وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان الرئيس الإيراني، حجة الاسلام السيد ابراهيم رئيسي، غادر العاصمة الايرانية طهران متجهاً إلى جاكرتا، في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس الإندونيسي.
ويرافق الرئيس الايراني في هذه الزيارة حجة الإسلام "محسن قمي" نائب مدير العلاقات الدولية في مكتب قائد الثورة ، و "محمد مخبر" النائب الأول للرئيس، غلام حسين إسماعيلي ، رئيس مكتب الرئاسة الايرانية، ومحمد جمشيدي ، النائب السياسي لمكتب الرئيس، ومجموعة من المسؤولين.
ووصف وزير الخارجية الإيراني، في مقاله، زيارة رئيس الجمهورية إلى إندونيسيا كبداية لفصل جديد من العلاقات الثنائية، معتبرا هذه الزيارة منعطفا في هذه العلاقات.
وقال اميرعبداللهيان: "الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد إبراهيم رئيسي، إلى جاكرتا، والتي ستتم تلبية لدعوة رسمية من نظيره الإندونيسي، جوكو ويدودو، ليست فقط نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين البلدين، بل انها تمثل بداية فصل جديد في العلاقات بين هذين الشعبين العظيمين".
وأضاف: "ان مكانة البلدين في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا، والقواسم المشتركة الثقافية والحضارية، وإمكانيات التعاون العديدة في مختلف المجالات، إلى جانب المتطلبات الجديدة للنظام الدولي، تبشر بفتح حقبة جديدة في تأريخ العلاقات بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل والتفاهم".
وتابع: "اليوم تدخل العلاقات الدبلوماسية بين إيران وإندونيسيا عقدها الثامن، في حين أن العلاقات بين الدولتين العظيمتين لها جذور عميقة في التاريخ... تمكن شعبي البلدين، منذ قرون، من إقامة علاقات عميقة مع بعضهما البعض من خلال الإسلام، كما كان بين العلماء والمفكرين المسلمين الإيرانيين والإندونيسيين تفاعلات مفيدة في القرون الماضية".
وشدد: "تعتبر الروابط اللغوية بين البلدين دليلاً آخرا على التفاعلات التاريخية بين شعبي البلدين في جميع أنحاء آسيا، حيث ان وجود عدد كبير من الكلمات الفارسية في اللغة الإندونيسية والأصول المشتركة مثل الإمام محمد الغزالي دليل على عمق العلاقات التاريخية بين هذين البلدين، والتي وفرت الأساس لتعميق هذه العلاقات".
وصرح: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي أهمية خاصة لتطوير العلاقات مع إندونيسيا في إطار سياسة خارجية متوازنة وذكية ومنشطة، ولحسن الحظ، فإن هذه الإرادة موجودة لدى الجانبين، وسلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية إندونيسيا مصممة على إنشاء البنية التحتية والمرافق اللازمة لتطوير علاقتهما في مختلف المجالات".
وأضاف: "إجراء المفاوضات بين البلدين ستشمل مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، حيث انها تسعى إيران وإندونيسيا إلى تعميق التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والطاقة والعلمية والتكنولوجية والثقافية والبرلمانية والأمنية".
وذكر: "انه على الرغم من وجود العلاقات الثنائية الممتازة والتعاون البناء والدعم المتبادل في المحافل الدولية، يجب الاعتراف بأن حجم العلاقات التجارية بين الجانبين أقل من المتوقع بالنظر إلى القدرات الحالية؛ لذلك، زيارة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له إلى جاكرتا ستوفر فرصة ثمينة للقطاعين العام والخاص في البلدين للتعرف على القدرات الاقتصادية والتجارية لبعضهما البعض".
وقال: "إن العلاقات بين إيران وإندونيسيا في إطار التعاون بين دول الجنوب، متجذرة في التاريخ وتظهر النهج المشترك بينهما لخلق عالم متوازن، وإظهار مواقف مشتركة بشأن القضايا الإقليمية والدولية والإسلامية، كما تتواصل المفاوضات بين الجانبين في هذا المجال".
وأكد: "إدراكًا منا لضرورة تعزيز العلاقات الإقليمية، فإننا نقدر أداء مجموعة "الآسيان" ونؤكد على رغبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تطوير العلاقات مع الدول الأعضاء الأخرى في هذه الكتلة الإقليمية في إطار معاهدة الصداقة والتعاون التي وقعتها كلا الجانبين في عام 2017".
وقال: "نحن نعتبر رئاسة إندونيسيا في الآسيان فرصة جيدة لتطوير العلاقات مع الدول الأعضاء الأخرى في هذه المجموعة التقدمية؛ كما نرحب بإمكانية التواصل الإقليمي بين الآسيان ومنظمة التعاون الاقتصادي في غرب آسيا".
وتابع: "ان قضايا مثل الحاجة إلى وحدة الدول الإسلامية، وتعزيز الوجه الحقيقي للإسلام في العالم، ومحاربة التطرف وكراهية الإسلام ودعم مصالح مسلمي العالم، بما في ذلك شعب فلسطين المظلوم، هي من بين القضايا التي تتماشى مع السياسة الخارجية للبلدين، وبناءً على هذا الأساس، نعتقد أن دول الشرق الأوسط، كبيئة تضم أكبر عدد من الدول الإسلامية، يمكنها التغلب على سوء التفاهم القائم وإقامة نظام داخل المنطقة من دون تدخل القوى غير الإقليمية، ولتحقيق هذا الهدف، تجري مفاوضات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية... نحن نعتقد أن البلدين قد سلكا الطريق الصحيح وهذا التفاهم سيحقق نتائج ملموسة لاستقرار وازدهار المنطقة والعالم الإسلامي".
وشدد: "ان العالم الإسلامي، باعتباره كتلة مؤثرة في المعادلات العالمية، يحتاج إلى مزيد من التقارب لخلق فرص التوافق والتآزر وإنتاج الأفكار المبتكرة لصالح الأمة الإسلامية العظيمة، ولا شك أن الدول التي لها مكانة بارزة في العالم الإسلامي يمكن أن تكون رائدة في تحقيق مصالح هذه الأمة؛ لذلك، ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعزيز التعاون مع إندونيسيا كواحدة من الدول الإسلامية الرئيسية والمؤثرة في العالم."
وأردف قائلا: "من وجهة نظرنا في الجمهورية الإسلامية، ان الآن قد تم تهميش النزعة الأحادية السائدة في العالم والقضاء على آثارها الضارة على السلم والأمن العالميين، من خلال ظهور الآليات المتعددة الأطراف، وبعبارة أخرى، فإن أمن النظام الدولي ليس "امريا" بطبيعته وقد أصبح "تآزريًا" و "تشاركيًا" مع مشاركة الأقصى الجهات الفاعلة".
وأضاف: "ان مؤسسو مؤتمر باندونغ التاريخي ومؤيدو نموذج عدم الانحياز، قد تحركوا، منذ عقود، في هذا الاتجاه بشكل صحيح وأعربوا عن معارضتهم لأي قطبية تهدد السلام والاستقرار العالميين... وفي ظل الظروف الدولية الجديدة، يمكن للدول النامية والناشئة أن تلعب دوراً بناءً في ضمان السلام والاستقرار العالميين في مجال الأمن الغذائي وأمن الطاقة من خلال التعاون والجهود المشتركة".
وقال: "في الختام، أود أن أؤكد مرة أخرى على الالتزام الجاد لسلطات إيران بتطوير العلاقات مع إندونيسيا الشقيقة والصديقة... الإندونيسيون طيبون للغاية ويسعدني أن أرافق الرئيس الإيراني في زيارته القادمة إلى إندونيسيا". وختم بقوله: "أتمنى السعادة والرفاهية والتقدم للحكومة الإندونيسية ولشعب هذا البلد العظيم".
يذكر انه سيغادر رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الليلة، طهران متوجها إلى جاكرتا، بهدف تعميق وتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين إيران وإندونيسيا، على رأس وفد اقتصادي - سياسي رفيع المستوى.
/انتهى/
تعليقك