٠٢‏/٠٩‏/٢٠٢٤، ٩:١٠ ص

المظاهر الأخلاقية لحكومة النبي (ص) وضرورة الاقتداء به في جميع الأبعاد

المظاهر الأخلاقية لحكومة النبي (ص) وضرورة الاقتداء به في جميع الأبعاد

كان من المظاهر الأخلاقية لحكومة النبي الأعظم (ص) هي انتشار العدل في المجتمع، وكان أول شعار للنبي (ص) أن معيار تفوق البشر عند الله ليس عربيا ولا عجميا ولا أسود ولا أبيض.

وكالة مهر للأنباء - يصادف الثامن والعشرون من صفر المظفر ذكرى وفاة نبي الرحمة للعالمين سيدنا محمد مصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. لذا نريد ان نسلط الضوء على اهم جوانب حياة النبي. من أهم جوانب حياة النبي طريقة حكومته على الناس للوصول بهم إلى أفق السعادة. لقد جذب النبي الاعظم (ص) الناس إليه بوضع عدة عناصر رئيسية وأساسية في مجال الأخلاق.

أول رأس مال قدمه النبي محمد (ص) للناس في حكومته هو الأخلاق الحميدة، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: " ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك ".

نشأ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من أول أمره إلى آخر لحظة من لحظاته متحلياً بكل خلق كريم، مبتعداً عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس، وأفصحهم لساناً، وأقواهم بياناً، وأكثرهم حياءً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق والعفاف، أدبه الله فأحسن تأديبه، فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأكملهم قوة وشجاعة، وأصدقهم حديثاً، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة، ويكفيه شهادة ربه عز وجل له بقوله:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } .

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وآله وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق، ومن ثم كانت مكارم الأخلاق، سمة بارزة في قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وفعله وسيرته .

ومن المظاهر الأخلاقية الأخرى لحكومة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم انتشار العدل في المجتمع، وكان أول شعار للنبي صلى الله عليه وسلم أن معيار التفوق للبشر عند الله ليس ان يكون عربياً ولا عجمياً ولا أسوداً ولا أبيضاً، ولكن أعز الناس عند الله تعالى هو أتقى الناس، وهذه النظرة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أضاءت مصباح الأمل في قلوب الأشخاص الذين وقعوا في فخ عدم المساواة وحكم عليهم بالقمع والتمييز. وعندما يرى هؤلاء أنه ليس هناك مكان للظلم أو التمييز في أدبيات رسول الله (ص) الدينية، يميل إليه كثيرون منهم.

رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعتبر رسالة عالمية

"وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم". والآية السابعة من سورة الشورى تقول: " وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير". فالذي يُفهم من هاتين الآيتين، حسب المنطق، هو أن الله لا يرسل رسولاً لأمة إلا بلسانها، ولما أرسل محمداً بلسانٍ عربي لينذر أم القرى، أي مكة، ومن حولها، يكون المقصود بالرسالة هم العرب. ولكن في سورة أخرى يخبرنا القرآن أن الاسلام اُنزل مصدقاً ومتمماً للكتب التي سبقته، وكذلك أرسل الله محمداً بالإسلام ليظهره على الدين كله. أي بمعنى آخر، أرسل محمداً لكل البشر رغم أن القرآن نزل باللغة العربية.

وكون القرآن نزل بلغة العرب التي كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتكلم بها لا يفيد خصوص رسالته بالعرب، بل إنما نزل بلغتهم لكونهم هم أول من تلقى الرسالة، وهم المكلفون في أول الأمر بالدعوة إليها وتبليغها. ولأن الرسالة الخاتمة العالمية لا يمكن أن تكون بجميع اللغات، فاختار الله لها أشرف اللغات وهي اللغة العربية، وأما غير العرب فلا بد أن تبلغهم رسالة الله تعالى إما بأن يعلموا لغة العرب، أو تترجم لهم النصوص إلى لغاتهم، وهذا ما حدث في القرون الأولى، حيث عرضت الدعوة على الناس كافة فآمن الكثير منهم، وتفقهوا في الدين وأتقنوا اللغة العربية، ففهموا القرآن وصاروا أئمة في الدين والفقه واللغة، والأمثلة على ذلك أكثر وأشهر من أن تحتاج إلى ذكر أو بيان.

صبر وتواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم

إن الحديث عن صبره عليه الصلاة والسلام، هو في حقيقة الأمر حديث عن حياته كلها، وعن سيرته بجميع تفاصيلها وأحداثها، فحياته صلى الله عليه وآله وسلم كلها صبر ومصابرة، وجهاد ومجاهدة، ولم يزل عليه الصلاة والسلام في جهد دؤوب، وعمل متواصل، وصبرٍ لا ينقطع، منذ أن نزلت عليه أول آية، وحتى آخر لحظة في حياته .

لقد عرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طبيعة ما سيلقاه في هذا الطريق، منذ اللحظة الأولى لبعثته، وبعد أول لقاء بالملك.

ومن المواقف التي يتجلّى فيها صبره عليه الصلاة والسلام، ما تعرض له من أذى جسدي من قومه وعشيرته وهو بمكة يبلغ رسالة ربه.

ولم يكن صبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقتصراً على الأذى والابتلاء، بل شمل صبره على طاعة الله سبحانه وتعالى حيث أمره ربّه بذلك في قوله : { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } ( الأحقاف : 35 ) ، وقوله : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ( طه : 132 ) ، فكان يجتهد في العبادة والطاعة حتى تتفطّر قدماه من طول القيام، ويكثر من الصيام والذكر وغيرها من العبادات، وإذا وكان شعاره في ذلك : أفلا أكون عبدا شكورا ؟

لقد كانت وقائع سيرته صلى الله عليه وآله وسلم مدرسة للصابرين، يستلهمون منها حلاوة الصبر، وبرد اليقين، ولذة الابتلاء في سبيل الله تعالى .

/انتهى/

رمز الخبر 1948113

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha