١٩‏/٠٩‏/٢٠٢٤، ٩:٥٧ م

كاتب يمني في حديث لِوكالة مهر:

الحل الوحيد لوحدة الأمة هو العودة إلى نبيها والذي كان رحمة للعالمين ولم يكن طائفياً أو مناطقياً

الحل الوحيد لوحدة الأمة هو العودة إلى نبيها والذي كان رحمة للعالمين ولم يكن طائفياً أو مناطقياً

أكد الكاتب والباحث السياسي اليمني، عدنان عبدالله الجنيد، أن الحل الوحيد لتجتمع عليه الأمة هو "العودة إلى نبيها، نبي الرحمة، رحمة للعالمين، والنبي لم يكن طائفياً أو منطقياً أو خاص بفئة معينة بل للعالمين".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: يعد النبي الاعظم محمد (ص) رمزا للوحدة والتكاتف والتعايش بين كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، ولأنه كذلك نادى روح الله الموسوي الخميني (قده) بأسبوع الوحدة الاسلامية ما بين 12 ربيع الاول الى 17 ربيع الاول، لهدف تبليغي وحدوي يجمع لا يفرق ويعزز قيم التسامح، ويساعد على تجاوز الخلافات والنزاعات والوقوف كجسد واحد في وجه الاعداء.

حول هذا الموضوع، أجرت مراسلتنا الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع، الكاتب والباحث السياسي اليمني، عدنان عبدالله الجنيد، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

هذا العام وكل عام يتميز اليمنيون بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، حتى في أصعب الظروف وفي فترة الحرب والعدوان على اليمن.. فلماذا يصر الشعب اليمني على الاحتفاء بهذه المناسبة؟ وما هي الروابط الروحية والدينية التي تربط أهل اليمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم، نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الأمة الإسلامية والعربية، ولقائد الثورة يحفظه الله، ولأبناء الشعب الفلسطيني المقاوم والأبي، وبهذه المناسبة نقول لقائد طوفان الأقصى المجاهد / يحيى السنوار ، قيادة وشعباً، والله لن يصلوا إليك بجمعهم، مادام الله احل صيد البحر، وصاروخ فلسطين بالخدمة، وبهذه المناسبة نتقدم بالشكر والعرفان إلى وكالة مهر للأنباء وطاقمها على استضافتي، وعلى جهودهم المبذولة في نشر الوعي في أوساط الأمة، وكتب الله لهم الأجر.
أولاً: نحمد الله على نعمة الهداية والعلم الإلهي سماحة القائد السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وذلك في تأصيل الهوية الإيمانية وأنها سر الصمود الأسطوري والنجاحات التي يحققها الأبطال في ميادين القتال وذلك بوصفها بأنها مجموعة من المبادئ والقيم والأخلاق تجذرت في الشعب اليمني الذي يأبى أن يستعبده أحد، لا أمريكا، ولا أحد من عملائها، يأبى أن يضام، أن يذل ، أن يقهر ، ان تصادر حريته ، واستقلاله ، وكرامته ،وهي جسر العبور إلى بر الأمان إلى مستقبل أفضل ، والسلاح الأمضى في ظل عالم تغيرت فيه وسائل وأساليب السيطرة والاستعمار ، ويعد تأصيل الهوية الإيمانية هي التي إفشلت حثالة دول قوى الاستكبار من السيطرة على هذا الشعب ، وان اصرار الشعب اليمني على الاحتفال بهذه المناسبة هو تجديد الولاء والارتباط بالله ورسوله وهو سر الانتصار ، مفتاح اللغز الوعي وثقافة القرآن في إحياء فعاليات المولد النبوي الشريف التي ميزت اليمن عن غيره من شعوب المنطقة، وبفضل من الله والقيادة يأتي الفرج والنصر والتمكين الإلهي على دول قوى الاستكبار العالمي بعد كُـلّ فعالية يحييها شعب الإيمان والحكمة، وإن شاء الله إحياء فعالية هذا العام فرج ونصر وتمكين للشعب الفلسطيني المظلوم.

ثانياً: فإن ارتباط اليمنيين بالرسول محمد منذ القدم، حَيثُ ذكر المؤرخون في التاريخ أن الملك تبع اليماني ذهب إلى مكة، وكسى الكعبة المشرفة، وصنع لها باباً مفتوحاً، ووضع أموالاً لخدمتها، ووصل إلى تلك المنطقة (المدينة المنورة) التي وردت آثار في آثار الأنبياء السابقين أنها مهاجر خاتم الأنبياء، وسيد المرسلين، وخلف فيها القبيلتان اليمانيتان(الأوس والخزرج)، ليبقيا في ذلك المكان، ويسكنا فيه، ويستقرا فيه، ويرابطا فيه، حتى يأتي هذا النبي ويهاجر إلى هذا المهاجر إلى ذلك المكان فيكونا أنصاراً له، وبنا بيتاً لنبي آخر الزمان سكن فيها أجداد أبو أيوب الأنصاري التي وقفت ببابه ناقة النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم) عندما هاجر إلى المدينة، وأوقف المال والأرض (المسجد النبوي)، وحفر الآبار، وغرس النخيل، وفعلاً بقي الأوس والخزرج، واستوطنوا ذلك المكان، وعمروه، وسكنوا فيه، واستقروا فيه جيلاً بعد جيل، حتى أتى الوعد الإلهي، وحتى أتى خاتم الأنبياء رسول الله محمد – صلوات الله عليه وآله وسلم – فكانوا هم الأنصار الذين استجابوا بكل رغبة، وكان انتمائهم للإسلام انتماء الإيمان، وانتماء النصرة والجهاد، ورفع راية الإسلام، والإيواء لرسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- وكانوا كما قال الله عنهم (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ )،وكان لهاتين القبيلتين اليمانيتين (الأوس والخزرج) الشرف الكبير، والفضل العظيم، والدور التاريخي المهم، فكان مجتمع الأوس والخزرج هو المجتمع الذي أوى، وشكل اللبنة الفاعلة، والصلبة، والقوية لنشوء المجتمع الإسلامي، وتحمل لواء الحق والعدالة، وتحمل قيم الإسلام، وتحمل هذه الرسالة بدلاً عن قريش، فهو المجتمع الذي آوى الرسول ونصره واستقبل المهاجرين، وشكل مع المهاجرين نواة عظيمة، وصلبة وقوية لحمل راية الإسلام.

ووصفهم الله أَيْـضاً في آية عظيمة ومهمة جِـدًّا في كتابه الكريم، وهو يحكي عما قبل هجرة النبي إليهم، وهو يحكي عن تعنت الكافرين في مكة وعن تعنت قريش حينما قال: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ)،وحسب الروايات أنه عندما هزم الملك اليمني سيف بن ذي يزن الحميري الأحباش، وتولى الملك على اليمن، توافدت الوفود العربية لتهنئته، ومن ضمنها وفد مكة برئاسة عبدالمطلب بن هاشم، وبعد حوار بين الملك وعبد المطلب على نبي آخر الزمان… قال الملك والبيت ذي الحجب، والعلامات على النقب، إنك يا عبدالمطلب لجده غير كذب… فاحتفظ بابنك، وأحذر عليه اليهود، فَــإنَّهم له أعداء…، وأعطى الملك اليمني هدايا كثيرة لعبد المطلب بن هاشم من ضمنها السيف اليمني الحضرمي (سيف ذي الفقار) لحماية نبي الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- ويذكر اليمنيون ذلك في موشحاتهم الدينية الموروثة عندما يحتفلون بمناسبة المولد النبوي الشريف (وعندما زار عبدالمطلب الملك أعطاه سيفاً).

وعندما بدأت مرحلة الصراع مع قريش (المرحلة الجهادية)، أرسل الرسول -صلوات الله عليه وآله وسلم- وفد من الأنصار إلى موطنهم الأصلي اليمن ليعلموهم صنع السلاح (لأَنَّ اليمن في ذلك العهد كانت صنعاء، وكرش وكشر مشهورة بصنع السلاح)، وتم صنع أسلحة ودروع لرسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- وعاد الوفد حاملاً بعض الأسلحة والدروع وخبرة التصنيع إلى رسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- وكانت بردة الرسول يمانية الأصل، واليوم التاريخ يعيد نفسه كما استطاع السلاح اليماني (سيف ذي الفقار) في تحطيم حصون خيبر واليهود والمشركين، اليوم في عهد قائد الثورة اليمنية القائد المجاهد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تطور السلاح اليمني من سيف ذي الفقار إلى صاروخ ذي الفقار الذي كان له الدور الأبرز في تحطيم حصون قوى الاستكبار العالمي التي تتزعمها أمريكا وإسرائيل في المنطقة، في إغلاق باب المندب، وإعادة البحر الأحمر إلى الحاضنة العربية، واستهداف بوارج وسفن وحاملات الطائرات لثلاثي الشر في نصرة القضية الفلسطينية حتى يتم رفع الحصار على غزة.

لا يخفى عليكم ان أحد المذاهب يكفر الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ويرى انها بدعة، لم يعرفها السلف الصالح والتابعون، بل هي عادة مستحدثة وفيها تقليد لمن يعتبرونهم الكفار من غير المسلمين.. فكيف تفسرون هذا الاختلاف؟ ولماذا يصر غالبية المسلمين على إحياء هذه المناسبة الدينية والانسانية؟

إن الذين يدعون بأن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة هم الأعقاب المنقلبة واتباعهم الثقافات الغربية الهزيلة، والعقائد الباطلة التي تورث الذل والهوان والاستسلام، وذلك من أجل تهيئة الساحة لتسيطر عليها دول قوى الاستكبار العالمي المتمثلة باللوبي الصهيوني اليهودي، ونرد عليهم بقول الله عز وجل (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْـمُؤْمِنِينَ).

إذا كان الله قص على النبي قصص وأنباء الرسل من أجل تثبيت فؤاد النبي، وموعظة وذكرى للمؤمنين، وكيف لا يجوز لنا ان نقص أنباء الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم وسيرته العطرة ونقتدي به ونتأسى به من أجل ماذا ؟ من اجل تثبيت فؤادنا به على الحق، إذا كانت قصص الأنبياء تثبت فؤاد النبي، إذا قصص وأنباء النبي تثبت فؤاد المؤمنين.
ويصر غالبية المسلمين على إحياء هذه المناسبة من إجل التعرف على شخصية الرسول ومهامه، ما أحوجنا لمعرفة الرسول المعرفة الصحيحة، وأن نتعرف على رسالته ومنهجه، ونقتدي ونتبع ونسترشد بالشخصية القيادية والجهادية لرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، التي تعتبر الركيزة الأَسَاسية للتغلب على دول قوى الاستكبار العالمي؛ لأَنَّ الرسول محمد كان عظيماً بعظمة الإسلام الذي أتى به، وبعظمة القرآن والهدي الذي أنزل عليه، ولم يكن ضعيفاً أبداً، فوضحت الآية الكريمة (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْـمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، آل عمران- آية (121)، دور القيادة واستشعارها للمسؤولية، وأعطت الصورة الحقيقية لشخصية الرسول محمد بالقيادة الربانية والجهادية والعسكرية.
تبوأ المؤمنين مقاعد القتال: أي منحه الصلاحية المطلقة والكاملة في إدارة المعركة ورسم الخطة في تقسيم الأدوار وتوزيع المهام (استطلاع، استبيان، تحرٍّ، هجوم، اقتحام، دفاع، رماة….)، وما تحتاج إليه من عدة وعدد، وتأمين سير المعركة والمجاهدين طائفة تصلي معك وطائفة تؤمن وتحرس (لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أسلحتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ)، وغيرها من الإجراءات اللازمة لتهيئة المجاهدين لخوض المعركة كالبنيان المرصوص، والتنكيل بأعداء الله.

وهذا ما تبينه التوجيهات والأوامر الإلهية في القرآن الكريم (جاهد – اغلظ عليهم – فقاتل في سبيل الله – حرّض المؤمنين)، وهذه التوجيهات خير دليل وأكبر شهادة على المؤهلات القيادية لرسول محمد ، قيادة على مستوى التكليف وعلى أرقى مستوى ممكن وأعلى جهوزية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل، وتدل هذه التوجيهات على قيادة الرسول جميع المعارك، حَيثُ أدار أكثر من ثمانين واقعة من المعارك والسرايا في حروبه مع تلك الفئات التي تحَرّكت بعدوانية شديدة ضده وضد الإسلام، بدأها ببدر وختمها بحنين بالنسبة للواقع العربي، ومع اليهود (بني النظير، بني قينقاع، بني قريظة، يهود خيبر، يهود فدك، يهود تيماء، يهود وادي القرى)، والصراع مع الروم والنصارى (مؤتة وتبوك)، أدارها بإدارة جهادية وعسكرية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل.

وهذا ما أكّـده أمير المؤمنين الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، مهندس استراتيجية الحروب، أشجع طاعن وضارب، مذل المشركين، مفرق الأحزاب، مدمّـر حصون اليهود، سيد العرب والعجم قائلاً (إذا اشتد القتال لُذنا برسول الله؛ أي إذَا اشتد بنا الوطيس احتمينا برسول الله)، وهذه المقولة من أشجع فارس تدل على المؤهلات وحنكة رسول الله وتمكّنه من قيادة المعارك.
حياة الرسول، كلها جهاد ضد النافذين والمستكبرين حتى وهو على فراشه، وهو يعاني من سكرات الموت، وهو يقول: أعدوا جيش أسامة.
إن أنبياء الله ورسله هم حلقة وصل الأمة وبين الله، وهم مصدر العلم والهداية والهدف من بعثتهم هو هداية البشر إلى معرفة الله، ونشر التوحيد، وتحقيق العدالة بين الناس، وتجسيد الكمال الإنساني من القوة إلى الفعل، وإزاحة الظلمات، وإصلاح المجتمعات، وإقامة القسط والعدالة، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتربية الناس، وبناء الإنسان، وخدمة المظلومين والمضطهدين والمحرومين، وتعريف الناس سبل مقارعة الظلم وإزالته، ومواجهة القوى الكبرى ، ومهام الأنبياء هو تدمير ودك عروش ومعاقل الظالمين، وبناء جيل مجاهد ومناهض للاستكبار وتحرير الناس من العبودية للطواغيت الذي يعتبر الدم الأحمر فيها أشهى من العسل ،تعتبر مناسبة إحياء المولد النبوي الشريف محطة للأُمَّـة للعودة إلى التاريخ وسيرة الرسول ومعرفة شخصيته الجهادية من القرآن الكريم، ومعرفه كُـلّ ما بذله من جهدٍ وجهاد، وما قدمه من تعليمات، وإرشادات، الاقتدَاء بخير قُدوة وثمرة الإيمان به ورسالته نستلهم منها الدروس في مواجهة قوى الاستكبار العالمي التي أتت إلى البر والبحر وعملت قواعد عسكرية وأساطيل لفرض ثقافتها بقوة الصواريخ والطائرات والغواصات، ونهب ثروات الشعوب واستعبادهم، والإساءَات إلى القرآن والرسول ولا يمكن التغلب عليهم إلا بالعودة إلى رسول الله.
النبي لا يأتي لعصره فقط، النبي يربي أُمَّـة، ويرشد أُمَّـة، ويثقف أُمَّـة لتكون مستبصرة وحكيمة قابلة لأن يستمر في دورها وتقبل قيادات هي امتداد لنبي؛ لأَنَّ كُـلّ ما يمنحه الله للرسل والأنبياء من مؤهلات لحمل المسؤولية هو لصالح الناس ولخيرهم.

هل ترون اننا بحاجة اليوم الى ما يوحد المسلمين حول قضاياهم ويعزز من قدرتهم على مواجهة الاخطار التي تحدق بهم كأمة؟ وهل يمكن تحويل هذه المناسبات مثل المولد النبوي الشريف وسيلة لإعادة اللحمة بين المسلمين وتوحيد الصفوف؟ وكيف يمكننا ان فعل ذلك؟

انطلاقاً من قاعدة الشهيد القائد (عين على القرآن وعين على الأحداث) ، عنما نقيم الواقع اليوم يتضح لنا اليوم أن معركة طوفان الأقصى هي التي كشفت الواقع السيئ ،والصمت العربي المخزي تجاه الشعب الفلسطيني، وبسبب الأنظمة المطبعة التي تنفذ المخطط الغربي و تعمل ليلاً ونهاراً على إسقاط المسيرات والصواريخ التي تمر فوق أجوائها، وإرسال المعونات الغذائية للعدو الصهيوني وإغلاق كافة المعابر والمنافذ على أخوانهم الفلسطينيين، وفتح المراقص وحفلات الترفية ، وكافيهات الخمور ،ونشر الفساد والإفساد.
ماذا حصل؟ وماذا حدث؟ أن تصبح شعوب الوطن العربي المعروف تاريخياً أن معظم الرسالات، والكتب السماوية نزلت في شبة الجزيرة العربية، والوطن العربي، وأخرها تشرفاً لهم رسالة الإسلام (القرآن الكريم)، رسالة النبي محمد (صلوات الله عليه وآله وسلم)، (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا).
وأصبحت اليوم أسوأ أمة على سطح الكوكب، أمة متفرقة ومستعبدة، ومهانة، ومستسلمة، وانحرفت عن المهام الرئيسي لها الذي أتى به أنبياء الله .
المشكلة قائمة، وسببها معروف، وشواهد نتائجها السيئة بائنة، ما هو الحل لحلها؟
وعندما نعرض هذه المشكلة على كتاب الله نجد أن الحل هو العودة إلى نبيها نبي الرحمة رحمة للعالمين ولم يكن طائفياً أو منطقياً أو خاص بفئة معينة بل للعالمين وهو الحل الوحيد لتجتمع علية الأمة.
وعلى الشعوب تحكيم العقل والمنطق من هو الأحق باتباعه نبي الرحمة والعزة، ام الغرب القاتل الناهب.
واذا لم يجمعنا النبي محمد صلوات الله عليه وآله في مواجهة الاستكبار العالمي فمن سيجمعنا؟.

عندما نتحدث عن كفار قريش فان قريش زالت وانتهت فهل انتهت جبهة الكفر ومعاداة دين الله؟ وعندما نتحدث عن الامام الحسين فإننا نقدم نموذج التضحية والعطاء بلا حدود في سبيل الله، ولكن يزيد وابن زياد وابن سعد ماتوا.. فهل انتهى الطغيان والعدوان وسفك الدماء؟ فلماذا برأيكم أخطأ البعض بفهم قول الإمام الخامنئي (دام ظله) ان غزة هي كربلاء العصر؟ وان معسكر الايمان الحسيني يواجه معسكر الطغيان اليزيدي؟

إن المعركة بين الحق والباطل مستمرة إلى قيام الساعة، محور الحق تمثل في النبي آدم – النبي إبراهيم – النبي موسى – النبي محمد – الإمام الحسين عليه السلام – غزة المقاومة.
ومحور الطغيان والباطل تمثل بإبليس العين – النمرود – فرعون – اليهود والمشركين – يزيد الطاغية – أمريكا الشيطان الأكبر.

وهذه سنة إلهية بأن محور الحق سوف يقضي على محور الباطل (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين). غزة اليوم تجسد نهج الأنبياء ونهج الإمام الحسين عليه السلام، ومكتوب لها الغلبة والانتصار وهذا وعد إلهي. اللوبي الصهيوني اليوم يجسد نهج الشيطان بقيادة أكبرهم أمريكا ومكتوب له الضعف والهزيمة والفشل. وهذا ما أراد الإمام الخامنئي دام ظله توضيحه".

انقسم المسلمون حول تاريخ المولد النبوي الشريف، كما انقسموا حول أهمية وشرعية إحياء المناسبة.. إلى أن جاء الإمام الخميني رحمة الله عليه، فدعا إلى أسبوع الوحدة الإسلامية الذي يجمع بين ما اختلف عليه المسلمون بشأن يوم المولد الشريف.. فكيف برأيكم يمكن تحويل الخلافات الشكلية بين المذاهب الى طريق لوحدة الامة؟ وما اهمية ذلك اليوم ؟

كما ذكرنا أنه لايمكن حل الاختلاف والفرقة والطائفية والمذهبية إلا بالعودة إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم لان الرسول هو رحمة للعالمين ولم يكن طائفياً أو مذهبياً أو خاص بطائفة دون الأخرى بل للعالمين، وان معرفة النبي المعرفة الحقيقية هي كفيلة في حل هذا الخلافات، والتوجيهات الإلهية تأمرنا بالاعتصام وعدم التفرقة، وهذا ما أراد الإمام الخميني رحمة الله عليه إيصاله بأن لا نختلف عن تاريخ ميلاده، بل نتبعه ونقتدي به، ونترفع عن كل ما يفرقنا، ونهتم بما يجمعنا لهذا دعا الإمام الخميني إلى يوم القدس العالمي للاهتمام بقضية الأمة وتوحيد الصف، ودعا إلى أسبوع الوحدة الإسلامية لسد الفرقة بين المسلمين ذلك لاتباع النور الذي أتى به الرسول ولا يمكن التغلب على قوى الاستكبار العالمي إلا بالعودة إلى نهج النبي محمد وهو الوحيد القادر على توحيد هذه الأمة.

والسلام عليكم ورحمته وبركاته.

/انتهى/

رمز الخبر 1948672

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha