وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه في خطاب بتاريخ 21 يناير 2015، وآخر بتاريخ 29 نوفمبر 2015، أوضح قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد على الخامنئي حقيقة الإسلام والمحاولات الخبيثة من قبل بعض القادة الغربيين لاستخدام الأعمال الإرهابية كذريعة لتشويه صورة الإسلام.
وطلبت الرسائل التي كتبها قائد الثورة الإسلامية من الشباب الغربي عدم الحكم على الإسلام بناءً على هجمات شارلي إيبدو وغيرها من الأعمال الإرهابية.
فيما يلي نص المقابلة:
س: أصدر الإمام الخامنئي رسالتين إلى الشباب في أوروبا وأمريكا الشمالية حيث تعتبران من أهم الأحداث في السنوات الأخيرة. رغم محاولات الاعلام الغربي لمقاطعة أخبار ومضمون الرسالة كيف ترى تاثير هذه الرسالة على الوسط الشبابي والاكاديمي الغربي؟
ج: بالنسبة الى الرسائل التي اصدرها الامام الخامنئي الى الشباب في اوروبا وامريكا كان الهدف من هذه الرسائل هو تجاوز وسائل الاعلام الغربية التي لا تقدم الحقائق الى المجتمع الغربي والى الشباب في اوروبا وفي الولايات المتحدة. توجه اليهم مباشرة بهدف الاطلاع على الحقائق من خلال رسالة من داخل العالم الاسلامي لان وسائل الاعلام الغربية مضللة لا تنقل الحقيقة الى الشباب.
كانت فكرة ارسال هاتين الرسالتين بهدف تسليط الضوء على عن واقع العالم الاسلامي وحركات التطرف ودور الشباب الغربي في فهم ما يحصل وفي فتح أفق علاقات انسانية منصفة وعادلة مع العالم الاسلامي الذي يريد مثل هذه العلاقات مع العالم.
في الحقيقة هذه الفكرة كانت غير مسبوقة من اي دولة من الدول العالم الاسلامي.
س: لماذا خاطب قائد الثورة الجيل الشبابي مباشرة؟ هل تعتقد ان الأرضية اللازمة للحوار مع الغرب متوفرة؟
ج: لأن المسؤولين السياسيين في الغرب غير مستعدين للحوار متكافئ وانساني وحوار يعترف بالطرف الآخر كشريك حقيقي. المسؤولون في الدول الغربية بشكل عام لا يعترفون بالآخر وبغير الغربي ويتعبرون ان الشعوب الاخرى والدول الاخرى خاصة في العالم الاسلامي هي شعوب ادنى يعني أقل قيمة حضاريا وثقافيا وحتى انسانيا. لذلك هم يتعاملون مع هذه البلدان باعتبار أنها أماكن فيها ثروات يمكن أن يحصلوا عليها أو فيا حكومات تنفذ أوامر ومصالح الدول الكبرى وبالتالي هم لا يحتاجون او لا يقتنعون بفكرة الحوار المتكافئ الذي تبحث فيه المصالح المشتركة بين الطرفين.
لهذا السبب فكرة التوجه الى الشباب هي فكرة تتجاوز ايضا المسؤولين السياسيين ووسائل الاعلام الغربية وكثير من الكتابات التي نشرت والمؤلفات التي تسيء الى العالم الاسلامي وتصور بأنه عالم متخلف. من هنا تأتي أهمية هذا التوجه والرهان على ان الشباب يمكن أن يفهموا هذه الرسالة ويفكروا فيها وتؤثر عليهم وطريقة تفكيرهم وعلى المقارنة بين ما جاء في هذه الرسالتين وما تعرضه وسائل الاعلام من تشويه او من محاولة تغيير الحقائق.
توجه الى الشباب هو محاولة للمصارحة والمخاطبة بشكل مباشر لان ارضية المصارحة مع الحكومات الغربية غير متوفرة و غير متحققة هذه الحكومات غير جاهزة لمثل هذا الحوار.
س: كيف تقيم هيمنة الاعلام الغربي على فكر الشباب والمواطن العادي في الغرب وحتى في العالم العربي؟
ج: للأسف الاعلام الغربي يسيطر بشكل تام على توجهات الراي العام وهناك كثير من الدراسات التي تتحدث عن غياب الخيار الحر في الغرب. حتى الخيار السياسي والانتخاب يبدو حرا بينما عمليا يتم توجيهه من خلال وساةل الاعلام التي تبرز شخصية معينة تشدد عليها وتنظم معها مقابلات مختلفة وبالتالي تظهر هذه الشخصية مرغوبة ومطلوبة.
ايضا في التعرف على ما يجري في العالم وسائل الاعلام تغطي ما تريد. ممكن ان تعرض نصف دقيقة عما يحصل في فلسطين وممكن تعرض 10 دقائق عن انجازات اسرائيلية وعن تطور تقني في اسرائيل او ان تعرض ما تقوم به دولة اوروبية من نشاط او سياسات وعلاقات وتخفي ما يحصل في الجمهورية الاسلامية من تطور وهذا أمر واقعي.
وسائل الاعلام غير صادقة في نقل حقيقة ما يجري في العالم وبالتالي لا يمكن الرهان على هذا الاعلام وللأسف في العالم العربي كثير من الاعلاميين ايضا ومصادر المعلومات متأثر بالمصادر الغربية . يعني معظم الصحف والمجلات والمواقع الاخبارية تنقل الخبر عن الوكالات الاجنبية و تعتبرها حقيقيا وصحيحا.
قد يكون كذلك وقد ل يكون كذلك. قد يكون الخبر صحيح ولا الحجم الذي يعطى للخبر هو حجم ضئيل في حين يتم التركيز والتوسع في خبر آخر. طبعا هناك اعلام عربي لا يتأثر بهذه المصادر من المعلومات لكن لا يزال اقلية خصوصا ان الغرب مسيطر على الفضاء والبث ويستطيع ان يمنع أي قناة فضائية من ان تعمل.
س: كيف ترى انعكاس جهود ونضالات المقاومة في العالم لا سيما في الدول التي تعاني من بطش وقمع الديكتاتوريات التي تتمتع بدعم امريكي؟
ج: انعكاسات انجازات المقاومة على دول في المنطقة وعلى الاعلام الغربي تتفاوت بين من يريد تجاهل هذه الانجازات وبين من يريد ان يتحدث عنها بشكل مختصر وسريع ولا يتعبر ها انجازات وبل يتحدثبشكل يثير الاتهام والشبهات. يعني عندما ححقت المقاومة انجاز في لبنان وفلسطين يعتبر ان هذا الامر له بعد خارجي ويهدد الاستقرار في المنطقة ويعرقل عملية السلام والتفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين او انه يخرب الاستقرار في لبنان عندما حزب الله يواجه اسرائيل او يتحدى الاحتلال الصهيوني.
بالتالي هذا الاعلام لا ينقل حقاةق ويشعر بالقلق من انجازات المقاومة وفي المقابل هذه الانجازات هي انجازات حقيقية لا احد يستطيع ان يدعي انها لم تتحقق او ينفى ان اسرائيل انسحبت من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة. حرب 2006 أرغمت اسرائيل على الفشل ولم يحقق العدو ما اراده بينما حزب الله سجل انتصارا كبيرا.
لا احد يستطيع ان ينفي ان المقاومة الفلسطينية حققت انجازات وصمود كبير واسرائيل فشلت في حروب متتالية على غزة. الاعلام لا يستطيع يتجاهل ذلك وان كان يذكره بشكل سريع او يثير حوله شبهات. لهذا انجازات المقاومة في المنطقة تركت تاثيرات كبيرة وايجابية على الشعوب بما ان هناك من الاعلام من ينقل و هناك منا لناس من يبحث عن الفضائيات التي تعكس الاخبار عن المقاومة.
اذن رغم التعتيم و رغم الحصار انجازات المقاومة تصل الى شعوب المنطقة اما الاعلام الغربي والدول المعادية هي طبعا لا تنقل و لا تهتم ولا تريد اصلا ان تنجز المقاومة خطوات كبيرة.
س: ما هي رسالة الثورة الاسلامية الى المنطقة والعالم؟ وما هي الأواصر التي تربط بين هذه الثورة والاجيال الشابة ؟
ج: الثورة الاسلامية في ايران قدمت نموذجا الى العالم و تحافظ عليه وتقاتل من اجله وهو نموذج الدولة الممستقلة التي تعمل من اجل تنمية مستقلة ومن اجل قدرات اقتصادية وتسليحية مستقلة ومن اجل ثافة جامعية وفكر و مناهج تعليم مستقلة غير تابعة او مقلدة للغرب. هذه هي التجربة التي تحملها ايران الى شعوب المنطقة و حتى الى شعوب العالم.
بالنسبة لشعوب المنطقة ايران تحمل رسالة الحوار وتقول تعالوا لنتفاهم و نركز على المصالح المشتركة ونعرف المخاوف بيننا وبينكم وهذه رسالة موجهة الى الشباب ايضا ومن يصنع المستقبل وبالتالي من أجل هذا المستقبل وتعزيز العلاقات بين دول الجوار يجب ان يدرك الشباب مضمون هذه الرسالة.
قائد الثورة يتحدث دائما عن الشباب ويوجه الرسالة الى الشباب لانه يعتقد انه هم الامل وهم المستقبل و هم من سياتي بعد 10 سنوات او 20 سنة. هذه هي رسالة الجمهورية الاسلامية وهي المحافظة على وجودها وتجربتها و ان تقول لشعوب المنطقة ان هذه هي التجربة الاسلامية التي يجب ان تبقى وتستمر تقول اننا نحن بالتعاون معكم يمكن ان نقوم بمثل هذه التجربة في كل بلدان المنطقة ونشجع دول المنطقة على التكافؤ والمصالح المشتركة والامن المشترك كي تصبح هذه المنطقة قوية لا يستطيع الاجنبي ان يتدخل فيها.
أجرى الحوار: محمد مظهري
تعليقك