وقال وزير السياحة السوري بشر يازجي في حديث خاص مع مجلة " مرايا " الدولية : بالرغم من الأزمة السورية وانخفاض عدد السياح القادمين لسورية بشكل عام لا تزال حركة السياحة الدينية مستمرة. لذلك تم العمل على رفع معدلات استقدام أفواج السياحة الدينية عبر اتخاذ التدابير اللازمة بالتعاون مع مكاتب السياحة والسفر والجهات المختصة وتقديم التسهيلات اللازمة، والترويج لسورية كمقصد سياحي ديني ، و تم توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة الحج والزيارة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق 10/8/2015 لرفع معدلات قدوم السياح الإيرانيين ، كما قام وفد من وزارة السياحة بزيارة إلى طهران لبحث سبل تفعيل بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين، وبلغ عدد السياح القادمين للسياحة الدينية /69587/ سائح معظمهم من الجنسيات العراقية واللبنانية والإيرانية قضوا خلال زيارتهم لسورية /361886/ ليلة سياحية ، وبلغت الإيرادات المباشرة وغير المباشرة قرابة 2,714 مليار ليرة سورية خلال عام 2015 .
واضاف وزير السياحة السوري : عملت الوزارة على التواصل مع الهيئات والمرجعيات الدينية ومنظمي الرحلات السياحية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق بالإضافة إلى جمهورية روسيا الاتحادية وبعض الدول الصديقة لتنمية الطلب على السياحة الدينية الإسلامية والمسيحية لتحقيق العوائد الاقتصادية والاجتماعية.إضافة للعمل على طباعة العديد من البروشورات المختصة بالسياحة الدينية وهي كتاب المساجد وكتاب الكنائس في سورية، كتيب مار مارون، كتاب مقامات آل البيت (ع)، CD مسار ركب الأحرار لآل البيت (ع)، CD مسار القديس بولس. وتم تنفيذ بعض الفواصل الإعلانية الخاصة بالسياحة الدينية مثل الجامع الأموي والسيدة رقية (ع) والسيدة زينب (ع) تشجيعاً للسياحة الداخلية.
واضاف اليازجي : كان التركيز الأهم خلال الأزمة على السياحة الدينية من خلال العمل على مشروع تطوير محيط مقام السيدة زينب (ع) مشروعا رائدا من خلال تشكيل لجنة خاصة معنية بدراسة وتطوير محيط المقام من وزارة السياحة والإدارة المحلية ومحافظة ريف دمشق لحماية الموقع وتوفير الخدمات السياحية اللازمة وتحقيق التنمية المستدامة للموقع ومحيطه واعتماد هذا المشروع مشروعا رائدا نظرا لما يجذبه من أعداد كبيرة من الزوار ، ولدى الوزارة خطة لجعل الحزام الاول المحيط بالمقام حزام سياحي وتجاري يرتقي لتطوير الخدمات المقدمة للزوار وتسهيل حركتهم وجعل زيارتهم آمنة ومريحة.
واشار الى ان الوزارة قامت بإعداد مسارات سياحية جديدة لمنتج السياحة الدينية تضمنت أهم الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية في سورية، وفعاليات سياحية دينية متنوعة ومشاريع مقترحة ، إضافة إلى التركيز على أهم الأسواق السياحية المهتمة حالياً بهذا النوع من السياحة وهي السوق الإيراني والروسي والهندي والمسارات هي المسار الروحي ( من دير مار موسى حتى دمشق مروراً بصيدنايا ومعلولا ) ومسار الحج المسيحي على خطى القديس بولس.
وتابع اليازجي قائلا : تعمل وزارة السياحة على الترويج لهذه الأماكن الدينية بهدف جذب أعداد كبيرة من الزوار لاسيما الأسواق الصديقة ، حيث يلعب المنتج السياحي الديني دورا رئيسيا في الترويج السياحي وتحسين الصورة السياحية لسورية في الخارج بشكل مؤثر وكبير.
واضاف : شهدت حركة القدوم حسب المؤشرات الإحصائية لعامي 2014-2015 زيادة بنسبة + 12 % لكامل القدوم ، حيث ارتفع عدد القادمين من /677/ ألف عام 2014 إلى / 755 / ألف قادم عام 2015 معظمهم من دول الجوار ، فوصل عدد القادمين من دول الجوار إلى 658 ألف قادم عام 2015 ، بينما كان عام 2014 نحو / 611 / ألف قادم بنسبة ارتفاع +8% وذلك حسب إدارة الهجرة والجوازات. ( أعداد القادمين من الجنسية العراقية ازدادت من 38 ألف عراقي عام 2014 لتصل إلى 74 الف عام 2015 بنسبة زيادة 93% ، أما القدوم من الجنسية اللبنانية فقد ارتفع من 560 ألف قادم عام 2014 إلى 571 ألف قادم خلال عام 2015 بنسبة زيادة 2% مما يشير إلى أن القدوم اللبناني حافظ على نفس المستوى خلال السنوات 2012 – 2015.
وتطرق اليازجي الى ان هي أبرز القطاعات التي تضررت في السياحة السورية ، قائلا : شملت المنشآت المتضررة /318/ فندقاً ومنشأة مبيت سياحي ، و /976/ منشأة إطعام وترفيه. وقد بلغ عدد المنشآت التي دمّرت بشكل كامل أو جزئي أو أصابتها الأضرار المباشرة /424/ منشأة سياحية .
واوضح ان سوريا تمتلك مخزونا" أثريا كبيرا" ففيها يوجد 14 ألف موقع أثري و65 قلعة . وقال : لا يخفى على أحد الاستهداف الممنهج لمدننا التاريخية ومواقعنا الأثرية من قبل العصابات المسلحة وتدميرهم للأوابد والمنشات السياحية والثقافية والبني التحتية وأعمال النهب والسرقة بهدف محو رموز هامة من تراث سورية الثقافي المتنوع ، لقد فقدت سورية خلال هذه الأزمة العديد من معالمها الأثرية والتاريخية والسياحية، ومن أهم المواقع التي تعرضت للتدمير مدينتي تدمر وحلب المسجلتين على لائحة التراث العالمي لليونسكو، فما حصل ويحصل في مدينة تدمر الأثرية من خراب ودمار على يد تنظيم داعش الإرهابي كتدمير معبد بعل شمين والهيكل والأعمدة المحيطة به وقوس النصر وتدمير ستة مدافن برجية ... أما في مدينة حلب القديمة فقد تم رصد ما يزيد عن 130 مبنى متضرراً ، وحوالي 15 منطقة متضررة داخل وخارج المدينة المسورة، بما فيها منطقة الأسواق التي تعتبر من اهم المعالم الاثرية والسياحة في المدينة فتعرضت للحريق والسرقة والتخريب ، وعمدت الجماعات المسلحة إلى تفخيخ أسفل المباني الأثرية في محيط القلعة بواسطة أنفاق حُفرت خصيصاً لهذا الهدف، مما أدى إلى دمار كبير في بعض المباني التاريخية والأثرية. وشار الى ان معلولا المدينة الوادعة تعرضت لعدوان الجماعات الإرهابية المسلحة المتمثل بسرقة الأجراس والأيقونات والخزائن البلورية التي حوت على قطعا أثرية نادرة إضافة إلى أبواب الأديرة والكنائس وغيرها ، والأشياء التي لم تتمكن من سرقتها قامت بتدميرها وحرقها في مكانها كالإيقونات الجدارية وتماثيل السيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء عليها السلام والشمعدانات التاريخية وغيرها ولا سيما عددا كبيرا ونادرا من الكتب والدراسات التي تخص لغة السيد المسيح عليه السلام اللغة الآرامية، لافتا الى انه حاليا ترميم الىثار في مدينة معلولها بعد تحريرها من قبل الجيش السوري./انتهى/
تعليقك