وكالة مهر للأنباء، زينب شريعتمدار: فوجئت الامة الاسلامیة عندما سمعت خطبة امام الحرم المکي الاخیرة و هو یقول:"من التنبيهات المفيدة في مسائل العقيدة عدم الفهم الصحيح في باب الولاء والبراء ووجود اللبس فيه بين الاعتقاد القلبي وحسن التعامل في العلاقات الفردية والدولية كما هو مقرر في المقاصد المرعية والسياسة الشرعية والمصالح الإنسانية إذ لا يتنافى مع عدم موالاة غير المسلم معاملته معاملة حسنة تأليفا لقلبه واستمالة لنفسه للدخول في هذا الدين، فيكون المسلم محسنا إليه ليستميل قلبه إلى الدين القويم" مشیرا الی عملیة التطبیع الاماراتي مع اعدی اعداء الامة الإسلامیة.
وعندما استشهد السديس بوقائع حدثت مع نبي الإسلام صلی الله علیه و آله و سلم في تعامله مع اليهود وقال: "وقد توضأ صلى الله عليه وسلم من مزادة مشركة ومات ودرعه مرهونة عند يهودي وعامل يهود خيبر على الشطر مما يخرج من زروعهم وثمارهم وأحسن إلى جاره اليهودي مما كان سببا في إسلامه" اذهل کلامه مسامع المسلمین.
هل کان جاره الیهودي آنذاک حارب المسلمین وقتل اولادهم وابنائهم واغتصبهم وجنی بما تجنیه الصهاینة الیوم؟ فما هو سبب دخول الرسول صلوات الله علیه غزوة خیبر و مع من حارب؟ غیر انه حارب الیهود المتواطئین ضد الاسلام و المتأمرین مع الکفار؟
وسمعنا السديس تابع کلامه قائلا: "وهكذا في وقائع كثير متعددة تؤكد أن حقائق الدين تستقى من الأدلة الصحيحة والبراهين الصريحة فأين هذا المنهج الأبلج من الركون للعواطف المشبوبة والحماسات الملهوبة؟ بل علم وعقل وحكمة وبصيرة ونظر في العواقب واعتبار للمآلات وحين يغفل منهج الحوار الإنساني تذكى جوانب الصدام الحضاري وتسود لغة العنف والإقصاء والكراهية". عن اي علم و عقل یتحدث؟! اي حوار انساني؟ وایة حضارة یتکلم عنها؟ امایسمع مدی عنف الصهاینة و ماشاهد القصف العنیف المستمر علی غزة الابیة وغیرها؟ ولم یسمع بجرائهم؟
ویضیف السديس: "أمة الإسلام.. ومن أبرز معالم العقيدة الصحيحة المهمة وأسسها لزوم الجماعة وحسن السمع للإمام والطاعة خلافا لمنهج الخوارج المارقين والبغاة المقيتين والأحزاب الضالة وجماعات العنف المسلحة والطائفية البغيضة الذين يكفرون الولاة ويخرجون على الأئمة ويسفكون الدماء".
تأتي هذه الکلمات بعد نحو ثلاث أسابيع على الإعلان عن اتفاق تطبيعي بين الإمارات والکیان المحتل لفلسطین في 13 أغسطس/ آب الماضي، برعاية أمريكية وترحیب بحریني ومصري وصمت سعودي وغضب عربي واسلامي و قدصرح من قبل بأن أمريكا تقود العالم للسلام، فلم تكن خطبته سوى ترجمة لحالة الإعداد السعودي للتطبيع مع الصهاينة، وقدتوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من المسؤولين في بلاده أبرزهم مستشاره بل صهره جاريد كوشنر، في عدة تصريحات صحفية، بأن تطبع السعودية علاقتها مع الکیان بعد الإمارات حینما قال في منتصف الشهر الماضي، إن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي"
والمخزي انه تأتي هذه الکلمات في وقت یحرق المصحف الشریف ولایشیر الی هذه الإساءة و تنشر صور مسیئة للرسول الاعظم صلوات الله علیه و یقول الرئیس الفرنسي ان في بلاده توجد حریة تامة لابداء الرأي والمؤلم والمبکي لایذکر ولایشیر الیه شیخ الحرم المکي ولایعتبره هاما حتی یتطرق الیه!!
من الخارجي المارق؟! عجوز فلسطینیة لا ترید الخروج من بیتها و شیخ فلسطیني یرید البقاء علی ارضه و شاب یحمي مقدساته ورموز الإسلام ونفسه واهله و وطنه من النهب والاحتلال ویدافع عن حرمة الاقصی؟ هذا هو الخارجي و الباغي او من خرج عن الاسلام وقاد الامة الی الضلال ودنس حرمة الاقصی وداس علی الامة باکملها؟! هولاء خوارج مارقون ام من یمهد لاخراج العلاقات الودیة غیر المعلنة علی الساحة و العلن من داخل الحرم وعلی منبر المسلمین؟!
فإمام من هذا و تال لاي کتاب هذا و عن اي عقیدة یتکلم و یدعو لاي سلام؟! الا یقرأ الآیة الشریفة "لتجدن اشد الناس عداوة للذین آمنوا الیهود... والا یعلم ان الیهود لا عهد لهم ینقضون المیثاق کما تقول الایة "الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض.."
فما الغایة من کلامه و اشاراته الی التعامل مع الیهود؟ عن اي یهود یتکلم و هو في الحرم المکي مهبط القرآن افلا یعلم ان الیهود ضربت علیهم الذلة و المسکنة وباءوا بغضب من الله بسبب کفرهم بآیات الله و قتلهم الانبیاء؟
فما حکم من یفتري علی الله ورسوله ؟ "فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ"
لاارید استخدام مصطلح التطبیع بالمعنی الدارج فلیس من الطبیعي ان نحسن العلاقات مع المعتدی و المحتل ابدا.
لا العقل یتقبله و لا القوانین البشریة و لا الدین الحنیف الإسلامي فعلی اي اساس نبني علاقات مع المحتل و الغاصب واعدی اعداء امتنا وقتلة ابناءنا في غزة و علی المعتدي علی مقدسات الامة و الاقصی الشریف ومسری الرسول الاکرم صلوات الله فکیف یمکن ان نعاملهم معاملة حسنة لكي نؤلف قلوبهم؟
فکیف تطبع مع من هاجمك وغصب بیتك وارضك واستباح دمك لعشرات السنین؟! و منعک من ابسط حقوقك الانسانية ویستمر بکل وقاحة لفعلته ویحاصر اخوانك في غزة الابیة ویمنعهم من ابسط العیش؟!
فلم لا يدعو الى حسن التعامل مع اخواننا في الیمن و الاطفال والنساء تستغیث جوعا؟ والیمن یعیش اوضاعا کارثیة ولم لا یدعو حکام بلاده لتوقف الحرب مع اخوتنا في الیمن؟ الیسوا مسلمین و الایحق لهم حسن التعامل؟!
ما هذه الخیانة الکبری التي ترتکبها السعودیة ومشیختها باسم الاسلام و باسم السلام؟ هل هولاء حقا ائمتنا و یحق لهم ان یؤمونا ونستمع القرآن بصوتهم ام هولاء کما ذکرهم القرآن "مثلهم کمثل الحمار یحمل اسفارا" لایفهمون القرآن حتی في حرف واحد بل یحملونه حمل الحمار....
و اردد في نفسي "بل هم اضل"
/انتهی/
تعليقك