وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان الطبيب والفيلسوف والكيميائي الإيراني الكبير، ابابكر محمد بن زكريا الرازي الذي اكتشف الكحول وحبر الكبريت (حمض الكبريتيك)، ولد عام 865 في بلدة ري، جنوب طهران الحالية، وتوفي عام 925. ويسمى يوم 26 أغسطس من كل عام "يوم ذكرى الرازي" و"يوم الصيدلي" في إيران.
الفلسفة عند الرازي
وبحسب الرازي، فإن الطريق الوحيد للفلاح هو العقل والفلسفة، ولا يمكن تطهير النفوس من ظلمة هذا العالم، ولا يمكن التخلص من هذا الألم بأي طريق آخر غير الفلسفة.
وفي بداية كتابه عن الطب الروحي يمتدح العقل وينسب إليه كل الفوائد والمنافع التي يمكن التمتع بها في الدنيا وفي حدود العقل ويعتقد ان كل العلوم والتقنيات التي تنفعنا حصلنا عليها في ضوء الحكمة، وبالحكمة وصلنا إلى عظمة العالم والأرض والسماء والنجوم، وحتى الخالق العظيم.
الرازي سيد الاطباء
كما كان الرازي من الشخصيات المعروفة في مجال الطب، وكان أول من ميز بين الجدري والحصبة. وهناك أدلة واضحة تؤيد الارتباط بين بعض قراراته الطبية والطب الاسلامي؛ على سبيل المثال، يرى الرازي أن الطبيب الناجح هو من يعالج المريض بالطعام قدر الإمكان ولا يصف له الدواء.
وله كتاب في الطعام اسمه "فوائد التغذية ومضارها" وهو عبارة عن دورة كاملة عن نظافة الغذاء يتحدث فيها عن خواص القمح والحبوب الأخرى وجميع أنواع الماء والنبيذ والمشروبات الطازجة والمجففة من اللحوم والأسماك وغيرها. ويتحدث عن خصائصه وأضراره، وفيه فصل عن أسباب وجوانب الشهية وأسباب وجوانب الطعام والرياضة والطعام المنعش والامتناع عن الطعام والتسمم.
أعمال الرازي
يذكر كل من ابن النديم والقفطي أن الرازي كان قد دون أسماء مؤلفاته في «فهرست» وضعه لذلك الغرض، ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذه المقالة قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة، ويزيد عدد كتب الرازي على المائتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى. ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة ويجدر بنا أن نوضح هنا الإبهام الشديد الذي يشوب كلا من «الحاوي في الطب» و«[وضح من هو المقصود ؟]». وقد أخطأ مؤرخو الطب القدامى والمحدثون في اعتبار هذين العنوانين كأنهما عنوان لكتاب واحد فقط، وذلك لترادف معنى كلمتي الحاوي والجامع.
تمت ترجمة كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية ولا سيما في الطب والفيزياء والكيمياء كما ترجم القسم الأخير منها إلى اللغات الأوروبية الحديثة ودرست في الجامعات الأوروبية لا سيما في هولندا حيث كانت كتب الرازي من المراجع الرئيسية في جامعات هولندا حتى القرن السابع عشر. وهنالك قصة شهيرة تدل على ذكاء الرازي هي (إن أحد الخلفاء أمرهُ ببناء مستشفى في مكان مناسب في بغداد وفكر ووضع قطع من اللحم في عمود خشبي في أماكن متعددة في بغداد، وكان يمر عليها لكي يري أي القطع فسدت وعندما عرف آخر قطعة فسدت أمر ببناء المستشفى في هذا المكان لان جوه نقي خال من الدخان والتراب ولأن المرضى يحتاجون إلى هواء نقي خال من الملوثات ومن ذلك الحدث أشتهر الرازي شهرة كبيرة بذكائهِ ومن المعروف عنهُ حب الشعر والموسيقى في صغرهِ وأحب الطب عند بلوغه وشيخوخته.
كتاب الحاوي في الطب
أقدم مخطوطة موجودة من كتاب الحاوي في الطب ، تعود إلى عام 1094 م، محفوظة في المكتبة الوطنية للطب في بيثيسدا ، ميريلاند.
يعتبر من أكثر كتب الرازي أهمية وقد وصفه بموسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة وقد ترجم الحاوي كتبه من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 1486 وقد أعيد طبعه مرارا في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي وتتضح مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم ويكاد يجمع مؤرخو الرازي بأنه لم يتم الكتاب بنفسه ولكن تلاميذه هم الذين أكملوه.
وفاته
الرازي، شخص رحيم وكريم ومجتهد، كان يقضي دائمًا وقته في القراءة والكتابة عندما لا يعتني بطلابه ومرضاه. ربما نتيجة لأدائه المكثف في العمل مع المواد الكيميائية، عانى من المرض وأصيب بإعتام عدسة العين. وتوفي بسبب مرضه في مسقط رأسه في الري عام 925.
/انتهى/
تعليقك