٠١‏/٠٢‏/٢٠٢٠، ١٢:٤٩ م

عبد الباري عطوان:

قصف قاعدة "عين الأسد" كان مجرد صفعة قد تتلوها "لكمات"

قصف قاعدة "عين الأسد" كان مجرد صفعة قد تتلوها "لكمات"

كتب المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني الشهير "عبد الباري عطوان" في صفحته على التلغرام الخاصة بمقالاته قصف قاعدة “عين الأسد” كان مجرد صفعة قد تتلوها “لكمات” مثلما اوحى السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني.

وكالة مهر للانباء نقلاً عن صفحة الكاتب والمحلل السياسي "عبد الباري عطوان"، عندما قصف الحرس الثوري الإيراني قاعدة “عين الأسد” في غرب العراق بـ11 صاروخ كروز انتقاما لاغتيال الحاج اللواء قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس، غرد الرئيس دونالد ترامب على “التويتر” بكل الغرور والغطرسة نافيا وقوع أي إصابات في صفوف القوات الامريكية ومقللا من آثار القصف،  ومدعيا النصر، وسخر الكثيرون، خاصة في بعض الدول الخليجية، من هذا الرد وقللوا من أهميته.

اليوم اعترف توماس كامبل المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون” انه تم تشخيص 64 إصابة في الدماغ لجنود أمريكيين كانوا في القاعدة، وجرى علاجهم في مستشفيات ميدانية وعاد 39 منهم الى الخدمة، بينما لم يذكر مصير او نوعية وخطورة إصابة 25 آخرين، الامر الذي يعني انهم ما زالوا يتلقون العلاج، وربما جرى نقلهم الى مستشفيات في القواعد الامريكية في المانيا، او حتى في أمريكا.

 ان يكذب ترامب فهذا ليس جديدا، وان يصدّق هذه الأكاذيب بعض حلفائه في امبراطوريات النفاق الإعلامية العربية للتقليل من اهمية الرد الانتقامي الإيراني فهذا أيضا ليس جديدا ايضا، ولكن الجديد، بل المؤكد في رأينا، ان القواعد الامريكية الـ18 الموجودة على ارض العراق، وربما في أماكن اخرى في منطقة الخليج والشرق الأوسط، باتت رهائن تحت رحمة الحرس الثوري، وحلفائه في الحشد الشعبي العراقية، وفصائل حليفة أخرى، ويمكن قصفها بالصواريخ، في أي وقت، فمن لا يتردد في قضف السفارة الامريكية في بغداد، وقاعدة “عين الأسد” لا يتورع عن قصف هذه القواعد، فالصواريخ الدقيقة جاهزة لتدميرها بفعالية عالية، وصور الدمار التي نقلتها عدسات قناة “سي ان ان” من قلب القاعدة (عين الأسد) تؤكد هذه الحقيقة.

الكذب الأمريكي تأكد مرة أخرى في أفغانستان عندما نجحت قوات طالبان في اسقاط طائرة تجسس متقدمة جدا من طراز “بومباردية أي 11” في منطقة غزنة شرق البلاد، ومقتل جميع من كانوا على متنها، ففي البداية نفى المتحدث باسم البنتاغون سقوط، او اسقاط الطائرة، ولكنه عاد وتراجع بعد ان سربت حركة طالبان “فيديو” للطائرة والنيران تشتعل فيها، ولكنه لم يقل لنا حتى الآن كم عدد الجنود الذين قتلوا، ورتبهم العسكرية، ويُعتقد ان من بين هؤلاء ضباطا برتب عالية.

هذه الأكاذيب هي التي دفعت الكونغرس يوم امس الى التصويت بأغلبية كبيرة على قرار يحد من صلاحيات الرئيس ترامب في اعلان الحرب على ايران قبل الرجوع اليه واخذ موافقته، فالمشرعون الامريكيون باتوا يخشون من تهوره، وجر البلاد الى حرب استنزاف طويلة الأمد، تؤدي بحياة العشرات، وربما المئات من الجنود والمتعاونين والمواطنين الأمريكيين في المنطقة والعالم.

مارك اسبر، وزير الدفاع الامريكي قال امس ان واشنطن تنتظر موافقة الحكومة العراقية لنشر منظومات صواريخ “الباتريوت” لحماية القواعد الامريكية، ونجزم بان هذا الانتظار سيطول لعدة أسباب، ابرزها ان حكومة السيد عادل عبد المهدي المستقيلة لا تملك الصلاحية للموافقة على هذا الطلب أولا، ولان رئيس الوزراء الجديد الذي ما زال مجهول الهوية بسبب الخلافات بين الكتل الحزبية الكبرى على شخصية توافقية ثانيا، ولان هناك قرارا من البرلمان العراقي بالأغلبية يطالب بطرد جميع القواعد الامريكية من  العراق لا يستطيع أي رئيس وزراء تجاوزه، او عدم تنفيذه ثالثا.

لا نستبعد ان يكون اسقاط طائرة التجسس الامريكية في أفغانستان الاحد الماضي، تم بصاروخ او هجوم “سايبيري” بتكنولوجيا إيرانية، جاء في اطار الخطة الثأرية الإيرانية لمقتل سليماني وزميله أبو مهدي المهندس ورفاقهما في هجوم الطائرة الامريكية المسيرة قرب مطار بغداد وبأمر من الرئيس ترامب، فالعلاقات بين ايران وحركة طالبان قوية واستراتيجية في الوقت نفسه، ولا نستبعد ان يؤدي هذا التعاون بين الجانبين الى اعمال انتقامية اخرى اكثر خطورة، خاصة اذا علمنا ان حكومة عمران خان الباكستانية حليفة الطالبان، أيضا تؤيد هذا التعاون، الامر الذي دفع إدارة ترامب الى وقف ملياري دولار من المساعدات سنويا اليها بحجة عدم جديتها في محاربة “الارهاب” الطالباني في أفغانستان.

الانتقام لإغتيال سليماني لم يبدأ بعد بالزخم المتوقع، وما زال في مرحلة التسخين، فالأذرع العسكرية الحليفة لطهران في اليمن ولبنان والعراق وقطاع غزة لم تدخل الى الحلبة بعد، وقصف قاعدة “عين الأسد” كان مجرد صفعة قد تتلوها “لكمات” مثلما اوحى السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني.

كذبة ترامب المتعلقة بضحايا الهجمات الصاروخية على “عين الأسد” قد تكون "بيضاء" بالمقارنة بما قد يتلوها من أكاذيب “سوداء” في المستقبل المنظور، خاصة بعد ان اتسعت دائرة اعداء امريكا وكارهيها بعد الكشف عن “صفقة القرن”، وبيع القضية الفلسطينية لدول الاحتلال الإسرائيلي بتواطؤ عربي.. والأيام بيننا. /انتهى/ 

رمز الخبر 1901749

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha