وكالة مهر للأنباء، وداد زادة بغلاني: ان قبلَ 43 عاماً، وفي مثلِ هذه الايام، وقع حدث تاريخي انتصرتْ فيه الثورة الإسلامية في إيران على نظام الشاه، وما يتحدثُ عنه الإيرانيون اليومَ هو استمرارٌ للثورة، حيثُ إنهم يجددون العهدَ في الذكرى، معلنين تمسكَهُم بمبادئِ الثورة وقائدِها.
و الحزمة الأيديولوجية والمحتوى البشري الثمين الذي قدمه الإمام الخميني (ره) بصفته صاحب الخطاب ومؤسسه، استطاع أن يخلق نموذجًا جديدًا دون تكرار الأمثلة الفاشلة من الماضي وتقديم مؤلفة جديدة للمنطقة.
في هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر حوارا صحفيا مع المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق، الاستاذ "محمد محيي" ونص الحوار فيما يلي:
**کیف تقیمون دور الثورة الإسلامية الإيرانية في تغيير المعادلات الإقليمية، وكيف استطاعت مجموعات المقاومة محاربة الإرهاب في بلادها متاثرة بالثورة الإسلامية؟
جاءت الثورة الاسلامية في مرحلة مفصلية حيث كانت الاوضاع السياسية في المنطقة تتجه نحو انهاء القضية الفلسطينية بتوقيع ما يسمى اتفاقات السلام مع الكيان الصهيوني وخروج مصر من دائرة الصراع بتوقيعها معاهدة كامب ديفيد، ولو سارت الامور كما هو مخطط لها لتم الانتهاء من صفقة استسلام الدول العربية ورضوخها للارادة الامريكية والصهيونية ولكانت فلسطين والمنطقة برمتها تحت الهيمنة الاسرائيلية، ولكن انتصار الثورة الاسلامية افشل هذه المخططات واحدث زلزالا مدويا في المنطقة اضطرت امريكا على اثره لتغيير مخططاتها وانتقلت نحو مواجهة الثورة الاسلامية واجهاضها ومنعها من الاستقرار.
كما ان انتصار الثورة الاسلامية اعاد الامل للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بالتصدي للعدو الصهيوني وتحرير فلسطين، فتشكلت فصائل مقاومة جديدة انتشرت على مساحة واسعة باتت تشكل طوقا خانقا حول الكيان الصهيوني.
** هل تعتقدون ان هناك علاقة وصلة بين محورالمقاومة في العراق، سوريا، لبنان واليمن بالثورة الإسلامية في محاربة داعش والإرهاب؟
كانت مرحلة داعش واحتلالها مساحات واسعة من العراق وسوريا اخطر فصول المؤامرة الصهيو اميركية على منطقتنا والتي نفذت بادوات ودعم سعودي اماراتي قطري تركي، وكان يراد من هذه المؤامرة تمزيق العراق وسوريا ولبنان والاجهاز على محور المقاومة، ولولا فصائل المقاومة المنضوية في محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الاسلامية ولولا الدعم الهائل والمباشر للجمهورية بالمال والرجال والسلاح والعتاد لكانت المنطقة بوضع اخر، فكان الانتصار العظيم على داعش صورة من صور العمل المشترك واالانسجام الكبير بين فصائل محور المقاومة مما ارعب المحور الصهيو اميركي واربك حساباته.
** كيف سيكون وضع الأمم باعتقادك لو لم تنتصر الثورة ؟
مع تفكك الاتحاد السوفيتي وبروز امريكا كقوة مهيمنة على العالم لم يكن بمقدور دول المنطقة مواجهة العنجهية والعدوانية الامريكيية وان الانظمة الحاكمة تدور في فلك امريكا ولا تملك الارادة والقوة لمواجهتها، ولولا المقاومة الشرسة المدعومة من الجمهورية الاسلامية والتي تصدت للمشاريع الامريكية والعدوان على العراق والحرب على لبنان واليمن والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني لكنا الان عبيدا اذلاء لليهود الصهاينة، بعد ان يتحقق حلم الصهيونية بدولة من النيل الى الفرات .
** سيناريو ايران فوبيا وما يسمى بالمد الشيعي مطروح على جدول أعمال الكيان الصهيوني، في حين أن إيران في الواقع تدعم مجموعات المقاومة مثل حماس حيث انها سنية، ما رأيك في ذلك؟
جميع الدراسات والتوصيات التي قدمتها مراكز الدراسات الاسرائيلية والامريكية تؤكد ان الاسلام المحمدي الاصيل الذي ترفع لواءه الجمهورية الاسلامية وهو وفق توصيفهم يمثل المذهب الشيعي يشكل الخطر الحقيقي والجدي على امن الكيان الاسرائيلي ووجوده في حين استطاعت اسرائيل ان تحيد الدول السنية وتدخلها في اطار التطبيع ومعاهدات السلام، والكيان الصهيوني يشخص هذا التهديد بالجمهورية الاسلامية وحزب الله وانصار الله وفصائل المقاومة العراقية وهذه جميعها تصنف على انها شيعية، ولذلك يعمل الكيان على الترويج للخطر الشيعي واللعب على وتر الطائفية لتأليب السنة على الشيعة، وقد تناسى ان فصائل المقاومة الفلسطينية هي سنية المذهب الا انها تتلقى الدعم الكامل من الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة كما انه تناسى ان الانظمة العربية لا تمثل بالضرورة شعوبها، فالشعوب السنية مازالت تدعم الشعب الفلسطيني وتقدر الدور الكبير الذي تلعبه الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني .
/انتهى/
تعليقك