وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري على قطاع غزة بعملية سماها "الرصاص المصبوب"، في حين اختارت المقاومة الفلسطينية أن تسميها "معركة الفرقان"، واستمرت نحو 23 يوما.
وأنهت الحربَ تهدئة دامت ستة أشهر تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وبين الكيان الصهيوني، برعاية مصرية في يونيو/حزيران 2008.
وأسفرت الحرب عن نحو 1500 شهيد ودمار هائل في البنية التحتية بغزة. ورغم انتهائها ومرور سنوات عليها، لم يعاقب قادة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمهم في حق القطاع وسكانه، رغم إقرار منظمات دولية وحقوقية في تقاريرها بوقوع جرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين.
وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع القيادي في حركة الجهاد الاسلامي "خالد البطش"، وتم توضيح عدة نقاط كان اهمّها:
** الغزو الصهيوني على غزة عام 2009 / اوضاع المقاومة
قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي "خالد البطش": يجب التأكيد على ان حكومة الليكود التي كان يتزعّمها آنذاك ليفني وكذلك إيهود أولمرت، قد اتخذت قراراً باجتياح قطاع غزة لتحقيق ثلاث اهداف:
" أولها؛ القضاء على المقاومة في غزة. ثانيها؛ اسقط حكومة حماس في قطاع غزة. ثالثها؛ منع وصول السلاح الى مدينة غزة وللمقاومة فيها ".
العدو الصهيوني اتخذت قراراً باجتياح قطاع غزة لتحقيق ثلاث اهداف: اولها القضاء على المقاومة في غزة. ثانيها؛ اسقط حكومة حماس في قطاع غزة. ثالثها؛ منع وصول السلاح الى مدينة غزة وللمقاومة فيها
وتابع، هذه الاسباب الثلاثة لم تتحقق بالمطلق، بل فشل الكيان الصهيوني بالاجتياح من خلال صمود الشعب الفلسطيني ودَفعِه فاتورة تضحيات كبيرة، واستمر توريد السلاح الى قطاع غزة، ولم يستطع الكيان الصهيوني ان يسقط حكومة حماس ولا حتى القضاء على المقاومة. ان كل ما فعلته حكومة الكيان الصهيوني برئاسة ليفني واولمرت، انها اوقعت اكثر من 1500 شهيد وآلاف الجرحى من الشعب الفلسطيني، ودمار عشرات آلاف الشقق السكنية ودمار هائل في البنى التحتية للشعب الفلسطيني.
واضاف، الظروف التي كانت تعيشها المقاومة آنذاك بلا شك كانت ظروف صعبة، خاصة وان غزة كانت تحت الحصار الصهيوني بعد فوز حركة حماس بالانتخابات عام 2006، كان الحصار بهدف اسقاط او افشال تجربة حكومة حركة حماس، وايضاً افشال التجربة الديمقراطية التي اوصلت حماس للسلطة، ومعاقبة الشعب الفلسطيني الذي انتخب حماس لقيادة السلطة الفلسطينية، لذلك فشل العدوان في تحقيق اهدافه الثلاثة، وما كان من الكيان الصهيوني بعد ان شعر بطعم الهزيمة، الا ان قام بايقاع خسائر كبيرة في صفوف الشعب الفلسطيني ليظهر على انه المنتصر والمسيطر امام العالم.
واشار القيادي في حركة الجهاد الاسلامي "خالد البطش"، الى ان وضع المقاومة في عام 2008 و2009، عندما بدأ العدوان الصهيوني كانت في بدايات مرحلة التجهيز والاعداد، والمقاومة كانت اقل قدرة مما هي عليه الان. صحيح ان هناك بنى تحتية ضعيفة، وقوة صاروخية محلية الصنع تصل الى 20-30 كم، وبعد تعديلها محلياً وصلت الى 40 كم، فموقف وظرف المقاومة كان صعب، لكن كان هناك اصرار وتحدي، وكان هناك محاولات من قبل المقاومة الفلسطينية لرد العدوان، ونجحت المقاومة بامكانياتها المحدودة والمتواضعة على اخراج الكيان الصهيوني وافشال مخططاته.
** هزيمة الكيان الصهيوني / العزيمة الجبارة
قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي "خالد البطش": ان المقاومة الفلسطينية تصدت للعدوان الصهيوني في عام 2008 و2009 بكل قوة واقتدار، ولم تتهاون ابداً في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، فهي قدّمت خيرة ابنائها وقاداتها في تلك المعركة، لكن الفضل بعد الله تعالى يعود الى ابناء شعبنا الحاضن الاوسع للمقاومة الشعبية الفلسطينية، الذين لم يبخلوا ابدا على هذه المقاومة فقدموا الغالي والنفيس في سبيل تحرير هذه الاراضي الطاهرة، ولم يخذلوها، وقدمت المقاومة نماذج عظيمة وكبيرة من العطاء الميداني الرائع الذي اذهل العدو، ربما ابرز ما مميّز المقاومة هو قدرة العنصر البشري التي لديها على التكيف والعمل في كل الظروف، بالاضافة الى الجسارة النوعية التي يتمتّع بها ابناء المقاومة ممثّلةً به سرايا القدس وكتائب القسام.
** سلاح المقاومة / صواريخ غزة
الشهيد البطل قاسم سليماني كان يشرف على دخول المساعدات الايرانية لقطاع غزة، وكان يتكبّد جهداً كبيراً لارسال السلاح والعتاد لغزة
اكد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي "خالد البطش" ان التسليح قبل المعركة في غالبيته كان محليّ الصُّنع بقدرات بسيطة، ( في غالبها كانت صناعات محلية بدائية )، وفي ذلك الوقت لم تكن المساعدات الايرانية قد دخلت لقطاع غزة ( الذي كان يشرف عليها الحاج قاسم سليماني رحمه الله )، الذي تكبّد جهداً كبيراً لارسال السلاح والعتاد لغزة، كان عندنا في ذلك الوقت قدرة صاروخية متواضعة عمادها صواريخ القدس التي طوّرتها سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، وصاروخ القسام الذي طوّرته كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس، ربما هذين ابرز عنوانين للمعركة في ذلك الوقت.
وقال خالد البطش، ان المدى لهذين الطرازين من الصواريخ ( صواريخ حركة الجهاد الاسلامي او صواريخ حركة المقاومة الاسلامية حماس )، لم يتجاوزا الـ"20" كيلومتر. وبالتالي الامكانيات محدودة الى حدٍ كبير، لكن غطّى على قلة الامكانيات قوة البأس والجسارة والاستعداد المجتهدين للتضحية في سبيل تحرير فلسطين من كل القوى والفصائل وفي مقدّمتهم سرايا القدس وكتائب القسام وغيرهم من فصائل المقاومة العاملة على ارض قطاع غزة.
** عملية الرصاص المصبوب والهدن الصهيونية
افاد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي "خالد البطش"، انه في العدوان الصهيوني الذي اطلق عليه الكيان الصهيوني عملية الرصاص المصبوب، وقبوله بالهدنة ووقف اطلاق النار، لم يكن العدو الصهيوني حينها او في أي معركة لاحقة الا العودة مرة اخرى لوقف اطلاق النار او التهدئة ووقف العدوان الصهيوني، لان كل محاولاته باءت بالفشل، وبالتالي استمرار العدوان لفترة طويلة ليس لصالحه.
واكد انه في كل المعارك التي خاضتها المقاومة معه، عندما تمتد المعركة لفترة طويلة، يصبح العدو اقل قدرة على الاستمرار، وتصبح تكلفة بقائه واستمراره بالمعركة مع المقاومة سواءً في فلسطين او في لبنان او في أي مكان، تصبح تكلفة المعركة لديه عالية، ولذلك كان يهرول باتجاه دعوة الاطراف الدولية للتدخل ( يستنجد بالامريكي ) والامريكي بطبيعته يستنجد باطراف اقليمية وبالتالي يذهبون الى القاهرة، ويطلبون من القاهرة التدخل للوصول الى تهدئة، وفي كل معركة مع العدو، عندما يشعر العدو انه فشل في تحقيق اهدافه، كان يذهب الى استجداء التهدئة.
وقال هذه هي طبيعة العدوة الصهيوني، ولذلك المقاومة في عام 2008 و2009 وفي معركة 2012 و2014، بعد ان استنفذ العدو كل طاقاته في المعركة وفشل في تحقيق اهدافه، كان يذهب لطلب التدخل الفوري من القوى الاقليمية لكي تساعده على وقف القتال، وبالتالي هذا المشهد يتكرر دائماً مع العدو الصهيوني في كل معركة مع المقاومة سواء كانت في فلسطين او لبنان او في اي ساحة من مساحات القتال.
/انتهى/
تعليقك