وذلك بهدف خلق أجواء في العراق ودول غرب آسيا تساعد في تقبل المشاريع الامريكية.
هذا وتحاول امريكا تحطيم أحلام الشعوب المستقلة في الشرق الأوسط ولاسيما ايران عن طريق تنظيم الجماعات الإرهابية كداعش والنصرة، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، وتحول الحلم الامريكي إلى كابوس مرعب لم يتوقف فقط على عدم قدرتها في اضعاف ايران بل بتحويلها إلى رمز للقوة في غرب آسيا، القوة التي تعمل على التصدي للنفوذ الامريكي في المنطقة. فبعد خسارة امريكا على جبهات الحرب الساخنة، عادت لتستخدم الخطة القديمة وهي الحرب الناعمة محاولة تعميق نفوذها الاقليمي، الأمر الذي كشف مؤخراً بعد اضطرابات البصرة.
القصة بدأت في تموز عام 2017؛ عندما تولى "تيمي ديفيس" العضو السابق في دائرة الأمن والاستخبارات في البحرية الامريكية، مسؤولية ادارة قنصلية امريكا في البصرة.
بدأ "تيمي ديفيس" أنشطته الفتنوية في البصرة تنفيذاً لسياسة بلاده، الأمر الذي قاله بصراحة السفير الامريكي في بغداد "دوغلاس سيلمان" في مقالة له مع "أسوشتيد برس": (يتوجب على امريكا السعي لتقويض دور ايران في المنطقة وبغداد بعد نهاية الحرب مع داعش".
بحث "تيمي ديفيس" منذ وصوله إلى البصرة عن أفراد مؤثرين اجتماعياً لإقامة علاقات معهم، وتنظيم شبكة على هذا الأساس، فكانت أهم مشاريع وكالة الاستخبارات الامريكية ل"الاسلام المدني والديمقراطي؛ البحث عن شركاء ومصادر واستراتيجيات" الذي صدر عام 2004 من مؤسسة راند الأمريكية من قسم أبحاث الأمن القومي، وأهم خطوات هذا المشروع هو التعريف بأفراد علمانيين وإقامة اجتماعات معهم وبالنهاية تشكيل تنظيمات رسمية في المجتمع تنفذ بعدها مخططات "ديفيس" في البصرة وغيرها.
النقطة الأهم كانت في العثور على هؤلاء الأشخاص التي تتوفر فيه المواصفات المطلوبة، حيث أقامت القنصلية الامريكية في البصرة دورات تدريبية تحت عنوان "Maharat Mentorship" لمدة ثمانية أشهر بدعم مالي على مدار عامي 2017 و 2018.
من جهة أخرى فأن القنصلية الامريكية لم توفر فرصة أو مناسبة اجتماعية إلا ودعت النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي لعقد مؤتمرات وغيرها كيوم المرأة أو الافطار في رمضان.
طبعاً هذه اللقاءات هي في العرف الدبلوماسي جزء من مهام القنصليات إلا أن الحقيقة كانت عبارة عن فرص للحصول على نفوذ أكبر، ووفقاً للمعلومات المتوفرة على شبكة الانترنت فأن بعض الأشخاص مثل "علي نجيم" و "هشام أحمد" و "رهام يعقوب" تم استقطابهم من قبل القنصلية الامريكية في البصرة، حيث بدؤوا العمل على تشكيل شبكة واقعية لتنفيذ مصالح امريكا.
"رهام يعقوب" إحدى الفتيات العراقيات الناشطات في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي خريجة "علوم التغذية" ولديها العديد من المتابعين على حساباتها الاجتماعية، إلا أن منشوراتها لا تتعلق بامور التغذية فقط بل تقود مظاهرات نسائية في المدينة تحت عناوين رياضية وتعليم وغيرها، إلا أن في الواقع أثرت عن طريق العديد من الأوسمة على أحداث البصرة مثل #نساء_مدينتي و #فخر مملكتي.
أما "علي نجيم" فهو من المؤثرين في اضطرابات البصرة وكان قد التقى مع "تيمي ديفيس" وبدأ عمله مع القنصلية الامريكية في البصرة عبر اليوتيوب، باسمه #علاويز وهو خريج مؤسسة World learning lnc الامريكية التي تعمل على تربية أفراد لخدمتها.
و "هشام أحمد" الذي يعمل تحت اسمه المستعار "هشام شيرو" أحد الشخصيات الأخرى المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو متخصص غرافيك وافلام ولا نستبعد أن تكون هذه الأفلام المصورة في البصرة هي من تعديلاته.
بالطبع لم يتوقف عمل القنصلية الامريكية في البصرة على تشكيل الشبكات للقيام باعتراضات البصرة، بل ان الهدف النهائي لها هي توجيه مثيري الفتنة لضرب ما يخدم مصلحة امريكا وما بينها: القنصلية الايرانية في البصرة، مركز المحافظة، منزل رئيس مجلس المحافظة، منزل وزير الاتصالات العراقي حسن راشد، ومكاتب عدة فرق شيعية من بينها مكتب تنظيم بدر و عصائب أهل الحق والمجلس الأعلى وحزب الدعوة ومقر حزب حركة "إرادة" حنان الفتلاوي ومركز حزب الفضيلة ومكتب فالح الخزعلي وحتى مكاتب التلفزيونات العراقية مثل العراقية والغدير.
لم يسلم احد من هذه الاضطرابات والهجمات حيث طالت مركز جعفر الطيار الطبي للجرحى والمعلولين في البصرة حيث يرقد في هذا المركز عدد من جرحى الحشد الشعبي كما تم الاعتداء على بعض جرحى الحرب.
من الواضح أن هذا المخطط يحمل أهدافاً عدة أهمها ضرب العلاقات بين ايران والعراق وتشويه اسم المقاومة في المنطقة، فكل يوم تزداد هذه الاشاعات ويقوم عملاء امريكا بافتعال المزيد من المشاكل بين البلدين وكل ذلك بدعم مالي من السعودية وسفيرها الاستخباراتي عبد العزيز بن خالد الشمري، ويبدو أن المخطط الاصلي هو تقسيم العراق وفقاً لمشروع جوزيف دانفور إلى اقليمين أو مشروع جوزيف بادين لتقسيم العراق لثلاثة أقاليم. /انتهى/
تعليقك