وكالة مهر للأنباء - د.هادي افقهي: مما لا شك فيه لا يمكن الاستغناء عن دور مصر سواء على المستوى الاقتصادي او الجيوسياسي والتراثي والثقافي والتاريخي والديني، ولطالما أكدت ايران على رقي العلاقات، لم تنقطع العلاقة الدبلوماسية يوما بين مصر وايران، ولا يزال هناك مكتب لايران في مصر للحفاظ على المصالح الايرانية في القاهرة، وهناك سفارة لمصر في ايران ولكن بمستوى متدني....
بعد زيارة السلطان هيثم بن طارق ولقائه بسماحة السيد القائد أعلن صراحة ان هناك رغبة من الجانب المصري لتطبيع العلاقة ورجوعها الى مستوى السفارات وتبادل السفراء ورحبت ايران بذلك على لسان سماحة السيد القائد..
بالطبع تبقى هناك عمليات تشريفاتية وبروتوكولية، وتطول قليلا المدة ، تماما كما طالت في اعادة العلاقات وفتح السفارات بين ايران والسعودية وهذا امر طبيعي، الا ان الخبراء والتحضيرات والاستشارات كلها جارية على قدم وساق للتحضير والتهيؤ لافتتاح السفارات..
دور مصر لا يقل اهمية عن دور المملكة العربية السعودية في العالمين العربي والاسلامي
ولا بد من الاشارة الى ان دور مصر لا يقل اهمية عن دور المملكة العربية السعودية في العالمين العربي والاسلامي، ولا ننسى ان مصر دخلت في حرب ضروس مرتين، مرة عام 1967 ومرة عام 1972 مع العدو الصهيوني...
اذن تطبيع العلاقة بين مصر وايران يساعد على اعادة تبادل الجسور على المستوى الثقافي والتجاري والاقتصادي والمالي، ونحن نعلم ان هناك بنوك ايرانية في القاهرة تعمل.. وطبعا عملية التبادل التجاري لا تقتصر فقط على البلدين، وانما تتوسع هذه المنظومة التجارية والمالية والاقتصادية والمصرفية وخصوصا على مستوى الطاقة، ومصر بحاجة الى الطاقة الايرانية، وايران بحاجة الى البوابة المصرية للدخول الى افريقيا... هذه العلاقة وهذا التطبيع لن يعود ريعه فقط على الشعبين المصري والايراني بل سيعود ريعه على المنطقة وخصوصا على القضية الفلسطينية...
ومن الضروري لفت النظر الى ان هناك نقاط مشتركة بين الشعبين على الرغم من ان البعض يحاول القول واللعب على ان هناك هوة بين الشعبين من الناحية الدينية ولكن لا يخفى على أحد بأن الشعب المصري محب جدا لآل البيت (ع)، وموجود هناك مراقد مقدسة بإسم السيدة زينب (ع) وكذلك مسجد رأس الحسين (ع) الذي يكن له المصريون كل الاحترام، فالوشائج الدينية فيما يخص ال البيت عليهم السلام، وكذلك التبادل الثقافي، فالحضارتين الحضارة المصرية القديمة منذ سبعة الاف سنة وكذلك الحضارة الايرانية منذ ثلاثة الاف سنة هي التي كانت ولا زالت تقارب الشعبين وتقارب عمليات التعاون المشترك في كل المجالات وعلى مختلف المستويات... اذن العلاقة والتطبيع مع مصر على اعلى المستويات هو ضرورة ملحة لاستكمال جبهة المواجهة ضد العدو الصهيوني ولمساعدة الشعب الفلسطيني وتوحيد الامة الاسلامية لدعم القضية الفلسطينية..
العلاقة والتطبيع مع مصر على اعلى المستويات هو ضرورة ملحة لاستكمال جبهة المواجهة ضد العدو الصهيوني ولمساعدة الشعب الفلسطيني وتوحيد الامة الاسلامية لدعم القضية الفلسطينية..
لقد ساد جوا ايجابيابعد المصالحة الإيرانية السعودية أرخى تفاؤلا وتفاهما على الكثير من القضايا الساخنة كالملفات اليمنية، السورية، العراقية، اللبنانية، وحتى القضية الفلسطينية.. فالاجواء الان مهيئة لاستكمال هذه الحلقة من التصالحات وتقارب وجهات النظر، وايجاد كتل. اليوم هو عالم التكتلات سواء على المستوى التجاري_ الاقتصادي، المستوى الامني_ العسكري..
إن دخول مصر في هذه المنظومة ولربما تلتحق تركيا بإعتبارها دولة لها دور اسلامي، يشكل مربع سعودي ايراني مصري تركي يؤرق الصهاينة والاميركيين الذين تعودوا دائما على ايجاد الشرخ بين الدول
وزرع الفتن والحروب، فعلينا الان ان نواجهها، وان نحرص على المكتسبات سواء مع العلاقة السعودية او مع العلاقة التركية او المصرية لصالح الامة الاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. طبيعي جدا ان تلتحق مصر بهذه الاتفاقيات وهي التي لها الدور الكبير في تاريخ الامة الاسلامية وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتوحيد الصف، فعندما نقرأ تاريخ الراحل جمال عبد الناصر وكم حاول جاهدا لايجاد الوحدة العربية ومن ثم الوحدة الاسلامية، ولكن العدو لم ولن يسكت، لان هذا الامر ضد مصالحه وضد مصالح الاميركي وبعض الدول الغربية.
إن تتشكل النواة الاولى للدول الثمانية المطلة على الخليج الفارسي واذا ان شاء الله استكملت عملية التطبيع مع مصر، لان هناك رغبة جامحة لدى المصريين بالعودة الى حضن الامة العربية والإسلامية بقوة، وتكتمل عملية الجهود سواء من الشمال الافريقي فالمغرب كذلك مرشحة ايضا لإعادة العلاقات مع ايران، فإستكمال هذه المنظومة الاسلامية _ العربية ستكون لصالح الجميع وستضيق الخناق على النفوذ الصهيوني.
وبما ان البلدين يتمتعان بثروات كبيرة فهذا سينعكس ايجابا عليهما، هناك في مصر القضايا الزراعية والصناعية والتقنية، ولا يخفى على أحد بأن مصر كانت المصدر الاول للقطن في العالم، لكن بسبب بعض التغيرات والتدخلات مع الاسف وخصوصا بعد دخول مصر في معاهدة كامب دايفيد والمكر الذي احاط بالشعب المصري، فقد حاولوا ان يربطوا اقتصاد الشعب المصري بالدور الاميركي_الصهيوني ولكن لم تستفد مصر من هذه المعاهدة...
اذن مصر لديها امكانات هائلة وكذلك ايران على مستوى الطاقة وعلى مستوى نقل التقنية.../انتهى/
المصدر: المنار
تعليقك