٢٦‏/٠٧‏/٢٠٢١، ٢:٠١ م

خاص لـ "مهر"؛

خوزستان تصرخ و آل نهيان يرتعدون/ الحاكم الذي لا يميز بين صندوق الرأي وصندوق الفاكهة

خوزستان تصرخ و آل نهيان يرتعدون/ الحاكم الذي لا يميز بين صندوق الرأي وصندوق الفاكهة

قال المحلل السياسي العراقي یاسر المهدی ان التظاهر السلمي حق كفله الدستور الإيراني، وأقره قائد الثورة الإسلامية، بل لا يمر يوم في ايران من دون ان تكون هناك مظاهرة هنا أو هناك، فهي ظاهرة صحية في جميع الديمقراطيات، وهذا ما لا تفهمه الأنظمة القمعية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان بعد أيام قليلة من انطلاق الاحتجاجات المشروعة في محافظة خوزستان في ظاهرة تتكرر في كل الديمقراطيات في العالم، أصيبت بعض دول الجوار الإيراني بهستيريا وبدأت تنعق حول الشأن الإيراني والديمقراطية في ايران وكأنها تعرف معنى الحق أو شكل صندوق الانتخابات أو تعلم هل الديمقراطية تُشرب أم تؤكل.

الامارات بين يوم وليلة أصبحت تتكلم عن الديمقراطية كأنها تعرفها، ربما نسي حُكامها أنهم تعرفوا على الانتخابات لأول مرة خلال عام 2006 في انتخابات منقوصة الحرية، وما يزال الحاكم فيها لا يميز يبن صندوق الرأي وصندوق الفاكهة، بل حتى المواطن يشعر بالتوتر إذا رأى صندوق الرأي، لأن من له رأي يفكر ومن يُفكر يُتهم بالتدخل في شأن السلطات، ومن يتدخل في شأن السلطات يكون مصيره السجن مثل عشرات المعارضين الذين أصبحوا في خبر كان.

ايران شهدت أكثر من موجة من الاحتجاجات، وهذا أمر طبيعي في بلد يولي أهمية لصوت المواطن، جميع الدول التي تشهد عمليات انتخابية، فيها الداعم وفيها المعارض والجميع لهم حق التعبير عن آرائهم بحرية

ايران شهدت أكثر من موجة من الاحتجاجات، وهذا أمر طبيعي في بلد يولي أهمية لصوت المواطن ويتم تداول السلطة فيه سلمياً، وبالتالي المواطن يعبر عن رأيه بكل الطرق، جميع الدول التي تشهد عمليات انتخابية، فيها الداعم وفيها المعارض والجميع لهم حق التعبير عن آرائهم بحرية، بل أن الاحتجاج ضمن اطار الدستور هو الذي يقود البلاد إلى التطور.

بالطبع الصدمة الاماراتية كانت بسبب رؤية ظاهرة غريبة في منطقة لم تعرف الديمقراطية طريقها إليها، حيث أن السعودية لا تعترف بوجود المواطن وتعتبره ملكاً من أملاك الدولة، أما الامارات فهي لا تسمح بالمظاهرات على أرضها ولو كانت سلمية أو حتى موجهة نحو نظام سياسي آخر، ومثال ذلك خروج مظاهرة من قبل مقيمين سوريين على أرض الامارات ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2012، فكيف تعاملت الامارات مع مظاهرة سلمية موجهة ضد نظام تعارضه الامارات وتسعى لاسقاطه وتدعم التنظيمات الارهابية من أجل شن الحرب عليه؟

قام مسؤولون أمنيون إماراتيون باستدعاء المواطنين السوريين لاستجوابهم بعد الاشتباه في مشاركتهم في "مظاهرة غير مرخص لها". وقال بعض الذين شاركوا في المظاهرة وقيادات في الجالية السورية لـ هيومن رايتس ووتش إن الحكومة الإماراتية قامت بعد ذلك بسحب تصاريح إقامة ما يقارب 50 شخصًا.

هذا الأمر دفع منظمة هيومن رايتس ووتش إلى وصف الممارسات الإماراتية كما يلي: " .. أن الإمارات دولة لا تتسامح مع أي نوع من الاحتجاج أو التعبير على أرضها حتى لو كان موجهًا لغيرها".

هذا النظام الذي لا يستطيع رؤية مظاهرة على أرضه ولو كانت ضد غيره، هو نفس النظام الذي أرسل جيشه من أجل قمع المتظاهرين السلميين في البحرين، ونفس النظام الذي استخدم الطائرات من أجل قصف اليمن لأن اليمن طالب بدولة ديمقراطية وانهاء العمالة؛ بالطبع الحساسية الشديدة التي يعاني منها نظام الامارات تجاه المظاهر الديمقراطية تجعله يرى ما يحصل من مظاهر الديمقراطية والاحتجاج في ايران على أنها حرب.

ادعاءات الاماراتيين بدخول قوات من الحشد الشعبي العراقي أو قوات أخرى من محور المقاومة من اجل مواجهة الاحتجاجات السلمية في خوزستان ليست سوى هذيان اعلامي ناجم عن هستيريا وجود دولة كبرى ديمقراطية إلى جانب دويلات ديكتاتورية

ومن منطلق التدخل الاماراتي في جميع الملفات الاقليمية بالعسكر أو بالتنظيمات الارهابية من اجل منع الشعوب من تحقيق غاياتها، سارعت الامارات إلى اتهام ايران باستقدام قوات من العراق وغيره لقمع المواطنين في محافظة خوزستان، فهل بلد سكانه أكثر من 80 مليون نسمة، يحتاج لاستقدام قوة متكونة من 1500 عنصر من أجل قمع السكان؟ أم أن بلد عديد قواته العسكرية الفاعلة أكثر من نصف مليون عنصر، يحتاج لقوة من دولة أخرى للتعامل مع مواطنيه؟

ادعاءات الاماراتيين بدخول قوات من الحشد الشعبي العراقي أو قوات أخرى من محور المقاومة من اجل مواجهة الاحتجاجات السلمية في خوزستان ليست سوى هذيان اعلامي ناجم عن هستيريا وجود دولة كبرى ديمقراطية إلى جانب دويلات ديكتاتورية.

/انتهى/

رمز الخبر 1916434

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha