١٩‏/١٢‏/٢٠٢٥، ١٠:٠١ م

عارف: نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى لوحدة الشيعة والسنة

عارف: نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى لوحدة الشيعة والسنة

قال النائب الأول للرئيس الايراني محمد رضا عارف في اجتماع اللجنة المشرفة على الذكرى الألف والخمسمائة لميلاد نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم): " ان الوحدة هي سر انتصار الإسلام وعالميته، ونحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى لوحدة الشيعة والسنة."

وافادت وكالة مهر للانباء، انه وفي هذا الاجتماع قدم عارف التهاني بحلول شهر رجب، مشيراً إلى يوم وحدة الحوزة العلمية والجامعة، قائلاً: "إن تسمية يوم وحدة الحوزة والجامعة تعود بجذورها إلى نهضة الإمام الخميني (رض) وانتفاضة الخامس عشر من خرداد، حيث وقفت الحوزة والجامعة جنباً إلى جنب في تلك المرحلة التاريخية متابعين نهضة مؤسس الثورة الإسلامية العظيم تحت قيادته."

وأكد على أن دور الحوزة والجامعة في انتصار الثورة الإسلامية كان فريداً، وأظهر ضرورته أكثر بعد الثورة، موضحاً: "إن وحدة هذين القطاعين هما سر انتصار وبقاء نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة جميع المؤامرات، ولم تكن هناك مؤامرة إلا وقام بها الاستكبار العالمي وأعداؤنا وأولئك الذين ألحقت الثورة الإسلامية الضرر بمصالحهم ضد إيران."

وقال عارف: "تم تحييد كل مؤامرة تم التخطيط لها بواسطة الوحدة وحكمة الإمام الخميني (رض) ومن بعده سماحة قائد الثورة الاسلامية، وتصدى الشعب الإيراني لها."وأشار إلى أن كل واحدة من العقوبات الجائرة قاصمة بحد ذاتها، لكن الشعب الإيراني تجاوزها بصلابة، مضيفاً: "على الرغم من التكاليف التي فرضتها العقوبات على البلد، إلا أن هذه الضغوط جلبت مكاسب للبلد مثل الاستقلال والتقدم. اليوم لدينا اليد العليا في العديد من التقنيات المتقدمة والناشئة، ولولا العقوبات لما وصلت صناعة البلاد إلى هذا المستوى من التقدم."

وأوضح النائب الأول للرئيس الايراني: "يجب على كل من قطاعي الحوزة والجامعة أن يقدرا قيمة الثورة، وليس لدينا أي واجب تجاه الثورة الإسلامية سوى أداء التكليف."

وأشار عارف إلى اليوم العالمي للقضاء على العنف والتطرف، قائلاً: "لا مكان للعنف والتطرف في الإسلام ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولم تحدث أي إجراءات عنيفة في مسيرة مؤسس الثورة الإسلامية العظيم لتحقيق انتصار الثورة. لم يكن الإمام الخميني (رض) يؤيد أي أعمال عنيفة مشابهة لما كان سائداً في بعض ثورات العالم والتي كانت تؤدي إلى النصر."

وأكد على أن الأعداء يتهمون المسلمين - حسب زعمهم - بالتطرف والعنف، قائلاً: "قام جزء متأثر بالفكر الغربي باسم الإسلام بأعمال عنيفة، وقد اتضحت سريعاً للجميع أن أيديهم مرتبطة بالغرب."

وأضاف: "إن معاداة الإسلام استراتيجية خطيرة لما يسمى بالغرب المتحضر، الذي يحول الشعارات المتعلقة بحقوق الإنسان والحرية إلى أداة لقمع وضغط على المنافسين. نحن لا نرتضي العنف ولا نؤيد أي فرد أو بلد يقوم بالعنف، لكن إذا قارنا سلوك الغرب تجاه النازحين وأهل غزة بسلوكهم تجاه أوكرانيا، يتضح كيف تتعامل هذه الدول المزعومة بالتحضر مع الحروب وما هي الجرائم التي ارتكبوها أيضاً في قارة أفريقيا."

وتابع: "ان الجمهورية الإسلامية الايرانية والثورة الإسلامية بريئتان من كلمتي العنف والتطرف، والتطرف لا علاقة له بالنبي (ص) ودين الإسلام."

وأشار عارف إلى حكمة تشكيل اللجنة المشرفة على الذكرى الألف والخمسمائة لميلاد نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله سلم) قائلاً: "إذا استطعنا تعريف الآخرين وأتباع الديانات الأخرى بوجه وسيرة وأخلاق النبي، فسيكون ذلك إنجازاً مهماً للغاية، وعلى الرغم من السلوك العنيف وغير الإنساني وغير العادل للغرب مع الإسلام وإيران - لأنهم لم يريدوا إيرانا إسلامية - يجب أن نتمكن من السير في طريق تعريف العالم بالنبي، لأن المجتمع والنخب العالميين متعطشون للتعرف على النبي الأعظم (ص)، ونحن مقصرون حتى في عالم الإسلام وإيران، وجيل الشباب غير ملم بسيرة النبي (ص) والأئمة (ع)."

وأكد النائب الأول للرئيس الايراني: "يقع على عاتق أعضاء هذه اللجنة واجب وشرف كبيران، وهي فرصة للتحرك من خلال أنشطة الأمانة العامة محورها الوحدة."

وشدد عارف على أن "الوحدة هي سر انتصار وعالمية الإسلام، ونحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى لوحدة الشيعة والسنة. يجب أن نرى إلى أي درجة عملنا بهذه الشعارات المهمة، حيث يمكن لهذه المناسبة والحدث المهم أن يساعدا في تحقيق الوحدة في عالم الإسلام."

وأشار إلى أنه "كما أكد سماحة قائد الثورة الاسلامية، لو آمن عالم الإسلام اليوم بالوحدة، لما تجرأ الكيان الصهيوني الغاصب، الممثل للاستكبار العالمي، على ارتكاب جرائمه في غزة. خلافنا اليوم بين فكرتين: فكر العدل والأخلاق في مواجهة الفكر الصهيوني، وهما متناقضان تماماً، وسلوك الكيان الصهيوني لا علاقة له باليهودية."

وأكد ايضا على ضرورة تقدير قيمة الوحدة في عالم الإسلام وأن تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية نموذجاً في هذا المجال لعالم الإسلام، قائلاً: "يجب أن نظهر نحن الإخوة الشيعة والسنة أننا أتباع نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) وقضيتنا هي الأخلاق وسيرته. لو كانت هناك وحدة اليوم في عالم الإسلام، لما تجرأ الكيان الصهيوني على ارتكاب هذا السلوك العنيف وغير الإنساني والمجازر في غزة."

وأعرب عن أمله في أن "يكون هذا الاحتفال رسالة للمسلمين لكي نتمكن تحت راية الإسلام وكلمة الوحدة من متابعة مصالح العالم الإسلامي"، مؤكداً أن "توجه هذه اللجنة يجب أن يكون نحو الدول الإسلامية، وهذه فرصة قيمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ ولقد تعززتت مكانة إيران في المنطقة مقارنة بالماضي، ودول المنطقة لديها رغبة أكبر في تطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية."

كما لفت إلى ضرورة الاستفادة الجادة والاهتمام والمشاركة الفعالة من القطاع الخاص والجامعة والنخب الثقافية والأكاديمية في إجراءات وتشكيلات اللجنة المشرفة على الذكرى الألف والخمسمائة لميلاد نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم)، قائلاً: "لا ينبغي أن يُفهم أن هذه اللجنة حكومية، وأن الحكومة تضطلع فقط بدور الأمانة العامة والتنسيق لهذا الحفل المهم."

كما حضر هذا الاجتماع وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونائب رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة، ومحافظ كردستان، وممثل علماء أهل السنة، ومسؤولي الأجهزة المعنية، حيث قدم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي تقريراً عن أداء وإجراءات اللجنة المشرفة على الذكرى الألف والخمسمائة لميلاد نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتم بعد ذلك مناقشة ودراسة واتخاذ القرار بشأن أهم الخطط والأفكار المقدمة من اللجنة.

وفي نهاية الاجتماع، تم كشف النقاب عن طابع بريد تذكاري بمناسبة الذكرى الألف والخمسمائة لميلاد نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم).

/انتهى/

رمز الخبر 1966353

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha