٠١‏/٠٤‏/٢٠٢٥، ٩:٤٤ ص

خاص لمهر؛

يوم القدس العالمي فلسفة وجود فسطين

يوم القدس العالمي فلسفة وجود فسطين

اعتبر المحلل السياسي العراقي نجاح محمد علي ان يوم القدس العالمي ليس يومًا مخصصًا للقدس فقط إنه يوم مواجهة المضطهدين مع المتعجرفين، يوم مواجهة الأمم المستضعفة الحرة مع القوى المستكبرة العظمى. إنه يوم يجب أن نحذر فيه جميع القوى الظالمة من أن الإسلام لم يعد تحت سيطرتها، ولن يخضع لهيمنة أعمالها الشريرة.

وكالة مهر للأنباء، نجاح محمد علي: ان في 16 من شهر مرداد 1358 الهجري الشمسي الموافق لـ7 أغسطس آب 1979، وبعد نحو خمسة شهور فقط على الانتصار المجيد للثورة الإسلامية الإيرانية، دعا الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية رضوان الله عليه، بحكمة، مسلمي العالم، والعالم الحر، الى أن يكون يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، هو يوم القدس"، وأن يظهر المسلمون كما غيرهم من الأحرار في هذا اليوم تضامنهم في دعم "الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني".

وقال الإمام الخميني (رضي الله عنه) عن يوم القدس: "يوم القدس ليس يوم فلسطين فقط، إنه يوم الإسلام. يوم القدس عالمي وليس يوماً مخصصاً للقدس فقط. "إنه يوم للمضطهدين لمواجهة المتعجرفين".

كان القرار الذكي ليوم القدس العالمي وخلق فرصة لإظهار وحدة الأمة الإسلامية وإرادتها مع باقي الشعوب الحرة، في حل القضية الفلسطينية والقضاء على الورم السرطاني {الإسرائيلي} كأولوية أولى للعالم الإسلامي من قبل الإمام الخميني، كان قراراً استراتيجياً جاء بعد 31 عامًا من المنافسة الشديدة والصراع، وأظهر أن المثل الأعلى لتحرير القدس هو ضرورة مؤكدة وتاريخية لإنشاء جسر بين ماضي مسلمي العالم وحاضرهم ومستقبلهم.

وكان احتلال فلسطين بداية مشروع كبير يهدف إلى خلق شعور بالإذلال بين الأمة الإسلامية، ونتيجة لذلك، كان يجري تنفيذ المشروع الصهيوني الكبير ضد قدرات المسلمين. لكن المقاومة الفلسطينية وموقف بعض الدول الإسلامية حال دون تنفيذ تلك الخطة. ومع ظهور الثورة الإسلامية الإيرانية أصاب الصهاينة وأنصارهم الهلع. ثم قامت المقاومة الإسلامية في فلسطين وجنوب لبنان لتجديد الدماء الحرة في شرايين العالم الإسلامي، مبشرة بعودة الأمة الإسلامية إلى مكانتها الفاضلة على الأرض، قبل أن يدخل اليمانيون الأحرار على خط المواجهة بمواقف مذهلة غيرت الكثير من مفردات معاداة الصراع.

في واحدة من تصريحاته بمناسبة يوم القدس قال قائد الثورة الإسلامية سماحة السيد علي الخامنئي : "يوم القدس هو يوم بالمعنى الحقيقي للكلمة الإسلامية العالمية؛ إنه يوم تستطيع فيه الأمة الإيرانية، بمساعدة دول أخرى طموحة، والتي تضاعفت اليوم، لحسن الحظ، أن تصرخ بكلمة الحقيقة، التي استثمرها الجهاز المتغطرس لإخفاء كلمة الحقيقة تلك ".

ويصمت هذا الصراخ بطيئًا - منذ تشكيل الدولة الغاصبة؛ و قد يكون الأمر أطول بمئة عام من بدايتها - فلقد حاولوا إزالة فلسطين من خريطة العالم لمدة سبعة وسبعين عامًا.

لقد كانوا ناجحين للغاية.لكن ضربتهم الثورة الإسلامية في أفواههم. وكان قيام الجمهورية الإسلامية وإعلان يوم القدس وتحويل سفارة النظام المغتصب إلى سفارة لفلسطين في طهران بمثابة جرس إنذار للقوى العظمى التي ساهمت في تأسيس الكيان الصهيوني. و "لحسن الحظ، هذه الحركة نحو تحرير القدس وفلسطين، تتطور يوما بعد يوم آخر. لكن يجب اعتبار يوم القدس يوم وحدة وتقارب الأمة الإسلامية ومواجهة جهود الكيان الصهيوني المتعجرف والمغتصب في تكثيف الانقسام وخلق التحالفات الشريرة لنشر الخلافات الدولية، ونشر الصراعات داخل الدين الاسلامي ونشر الخلافات المذهبية.

للأسف، في السنوات الأخيرة، تحققت جزئياً مؤامرة الغطرسة العالمية والصهاينة لنسيان قضية فلسطين بجهل وخيانة بعض الحكام الرجعيين للدول العربية والإسلامية.

وفي هذا الواقع، ينبغي التذكير بأن هناك من يقود من العرب جهد نسيان قضية فلسطين و يتبنى مشروع تصفية القضية الفلسطينية وتحويلها الى {مسألة اسرائيلية} وخلافات حدودية بين الكيان الصهيوني وبين جيرانه بشكل خاص من دول المواجهة.

وبدلاً من مواجهة أعداء الأمة وأحرار العالم الرئيسيين، أي الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين، فقد رضي هؤلاء (العرب)ر بدورهم في قتل الأحرار المقاومين وتمزيق دولهم في سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفغانستان وباقي الدول الإسلامية الأخرى.

وبشأن جهود نسيان قضية فلسطين، قال سماحة السيد علي الخامنئي : "منذ سنوات طويلة يريدون أن ننسى موضوع القدس. لكن يوم القدس سهم في قلب هذه المؤامرة. إنه خطوة لإفشال هذه المؤامرة الشائنة التي تكاتفت فيها الغطرسة والصهيونية وأنصارهما والمتعاونون معهم لنسيان القضية الفلسطينية بالكامل.

لكن في يوم القدس، حيث تصدح الحقيقة رغم تواطؤ الصمت، خرج الشعب الإيراني بملايينه، يملأون الشوارع هتافًا ونبضًا وعهدًا، مؤكدين أن القدس ليست مجرد مدينة، بل قضية وجود، معركة حق، ورمز لكل المستضعفين في العالم. من طهران إلى مشهد، ومن أصفهان إلى الأهواز، ارتفعت الأعلام الفلسطينية، تعانق رايات المقاومة، في مشهد يختصر صمود الأمة أمام المشروع الصهيوني الذي لا يعرف إلا لغة العدوان.

وفي العاصمة طهران، تدفقت الحشود من عشرة محاور، كل منها يحمل قصة نضال، وكل راية ترفرف كانت تصرخ باسم الشهداء الذين روت دماؤهم أرض فلسطين. كانت الوجهة جامعة طهران، حيث احتشد مئات الآلاف، ووجوههم تشع إيمانًا بأن المقاومة ليست خيارًا بل قدرًا لا مفر منه. وقبل أن تعلو خطبة الجمعة، وقفت زينب نصر الله، ابنة الشهيد الحي في ضمير الأمة، السيد حسن نصر الله، تلهب القلوب بكلماتها، مؤكدة أن فلسطين ليست وحيدة، وأن يوم القدس ليس مجرد مناسبة، بل وعدٌ متجدد بأن المحتل إلى زوال.

نعم، في أكثر من 900 مدينة إيرانية، كان المشهد ذاته: هتافات تهزّ الأرض تحت أقدام الصهاينة، وصرخات تُذكّر العالم بأن الاحتلال جريمة، وأن الشعوب لن تنسى شهداء غزة، ولن تغفر دماء الأطفال التي تسيل بلا حساب. هذه المسيرات لم تكن مجرد تظاهرات، بل كانت رسالة واضحة: القدس ليست للبيع، ولن تكون، لأن يوم القدس هو يوم يكتب فيه التأريخ بمداد العزة، وهو يوم يعلن فيه الأحرار أن فلسطين ستبقى رغم كل التآمر والخيانة، وأن الاحتلال الصهيوني مهما استشرى فسيسقط، تمامًا كما سقطت كل قلاع الظلم عبر الزمن.

ولهذا فإن يوم القدس العالمي هو فلسفة وجود فلسطين والإبقاء على قضيتها حية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

/انتهى/

رمز الخبر 1956110

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha