وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنَّ "إبراهيم رضائي" قال حول جلسة البرلمان التي ناقشت أبعاد المفاوضات الأخيرة مع الدول الأوروبية الثلاث: "عُقدت هذه الجلسة بحضور السيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، والسيد غريب آبادي، نائب وزير الخارجية للشؤون الدولية. وقد تناول الاجتماع المفاوضات الأخيرة التي أجرتها وزارة الخارجية مع الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) والتي جرت في جنيف."
وأضاف "رضائي": "ذكر السيد تخت روانجي أن الهدف الأساسي من هذه المفاوضات هو الحفاظ على مكتسبات الثورة الإسلامية، وأكد أن هذه الاجتماعات كانت تقتصر على الحوار وتبادل وجهات النظر، دون الدخول في مفاوضات رسمية بمعناها الكامل، لأنه لم يكن هناك نص محدد للتفاوض عليه. كما أشار إلى أن الأوروبيين لم يفوا بتعهداتهم بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وكان الهدف من هذه الحوارات تحديد الإطار العام للقضايا المطروحة."
وتابع: "تطرق تخت روانجي إلى أن هذه الحوارات تناولت قضايا متنوعة، بما في ذلك الملف النووي، والقضايا الإقليمية مثل الوضع في لبنان، وبعض الهواجس الأوروبية مثل أزمة أوكرانيا. كما أُثيرت خيارات إيران في حال إعادة تفعيل آلية الزناد (سناب باك)، وذكر أن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) هو أحد الخيارات المطروحة. وأعلن أن هناك احتمالية لعقد جولة أخرى من المباحثات مع أوروبا، ولكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد."
وأكد رضائي: "تمت جميع هذه الإجراءات ضمن إطار النظام وبعيدًا عن التفاؤل غير الواقعي، وبموجب التصاريح اللازمة، ولم تكن هذه الحوارات مخالفة لتوجيهات قائد الثورة."
المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية قال: "في استمرار الجلسة، قدّم السيد "غريب آبادي"، نائب وزير الخارجية للشؤون الدولية، توضيحات. وأوضح أن المفاوضات الرسمية لم تبدأ بعد، وأن معظم الحوارات الأخيرة ركزت على القضايا النووية والعقوبات الظالمة المفروضة على الشعب الإيراني. "غريب آبادي" وجّه انتقادات شديدة للإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدول الأوروبية، بما في ذلك فرض عقوبات على الملاحة البحرية وشركة الطيران الإيرانية، والبيان الأخير حول الجزر الثلاث الإيرانية، وقرار مجلس المحافظين. كما أكد أنه لم يتم الدخول في تفاصيل في هذه الحوارات، وستستمر المفاوضات لتحديد الأطر والتفاصيل، ولكن في الوقت الحالي لم يتم إعداد نص للتفاوض. وأضاف غريب آبادي أن تجربة المفاوضات السابقة مع الغرب ماثلة أمام أعيننا، وسيتم الاستفادة من هذه التجارب لتجنب تكرار الأخطاء السابقة.
وأوضح "رضائي": أن أعضاء لجنة الأمن القومي بدورهم قدموا ملاحظاتهم في هذه الجلسة، وأعرب معظم النواب الحاضرين في اللجنة عن قلقهم الجدي تجاه المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث ووجهوا العديد من الانتقادات. كان من أبرز القضايا المطروحة تكراراً هو أن هذه الحوارات لم تحقق مكاسب للبلاد ولا يمكن أن تعود بالفائدة الاقتصادية على الشعب الإيراني. وأشار النواب إلى السلوكيات العدائية من قبل أوروبا، بما في ذلك التنسيق مع الولايات المتحدة في فرض العقوبات، وإصدار البيان بشأن الجزر الثلاث الإيرانية، والقيود المفروضة على القنصليات الإيرانية من قبل الحكومة الألمانية. وشددوا على ضرورة التعلم من تجربة الاتفاق النووي السابق، لتجنب تكرار الأخطاء الماضية.
النواب الحاضرون في اللجنة أعلنوا أيضاً أن التفاوض من أجل التفاوض ليس مقبولاً، وأي حوار يجب أن يحقق مكاسب اقتصادية واضحة للبلاد. كما تم التأكيد على أنه يجب عدم إرسال إشارات ضعف للطرف الآخر، ويجب أن تجري المفاوضات في إطار يحفظ الكرامة الوطنية والمصالح الاقتصادية الإيرانية، وأن يتم التنسيق مع البرلمان في هذا الشأن.
إبراهيم رضائي في ختام حديثه نقل عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية قوله: هناك عدة نقاط أساسية، من بينها أن محور الحوارات يجب أن يكون ضمن الأطر المعتمدة للنظام الجمهوري الإسلامي، ويجب تجنب التطرق إلى قضايا مثل حقوق الإنسان أو بعض الإنجازات الوطنية. وفيما يخص الملف النووي، يجب أن تقتصر المفاوضات على إطار قانون العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات، الذي يُعتبر المرجعية النهائية. وأضاف عزیزی أن المفاوضات يجب أن تُجرى من منطلق القوة، محذراً من التفاؤل المفرط تجاه الغرب أو إرسال إشارات ضعف خلال الحوارات. وأكد أن أوروبا لا تمتلك القدرة أو الاستقلالية اللازمة للتفاوض أو الحوار الفعّال.
/انتهى/
تعليقك