٠٣‏/٠٢‏/٢٠٢١، ٤:٥٢ م

فکر الولي؛

الزهراء صرح قدسي ملهم للدروس ومهوی القلوب

 الزهراء صرح قدسي ملهم للدروس ومهوی القلوب

حينما تريدون تعريف فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) عرِّفوها بحيث يستطيع الإنسان المسلم والمرأة المسلمة والشاب المسلم استلهام الدروس من تعريفكم، والشعور بالخشوع والخضوع والارتباط بصرح القدسية والطهر والحكمة والمعنوية والجهاد هذا.

وکالة مهر للأنباء _ فاطمة عصارةٌ مِن "مشيئة الله"، فقَد شَاءَ "اللهُ " لتَشَاء، ثُمَّ فَتَق على لسانِ نَبيِّهِ الأعظم: "فاطمة يرضى اللهُ لرضاها، ويسخط لسخطها"، لا تَشَاءُ.. إلاَّ أنْ "يشاء"، وأرَّخَ، على ذلك "دورةَ الأفلاك"، بمغمورِ سِرٍّ، أقرَّ بِهِ، سائرُ الأنبياء، فليست "فاطمة،" إلاَّ روحاً مِن "صميم المشيئة"، اعتصرها اللهُ حيث شَاء، فمَن تولَّها، كان "صِدِّيقاً"، ومَن تَبَرَّا منها، لم تُقبَل منه سائرُ الأعمال وبمناسبة مولدها الطاهر، ننقل لکم بهض ما خطب به سماحة الإمام السید علي الخامنئي في مقامها ودرجاتها: 

فقد قال الامام الخامنئي في ٢٠١٦/٣/٣٠ : "فيما يتعلق بالسيدة الزهراء (سلام الله عليها)، أقول، لا على سبيل ما هو دارجٌ ومتداولٌ على الألسن، بل الحق والإنصاف بأننا قاصرون، وإننا أقلّ وأحقر من أن يكون بوسعنا الحديث عن ذلك المقام الشامخ، وعن حقيقة نور تلك السيدة الجليلة وأمثالها من الأئمة المعصومين، فإن ألسنتنا وكلماتنا وأفهامنا أعجز عن أن نتمكّن من الحديث في هذه المجالات... يجب علينا أن ننظر إلى السيدة الزهراء (سلام الله عليها) من المنظار الثاني؛ ألا وهو كونها أسوة ومثالاً يحتذى به. فقد ضرب الله سبحانه وتعالى في القرآن امرأتين مثلاً كأسوة وقدوة للمؤمنين وامرأتين مثلاً للكافرين؛ ﴿وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ﴾، وبعدها بآية: ﴿ومَرْيَمَ ابنةَ عِمْرَان﴾، حيث جعلهما أسوة لا للنساء المؤمنات فحسب، بل للرجال والنساء معاً. فبالإمكان أن ننظر إلى تلك الشخصيات العظيمة من منظار كونها أسوة وقدوة، وأن نستلهم الدروس منها. حسناً، فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هي الصدِّيقة الكبرى، ومعنى ذلك أن هذه السيدة الجليلة هي الصدّيقة الأكبر بين الصدّيقين والصدّيقات. والآن نريد أن نتعلَّم الدروس منها؛ دروساً للنساء ودروساً للرجال، للجميع، العالمُ منهم والجاهل." 

وقال ایضا في ٢٠١٠/٦/٣: "حينما تريدون تعريف فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) عرِّفوها بحيث يستطيع الإنسان المسلم والمرأة المسلمة والشاب المسلم استلهام الدروس من تعريفكم، والشعور بالخشوع والخضوع والارتباط بصرح القدسية والطهر والحكمة والمعنوية والجهاد هذا. هذه طبيعة الإنسان. نحن البشر ميّالون إلى الكمال. إذا استطعنا تحقيق الكمال في أنفسنا حققناه، وإذا لم نستطع فسوف يتوجه الإنسان إلى من يجد الكمال متحققاً فيه. لنشرح للمستمعين هذا الكمال الذي نجده في فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وفي الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) وفي الأئمة الأطهار (عليهم أفضل الصلوات والسلام)، فينتهل المستمع هذه المعارف كالماء الزلال على شكل أشعارٍ وكلامٍ رصين وبأصواتٍ حسنةٍ وألحانٍ جيدةٍ سليمة، فَيَصِلُ هذا الزلال إلى جميع أنحاء جسده. هذه مهمة لا يستطيعها الكثير من الخطباء والمحاضرين والفنانين والمعلمين، لكنكم تستطيعون القيام بها فلا تُقصِّروا في القيام بها."

اما بالنسبة لدورها القیادي في المجتمع فاشاد سماحته: " لقد قامت فاطمة الزهراء (ع) بدور القائد الحقيقي، وكما قال إمامنا الخميني لو كانت رجلاً لكانت رسولاً، لكن نفس هذه المرأة كانت أمّاً وكانت زوجة وكانت ربّة بيت. "

و لو اردنا ان نتعرف علی مکانة السیدة الزهراء المعنوي فلنعرف من خلال بیان سماحته في ٢٠١٤/٤/١٩ عندما قال: "المراتب المعنوية للسيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) تعدّ ضمن أرقى المراتب المعنوية لعدد قليل من أفراد البشرية. فهي معصومة، والعصمة شيءٌ يختصّ به عددٌ قليل من الأولياء الإلهيّين بين أبناء البشر. وهذه الإنسانة الجليلة - فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) - من هذه الفئة، خصوصاً في ضوء حقيقة أنّ هذه المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله لم تعش أكثر من نحو عشرين عاماً - طبعاً على اختلاف الروايات التي تترواح ما بين ثمانية عشر عاماً وخمسة وعشرين عاماً - فهي امرأة شابة لها هذه المرتبة العليا في مصاف الأولياء والرسل وأمثالهم، ويُلقّبها الرسل الإلهيين بـ «سيدة نساء العالمين». إلى جانب هذا المقام المعنوي فإن الخصال الممتازة والأداء الفذّ في الحياة الشخصية لهذه السيّدة الجليلة تُعدّ كلّ محطة فيها درساً. تقواها وعفّتها وجهادها وحُسن تبعّلها وحُسن تربيتها للأبناء وفهمها السياسي ومشاركتها في أهم ميادين حياة الإنسان خلال ذلك العهد - سواءً في فترة الحداثة والطفولة أو فترة ما بعد الزواج - كل شيء في حياتها كان درساً، وهو ليس درساً لكنّ فقط أيتها السيدات، بل هو درس لكل الإنسانية. إذاً، هذا الاقتران هو فرصة لنا، فيجب التدقيق في حياة فاطمة الزهراء (ع) ومعرفة هذه الحياة بنظرة جديدة وفهمها وجعلها نموذجاً وقدوة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
 

واشار الی دور السیدة فاطمة الریادي في ٢٠١٧/٣/١٩: " لقد قامت فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بدور القائد الحقيقي. وكما قال إمامنا الخميني الجليل لو كانت فاطمة الزهراء رجلاً لكانت رسولاً (2). هذه كلمة عجيبة جداً وكبيرة جداً، ولا يمكن للمرء أن يسمعها إلّا من لسان شخص مثل الإمام الخميني الجليل الذي كان عالماً وكان أيضاً فقيهاً وكان إلى ذلك عارفاً، لكنه قال هذه الكلمة. هذه هي فاطمة الزهراء. إنها قائد بكل معنى الكلمة ومثل رسول من الرسل، ومثل هاد لعموم البشرية، فقد ظهرت الزهراء الطاهرة هذه البنت الشابة وتجلت بهذه الحدود والأبعاد والحجم. وهذه هي المرأة في الإسلام.

/انتهی/

رمز الخبر 1911580

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha