صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق "غري سيك" في مقابلة سابقة لوكالة مهر للأنباء إن التدخل الامريكي في المنطقة بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران أدى إلى تغييرات في النظام الأمني للخيج الفارسي ولا سيما الحرب العراقية الايرانية و اجتياح العراق للكويت.
وأوضح عضو أستاذ جامعة كولمبيا الأمريكية إن النظام الأمني الذي يتبعه رئيس الولايات المتحدة أوباما يذكر المراقبين بعقلية وخطط الرئيس الأمريكي نيكسون بعد انتهاء حرب فيتنام.
وأردف غاري سيك إلى إن هذه العقلية تقوم على أساس حماية المصالح الأمريكية في المنطقة من الطرفين السعودي والايراني مشيراً إلى إن الحرب المفروضة العراقية اجبرت امريكا في عهد الرئيس رونالد ريغان على الوقوف إلى جانب صدام ومحاربة ايران، ثم دخول العراق للحرب المباشرة في زمن جورج بوش الأبن.
وأشار عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي الأسبق لوكالة مهر للأنباء إن الرئيس الامريكي الحالي باراك أوباما يرغب في إيجاد حوار بين دول المنطقة لإيجاد نظام أمني جديد يمكن امريكا من سحب قواتها من المنطقة وترك أمن المنطقة على عاتق دول الاقليم.
وأضاف غاري سيك إن رئيس امريكا القادم اي كان سينفذ تعهدات امريكا في الاتفاف النووي، منوهاً إلى إن هذا الاتفاق يصب في مصلحة الحوار بين دول الخليج الفارسي.
وتعليقاً على تصريحات مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي الأسبق "غاري سيك" صرح رئيس مركز الدراسات الإيرانية في جامعة لندن آرشين أديب مقدم في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء إن امريكا وبعض الدول استغلوا الازمات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط ليفرضوا مسؤولتيهم الأمنية على المنطقة، وبعبارة أخرى الحكومات الأمريكية استغلت الفوضى في الاقليم لتحقيق مصالحها.
وأشار آرشين أديب مقدم إلى إن امتداد الحرب العراقية الايرانية أعطى حكومة ريغان فرصة للدفاع عن صدام حسين في هذه الحرب، والهدف من تصرف الرئيس ريغان هو تحقيق مصلحة امريكا وليس إنهاء الحرب، منوهاً إلى إن السياسية الامريكية الخارجية في تلك الحقبة كانت مليئة بالاستغلال مما عرض المنطقة لمآسي عديدة أدت في نهايتها إلى تخريب العلاقات الامريكية الايرانية .
وأردف أديب مقدم إن نهاية الحرب الباردة أوجدت سياسات عالمية جديدة، والنخبة السياسية التي وصلت إلى الحكم في امريكا عملت على زيادة دور هيمنة امريكا على الخليج الفارسي وبقية مناطق العالم، الأمر الذي يوسع سياسة احادي القطبية.
كما أضاف الاستاذ في جامعة لندن إن وصول باراك أوباما إلى رئاسة الجمهورية الامريكية تقف خلفه عوامل عديدة هيئت له منها الحروب الطويلة التي خاضتها امريكا في الشرق الأوسط ومخالفة عقلية الحكومات العسكرية التي كانت تقف خلف أفكار الحرب على الإرهاب في حكومة جورج بوش الابن.
وأوضح أديب مقدم إن وصول حكومة باراك أوباما إلى رئاسة الجمهورية تزامن مع الحركات العالمية للسلام واعتراض المؤسسات المدنية الرئيسية في امريكا على الحروب.
وأشار رئيس قسم الدراسات الايرانية إن هذا الاجواء العالمية الراغبة في السلام ووجود أوباما على سدة الرئاسة وفر الظروف الملائمة لابرام الاتفاق النووي، حيث يرى آرشين أديب مقدم إن السياسات العالمية متجهة نحو تعددية الأقطاب .
وانتقد رئيس قسم الدراسات الايرانية في جامعة لندن وجهة نظر مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق "غري سيك" فيما يخص استمرار السياسات الامريكية في المنطقة بعد أوباما قائلاً "إنني غير متفائل جداً فسياسة أوباما لن يواصلها الرؤوساء من بعده وستبقى مختصة بشخص أوباما"، موضحاً إن السيرة الذاتية للرئيس أوباما الخاصة أثرت في فلسفة السلام وعملت على تغيير السياسة العسكرية الامريكية الخارجية نوعاً ما برغم كل المعارضة التي واجهته.
وأشار أديب مقدم إلى مصير الاتفاق النووي الايراني في ظل التغيرات الرئاسية الامريكية القادمة قائلاً: إن أغلب المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية يحترمون الاتفاق النووي (مستثنياً ترامب).
وارتأى إن الاتفاق النووي سيكون اتفاقا ثمينا بشرط تحقق تحالف دبلوماسي بين ايران وامريكا إلا إن الاخيرة لا تسير على هذا النهج مختتماً قوله إن انطلاق المفاوضات الاستراتيجية بين ايران واوروبا رهينة موقف الولايات المتحدة. /انتهى/.
تعليقك