أفادت وكالة مهر للأنباء؛ في أعقاب تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد الجهود الدولية لكسر حصار غزة، هاجمت القوات الصهيونية صباح اليوم الخميس أسطول "صمود"، الذي كان يحمل ناشطين ومساعدات إنسانية باتجاه ساحل غزة.
وقد لاقى هذا العمل ردود فعل واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم، ولفت انتباه الرأي العام مجددًا إلى الوضع الحرج للمدنيين في غزة.
إن الهجوم على هذا الأسطول لا يمثل تحديًا لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي فحسب، بل يثير أيضًا تساؤلات جدية حول حرية الملاحة ومسؤولية المجتمع الدولي في دعم البعثات الإنسانية.
عشر سفن تواصل تحركها نحو غزة
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "معًا" أن مصادر من "أسطول الصمود" أفادت بأن ما لا يقل عن عشر سفن تواصل تحركها نحو قطاع غزة، وهي الآن على بُعد حوالي 40 ميلًا بحريًا من ساحل غزة.
أعلن المتحدث باسم الأسطول أن القوافل البحرية تواصل مسارها رغم الأضرار والعوائق، وهدفها الرئيسي هو كسر الحصار وتمكين المساعدات الإنسانية المباشرة للمدنيين المحاصرين في غزة. وأضاف أن الأسطول يعمل بالتنسيق بين السفن ومجموعات الدعم اللوجستي، وستستمر الجهود لفتح طرق آمنة لإيصال الإمدادات. وحذّر من أن أي محاولة لاستبدال مسار الأسطول بمقترحات لنقل المساعدات لن تحل الأزمة جذريًا، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات دون عوائق.
من جهة أخرى، أعلنت قناة الجزيرة قطر أيضًا في تقرير عاجل صباح اليوم: لا يزال عدد من سفن أسطول الاستقرار يتجه نحو غزة، على الرغم من أن البحرية الإسرائيلية أوقفت 19 قاربًا من إجمالي 44 قاربًا.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تتجه فيها عشرات السفن إلى غزة في وقت واحد، وعلى متنها 532 ناشطًا من المجتمع المدني من أكثر من 45 دولة، لكسر الحصار المستمر منذ 18 عامًا من خلال تقديم المساعدات الإنسانية. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يعاني فيه قطاع غزة من مجاعة شديدة، والتي تفاقمت منذ أن شدد الكيان الإسرائيلي حصاره في 2 مارس بإغلاق جميع المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات. وقد أدى هذا الوضع إلى نزوح حوالي 1.5 مليون فلسطيني من إجمالي 2.4 مليون شخص وتركهم بلا مأوى منذ حرب الإبادة الجماعية. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 66148 فلسطينيًا وإصابة 168716 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. كما توفي 455 شخصًا بسبب المجاعة، منهم 151 طفلاً.
أثار إعلان وزارة خارجية الكيان عن احتجازها سفن أسطول "المقاومة" العالمي واحتجازها ناشطين، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، موجة من ردود الفعل الدولية.
أعلنت إسرائيل أنها أوقفت عدة سفن ونقلت ركابها إلى ميناء إسرائيلي. وجاء هذا الإجراء بعد أن مرت السفن بموقع الهجوم السابق على سفينة "مادلين" واقتربت من موقع الهجوم على سفينة "حنظلة".
أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن القوات البحرية الصهيونية هاجمت سفينتين، هما "ألما" و"سيريس"، مهددةً طاقميهما، إلا أنها قوبلت بمقاومة من الناشطين. وبحسب صحيفة "العربي الجديد"، اختطفت إسرائيل 70 ناشطًا، ووضعت ست سفن كبيرة تحت سيطرة القوات الإسرائيلية.

موجة من الإدانات العالمية للإجراء الإسرائيلي
فرنسا: يجب ضمان سلامة الناشطين
دعت فرنسا إلى ضمان أمن الناشطين وتوفير الحماية القنصلية لهم، واقترحت إيصال المساعدات عبر المنظمات الإنسانية. الأمم المتحدة: عار على الحكومات الغربية
وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، الإجراء الإسرائيلي بأنه غير قانوني، واتهمت الحكومات الغربية بالتواطؤ في هذه الجريمة.
حماس: قرصنة وجريمة حرب
وصفت حماس الإجراء بأنه "قرصنة" و"جريمة حرب"، ودعت إلى إدانة عالمية واتخاذ إجراءات فورية من الأمم المتحدة.
أيرلندا وإسبانيا وتركيا وكولومبيا يتخذون إجراءات عملية
أيرلندا على اتصال بمواطنيها على متن السفن. وأنشأت إسبانيا وحدة خاصة لمتابعة وضع مواطنيها. ووصفت تركيا الإجراء الإسرائيلي بأنه "إرهاب دولة"، وأمرت كولومبيا بطرد دبلوماسيين إسرائيليين.
مظاهرات وإضرابات دعماً لأسطول صمود
اندلعت مظاهرات في عدة عواصم غربية دعماً لأسطول صمود. وأعلنت النقابات العمالية في إيطاليا إضراباً وطنياً، وطالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
/انتهى/

تعليقك