وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه و بحضور حشد من الدبلوماسيين والشخصيات السياسية ومندوبين عن الفصائل الفلسطينية في إیران، شُيّع جثمان السفير الفلسطيني السابق في طهران "صلاح الزواوي"، ووري جثمانه في مقبرة "جنة الزهراء"بالعاصمة طهران، بجوار زوجته "دلال الأعرج" رحمهم الله.
ووفقاً لمراسل وكالة مهر، أقيمت المراسم بحضور السفيرة الفلسطينية الحالية في إيران "سلام الزواوي"، والمتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "ناصر كنعاني"، ورئيس لجنة دعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني التابعة لديوان رئاسة الجمهورية في ايران "آية الله الشيخ محمد حسن أختري"، والسفير السوري في طهران "شفيق ديّوب"، ومدير الدائرة السياسية وممثل منظمة التحرير في دمشق " أنور عبد الهادي" وممثل حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية لدى طهران "ناصر أبوشريف"، وممثل حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في ايران "د.خالد قدومي"، وحشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية الهامة.
وفي صباح يوم الأربعاء 22 فبراير اجتمع المشيعون في مقبرة "بهشت زهراء" بالعاصمة طهران، وتقدّم رئيس لجنة دعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني "آية الله الشيخ محمد حسن أختري" للصلاة على المرحوم.
ومن جانبه، تقدم المتحدث باسم الخارجية الإيراني "ناصر كنعاني" بأحر العزاء إلى الشعب الفلسطيني، بوفاة المرحوم زواوي، مُشيداً بالدور الفعّال للسفير الفلسطيني السابق على مدى أربعة عقود من عمله في إيران.
وجاء في كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم، إنا لله و إنا إليه راجعون، بإسمي وبالنيابة عن وزير الخارجية الإيراني الدكتور "حسين أمير عبد اللهيان" والعاملين في وزارة الخارجية، أتقدم بالتعازي للشعب الفلسطيني العظيم وللحكومة الفلسطينية ولجميع المقاومين في فلسطين، ولسفيرة فلسطين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيدة "سلام زواوي" برحيل السفير المجاهد والثوري السيد "صلاح زواوي"، وأدعوا الله أن يمن على روح المرحوم بالسكينة الأبدية وأن يجعل الجنة مثواه.
لقد مثّل الدبلوماسي والمجاهد السيد "صلاح زواوي" الشعب الفلسطيني لسنوات عديدة في السفارة الفلسطينية بطهران، وكان لديه دور مهم ومؤثر بما يخص القضية الفلسطينية، ولُقِبَ ب"شيخ السفراء" لما له من دور كبير وطويل في هذا الصدد.
كان المرحوم يؤمن بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وبهذا الإيمان عاش في إيران بصفة سفيراً لأربع عقود من الزمن، وقدم روحه في هذا الطريق.
ونقل المتحدث باسم الخارجية، رسالة وزير الخارجية الإيرانية السيد "حسين أمير عبد اللهيان" والتي جاء فيها :"آمل أن نشهد في المستقبل القريب ثمرة عقود عديدة من الجهاد والنضال لأبناء الشعب الفلسطيني المجاهد، بمن فيهم المرحوم صلاح الزواوي، وأن نشهد التحرير الكامل لهذه الأرض المقدسة من براثن الاحتلال الصهيوني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة عاصمتها القدس الشريف".
ومن جانبها تقدمت السفيرة الفلسطينية الحالية في إيران السيدة "سلام زواوي" بأسمى عبارات الشكر والامتنان لكل من شاركهم بمصابهم، داعية المولى بالعزة والسلامة للجميع.
وجاء في كلمتها:
أتقد بالاحترام والشكر والتقدير لإيران حكومة وشعباً، وعلى رأسها قائد الثورة الإٍسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دامت بركاته، لدعمهم الكبير للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وأيضاً أشكر وزير الخارجية الإيراني الدكتور "حسين أمير عبد اللهيان" على رسالة العزاء التي قدّمها لنا وأيضاً الشكر موصول لباقي المسؤولين والدبلوماسيين الإيرانيين والعرب كلٌ باسمه، ولممثلين حركة حماس والجهاد الإٍسلامي ولجميع الأفاضل الحاضرين في مراسم تشيع والدي في هذا اليوم، قدومكم واسانا في مصابنا.
أدعوا الله أن يمن عليكم جميعاً بالسلامة والعزة وطول العمر.
ومن جانبه توجّه رئيس لجنة دعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني التابعة لديوان رئاسة الجمهورية في ايران "آية الله الشيخ محمد حسن أختري" بالعزاء للشعب الفلسطيني بهذا الحدث الجلل، مؤكداً على دور المرحوم "صلاح الزواوي" في سبيل القضية الفلسطينية
وجاء في كلمته:
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، بإسمي، وبإسم الرئيس الإيراني آية الله السيد "إبراهيم رئيسي"، وجميع أبناء الشعب الإيراني، أُعزّي بوفاة هذا السفير المجاهد، هذا الإنسان المؤمن والمخلص لهدفه وعقيدته، الذي كان بمثابة جبهة لوحده للقضية الفلسطينية، وكان مدافعاً شرساً عنها، ومنذ أن تعرفت عليه قبل 30 عام تقريباً كان المرحوم حساساً جداً بشأن القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، وكان قوياً وذو علم كبير بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وحاضراً لتقديم روحه في سبيلها، إضافة لكونه داعماً لكل المجاهدين في هذا الطريق، ووقف شامخاً بكل ما يملك لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وتحرير المقدّسات.
وأشار آية الله أختري إلى أن المرحوم "صلاح زواوي" كان يكن الاحترام والتقدير للجمهورية الإسلامية الإيرانية و للإمام الخميني (ره)، ولقائد الثورة الإسلامية آية الله السيد "علي خامنئي"، وأن المرحوم زواوي كان يؤمن أن طريق الإمام طريقاً صحيحاً، لذلك كان يدعم الجمهورية الإسلامية بكل وجوده.
ومن جانبه أكد ممثل مجلس الشورى في مراسم العزاء أن طريق المرحوم "صلاح زواوي" مستمر حتى التحرير الكامل لفلسطين.
وجاء في كلمته:
إنا لله وإنا إليه راجعون، بالنيابة عن رئيس مجلس الشورى الإٍسلامي وأعضاء المجلس، أتوجه بالعزاء لعائلة المرحوم ولكل المجاهدين الفلسطين برحيل هذا المجاهد القديم الذي بذل جهداً كبيراً في سبيل القضية الفلسطينية، في العديد من البلدان، وأيضاً في الفترة التي كان فيها سفيراً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي كان لديه محبة كبيرة للإمام الخميني رحمة الله عليه وقائد الثورة الإسلامية دام ظلّه".
مضيفاً: "بإذن الله طريقهم مستمر حتى تحرير القدس الشريف والصلاة في الأٌقصى".
وبدوره ذكر مدير الدائرة السياسية وممثل منظمة التحرير في دمشق " أنور عبد الهادي" بعض محاسن المرحوم "صلاح زواوي" مؤكداً أنه كان بمثابة قائد وطني كبير علّم الكثيرين معنى الصمود والتمسك بالأرض.
وجاء في كلمته:
هذا اليوم من أصعب أيام حياتي، إن الشهيد الكبير صلاح الزواوي، قائد وطني كبير، هو من علمنا الصمود والتمسك بالأرض، تربينا على أياديه، حقيقة لم نجد إنسان إلا يقدره ويحترمه، هو شهيد فلسطين والأمة الإسلامية، اليوم فلسطين تخسر قائد كبير جداً، رحمه الله وأدخله فسيح جناته.
وباسم الرئيس الفلسطيني الذي تألم كثيراً لفقدان الراحل صلاح زواوي؛ والذي كان صديقاً له وعاش معهُ فترات طويلة في سورية الشقيقة، أتوجه بالشكر لإيران؛ البلد المناضل الذي يتمسك بالقضية الفلسطينية ولا يفرط بها ويدفع ثمنا غاليا من أجل فلسطين، وشكراً لكل الأشقاء والسفراء العرب ولكل من حضر، وإن شاء نلتقي في القدس محررة والسلام عليكم.
وتُقام مراسم عزاء المرحوم "صلاح الزواوي" عصر اليوم الجمعة، في مسجد أمير المؤمنين (ع) من الساعة الثالثة وحتى الرابعة والنصف، شارع "دز اشيب"، حارة "نجابت جو".
وشغل الراحل "صلاح الزواوي" منصب سفير دولة فلسطين في إيران في الفترة مابين 1981_ 2022م، و هو ثاني سفير فلسطيني لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انتصار الثورة في إيران، خلفاً ل"هاني الحسن" الذي كان أول سفير لمنظمة التحرير الفلسطينية في إيران، بعد استلامه مكاتب البعثة التابعة للاحتلال في طهران من قيادة الثورة الإيرانية.
وكان المرحوم الزواوي عضواً مؤسساً لحركة فتح، إضافة لشغله منصب سفير منظمة التحرير الفلسطينية لدى الجزائر عام 1968، وفي عام 1975 كان سفيرًا لدى البرازيل، ومن 1977 إلى 1979 كان سفيرًا لدى كينيا.
وتولّت السيدة "سلام الزواوي"، منصب سفيرة فلسطين لدى طهران في يناير / كانون الثاني عام 2022 للميلاد.
ويحظى المرحوم "الزواوي" بشعبية ومحبة كبيرة في الوسط الدبلوماسي، لما كان يتمتع به من ثباتٍ على القضية، ولينٍ في الخُلق ويُسرٍ في المُعاملة، ولُقِّبَ بشيخ السفراء نظراً لطول المدة التي قضاها في مهمته، مدافعاً عن قضيته، ثابتاً على مبادئه، داعماً للحق.
/انتهى/
تعليقك