وكالة مهر للأنباء، الأستاذ صلاح الدين المصري: ثوابت الكرامة الوطنية : الدفاع عن السيادة و تحقيق العدالة الاجتماعية و مقاومة التطبيع مع العدو عدوالصهيوني " و الذين جاهدوا فينا لنهديّنهم ُسبُلنا "
تمر الذكرى العاشرة لانتفاضة الشعب التونسي ضد نظام الاستبداد و الظلم و العمالة في ظروف استثنائية محليا و عربيا و اسلاميا و عالميا، و زادتها جائحة كورونا سوءا و تأزما، و تناقضت التقييمات و التصورات في النظرإلى حدث الانتفاضة و الثورة، و اشتدت المحنة في ظل الأزمات المتلاحقة التي عصفت بتونس و الوطن العربي، و أصيب كثيرون بالندم على ما حدث و تحولت السنة الأخيرة من حكم نظام السابق إلى مرجعية على مستوى المؤشرات الاقتصادية و الاجتماعية و الأمنية، فما هي أهم الحقائق التي يمكن تثبيتها بعد عشر سنوات تونسيا و عربيا؟ و ما هي الآفاق الممكنة في ظل التحديات المتصاعدة ؟
1- يكاد يجمع التونسيون، رغم الاختلاف و التنسيب في التوصيف انه تم السطو على الحراك الثوري من طرف قوى الاستكبار العالمي و الامبريابية، و قامت بتصنيع جماعات إرهابية تكفيرية و أحزاب وظيفية مرتبطة بمافيات الفساد،فازداد الشعب فقرا و توسعت دائرة الفساد و برزت صور على درجة عالية من قبح التبعية و الخضوع للإملاءات الأجنبية، و وجد الشعب نفسه أعزلا في مواجهة ترسانة الأسلحة الناعمة الجديدة و رغم المحاولات المستمرة لاستعادة المبادرة، فإن القوى الوطنية السيادية لم تجد بعد السبيل الأقوم في هذه المواجهة العالمية الكبرى
2- في ظل مشاعر الهزيمة التي نرى اثرها على وجوه غالبية التونسيين ،فانه لا يمكن أن ننسى التضحيات الحقيقية التي قدمها الشعب التونسي، و جسدتها قوافل الشهداء الذين ارتقوا من اجل الكرامة الوطنية و الإسلامية، في مواجهة الاستبداد و الصهيونية و الإرهاب و جميع أشكال الاحتلال، و شهدت السنوات العشر الماضية ملاحم شعبية حقيقية في مواجهة الإرهاب التكفيري، تتصدرها مدينة بن قردان التي انتصرت على أحد المشاريع الكبرى لداعش في شمال افريقيا، في مارس 2016 وهي العملية التي أطلقوا عليها تسمية الرقة 2، وقدمت في ذلك قافلة شهداء و جرحى، و في نفس السنة استشهد القائد في كتائب عزالدين القسام، المهندس محمد الزواري، لقد انتصر الشعب التونسي كما هي الامة العربيةوالإسلامية على أحد اهم المخططات الامريكية و الصهيونية،ئلم يكن سهلا تحقيق النصر العسكري و الثقافي و الديني على الجماعات التكفيرية، و لكن التنظيم الذي توقعت له الولايات المتحدة الأمريكية عمرا يتجاوز ثلاثين سنة كما صرحوا بذلك لم يستطع لمدة عشر سنوات، و هنا يجب ان نطرح السؤال عبورا: لماذا تعايش الامة هزائمها و لا تحتفظ بانتصاراتها؟،
3- في توازن بين الرجاء و الخوف فانه يمكننا أن نستعيد كيف استمر شعبنا التونسي في جهاده الوطني من أجل حفظ كرامته طيلة السنوات رغم التحديات الكبرى التي واجهها، و قاده يقين فطري بالوعد الإلهي لكل مظلوم و مستضعف،حيث يجب أن يتّوج النضال و الجهاد بالنصر الإلهي ضد الظالمين و المعتدين، و يتحقق العدل و الإنصاف، و إيمكن في الذكرى العاشرة لتلك الانتفاضة الثورية، أن نضع أمام شعبنا البوصلة القرآنية التي تجعل جهاده و تضحياته العظيمة تنفتح على خط المدد الغيبي و النصر المستقبلي،
أولا: الدفاع عن السيادة الوطنية في مواجهة محاولات الاستكبار العالمي و الامبريالية التي تريد إخضاع الأمة الإسلامية و عموم المستضعفين، و السيادة تبدأ من القرار و تمتد لتشمل ساحات الفعل السياسي و الاقتصادي و الفلاحي و العلمي و السيبراني و العسكري و الأمني و غيرهم
ثانيا: التمسك بمطلب التنمية العادلة بما تحتويه من محاكمة الفاسدين في مختلف المجالات،و مقاومة جميع أشكال الفقر و الاحتياج، فقد عدّ رسوُل (صلى عليه و آله وصحبه وسلم)الفقر كفرا و يظهر العدل في تثبيت التوازن بين مختلف جهات الجمهورية التونسية و طبقات المجتمع و أجياله، و بلادنا تزخر بالثروات المعنوية و المادية، التي يمكنها أن تغني شعبنا التونسي اذا توفرت العدالة و ارادة التنمية.
ثالثا: مشاركة جهود ابناء الأمة الإسلامية في مقاومة العدو الصهيوني، ياشعب تونس العظيم، إن فلسطين هي عنوان الكرامة الوطنية و العربية و الإسلامية،و الكيان الصهيوني غدة سرطانية،كوفيد حقيقي منتشر وسط الأمة يعمل على إخضاعها و تدمير جميع مظاهر القوة فيها، و يحتل أرض الاسراء و المعراج، و مسؤولية الأمة الإسلامية كلها ان تشارك في مواجهة الصهيونية، و مسؤولية الجميع أن يعمل من أجل زوال الاحتلال الصهيوني و كيان ذلك الاحتلال، وهذا يقتضي في الحد الأدنى العمل لأجل تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني ضمن قانون، و نشر ثقافة المقاومة و دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار الظالم و الة الاحتلال الجهنمية، " و كان حّقا " علينا نصر المؤمنين.
/انتهى/
تعليقك