٢٦‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ١١:٢٢ م

إعلامية تونسية:

دعوة الإمام الخميني (ره) لإحياء يوم القدس العالمي مشروع ثاقب الرؤية للحفاظ على القضية الفلسطينية

دعوة الإمام الخميني (ره) لإحياء يوم القدس العالمي مشروع ثاقب الرؤية للحفاظ على القضية الفلسطينية

صرحت الكاتبة و الإعلامية ريم الوريمي، أن دعوة الإمام الخميني (رض) لإحياء "يوم القدس العالمي" هو مشروع ثاقب الرؤية للحفاظ على الذاكرة الجمعية و جعل القضية مستمرة لا تطمس في الوعي. وذلك بإحياء مشاعر التضامن بين المسلمين وجعل هذه القضية جزءًا لا يتجزأ من وجدان هذه الأمة الإسلامية.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: يوم القدس العالمي هو احياء الوعي الجمعي حول محورية ومركزية القضية الفلسطينية التي اعتبر الدفاع عنها جزءا من الهوية الاسلامية، وايضا يعتبر يوم القدس العالمي، خطوة هامة لتحويل القضية الفلسطينية من قضية إسلامية محلية إلى قضية إنسانية عالمية خاصة و أن البعد الإنساني هو بعد أساسي وجوهري للقضية الفلسطينية.

حول يوم القدس العالمي، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع، الكاتبة والاعلامية التونسية، ريم الوريمي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

هل ترون ان الامام الخميني (قدَّس الله سره) كان صاحب رؤية ثاقبة في التركيز على احياء قضية القدس في وجدان الشعوب الاسلامية؟ وهل كان بذلك يتوقع ما اصاب القضية من انهيار وتراجع في اهتمام الحكومات العربية عن حماية المقدسات والعمل على تحريرها؟

يعتبر الإمام الخميني (قدَّس الله سره) من الأشخاص القليلين الذين حملوا رؤية خاصة وثاقبة للقضية الفلسطينية فمن يقرأ و يدرس رؤيته يوقن أنه حمل رؤية وجدانية عندما ركز على إحياء قضية القدس في وجدان الشعوب الإسلامية.

وذلك لأنه أدرك أن القضية الفلسطينية لا تمثل مجرد صراع سياسي أو عسكري، بل هي قضية محورية تمس قلب العالم الإسلامي، وتعدُّ جزءًا من الهوية الإسلامية والعربية بل من الهوية الإنسانية كافة.
الإمام الخميني كان يرى أن تحرير القدس ليس فقط واجبًا دينيًا، بل هو قضية مصيرية للشعوب الإسلامية و إحياء يوم عالمي يحدد بآخر يوم جمعة من شهر رمضان هو إحياء للوعي الجمعي حول هذه القضية.

حمل الإمام الخميني نظرة جدا عميقة عن القضية الفلسطينية إذ جعل القضية الفلسطينية في قلب اهتمامات المسلمين على مستوى العالم و قرنها بشهر الصيام و الصفاء و السير لله و السعي لبناء الإنسان الكامل. فقرن الباطن في بناء الإنسان في شهر رمضان بالظاهر في بناء الجسد الواحد للأمة وجعل القضية تحيا باتصالها بهذا الشهر والسعي الروحاني فيه.

دعوته إلى "يوم القدس العالمي" هو مشروع ثاقب الرؤية للحفاظ على الذاكرة الجمعية و جعل القضية مستمرة لا تطمس في الوعي. وذلك بإحياء مشاعر التضامن بين المسلمين وجعل هذه القضية جزءًا لا يتجزأ من وجدان هذه الأمة الإسلامية.

أما في ما يخص توقع ما اصاب القضية من انهيار وتراجع في اهتمام الحكومات العربية عن حماية المقدسات والعمل على تحريرها: أظن أن الإمام الخميني كان مدرك لهذا الأمر ولهذه التحديات التي ستواجه القضية الفلسطينية وكان يعلم أن الأزمات الداخلية والخلافات السياسية بين الدول العربية، والتدخلات الخارجية، قد تؤدي إلى تراجع الاهتمام بالقدس.

ولذلك جعل من خطباته تسلسلا برمجيا بانيا لوعي وحدوي اسلامي وجهها الإمام الخميني إلى الوعي الشعبي و حفز بها الدعم الجماهيري الذي يؤمن به الإمام الخميني و يعلم أنه سيكون له التأثير الأكبر من الحكومات.
فسعى إلى بناء قاعدة شعبية إسلامية واسعة لدعم القضية، مؤمنًا بأن الأمة إذا توحدت حول هذه القضية، يمكنها أن تتجاوز التحديات السياسية والضغوطات الإقليمية والدولية.

وجسد كل هذا في " يوم القدس العالمي" لكي تظل القضية حية في ضمير الشعوب وتبقى دائمًا في صميم نضال الأمة الإسلامية حتى تحرير القدس عاصمة فلسطين.

بماذا تميزت مواقف السيد القائد الامام الخامنئي تجاه القضية الفلسطيني وتجاه القدس بالتحديد؟ وما هي الاضافات التي عزز بها سماحة المرشد هذا الجهاد من اجل فلسطين والجهود التي قدمها لتعزيز مكانة القدس وابقاء قضيتها حية في وجدان الامة؟

أهم ما يجب الإشارة إليه في ما يتعلق بمواقف السيد القائد الخامنئي (دام ظله) تجاه القضية الفلسطينية أنه استمر بوفاء على نهج الإمام الخميني فقد واصل تبني القضية الفلسطينية على مستوى السياسات الداخلية والخارجية، مع تعزيز موقف إيران الثابت في دعم حركات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني و كذلك تأكيد دعمها المستمر للمظلومين في فلسطين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

و إن دل هذا على شيء فهو يدل على قناعة راسخ في وجدان السيد القائد الخامنئي بضرورة الوقوف إلى جانب القضايا العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين الحبيبة.

و لهذا تميزت مواقفه بتصعيد الالتزام العميق والمستمر بالحقوق الفلسطينية، وقد أكّد مرارًا على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة الإسلامية وانعكس هذا الالتزام العميق عبر العديد من الأبعاد:
أولها التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني:
حيث دعى الإمام الخامنئي مرارا و تكرارا على ضرورة دعم حقوق الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا على أن فلسطين ستبقى جزءًا لا يتجزأ من الأمة الإسلامية، وأن حق العودة للفلسطينيين لا يمكن التفريط فيه.
ثانيا الدعوة للمقاومة و دعم الانتفاضات الفلسطسنية:
دعى ودعم السيد القائد الخامنئي جميع أشكال المقاومة والانتفاضات الفلسطينية التي تهدف إلى تحرير فلسطين، سواء كانت انتفاضات شعبية أو مسلحة، مشيرًا إلى أن تلك الانتفاضات تؤكد قوة الإرادة الفلسطينية وتحديها للاحتلال.
ولم تقتصر دعوته على المقاومة المسلحة بل دعى للمقاومة ضد كل مظاهر الهدم و التضليل التي تهدف إلى محو القضية الفلسطسنية من الوعي الجمعي، مشيرًا إلى أن المقاومة المسلحة هي الطريق الأسمى لاستعادة الحقوق الفلسطينية و أن المقاومة الفردية و الفكرية هي السبيل الأقوى للحفاض على القضية الفلسطينية في وجدان الأمة وتأجيج ضمائر الشعوب. كما أكد على أن المقاومة لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، بل يجب أن تكون مسؤولية كل الأمة الإسلامية.

ثالثا أكد السيد القائد على القدس عاصمة فلسطين:
ففي مواقف متعددة، أكد الإمام الخامنئي على أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، وأن أي محاولة لتغيير هذه الحقيقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو القوى الغربية لا يمكن قبولها. وقد عزز هذا الموقف عبر مواصلة إحياء فعاليات "يوم القدس العالمي" في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، الذي يمثل دعوة شعبيّة عالمية لدعم قضية القدس وفلسطين و ترسيخ القدس عاصمة لفلسطين في وعي الشعوب العربية و الأسلامية.


احياء يوم القدس صار مناسبة لخروج المسلمين وغير المسلمين في العالم لاظهار مواقفهم المؤيدة للحق الفلسطيني والمنددة بالاحتلال وجرائمه وعدوانه.. فهل ترون اهمية لتحويل هذه القضية الاسلامية الى قضية عالمية تعني كل دعاة الحرية وحقوق الانسان في العالم؟ وهل اعلان يوم القدس العالمي كان يستهدف هذه الغاية التي تظهر اليوم من خلال مناهضة الصهيونية واحتلال فلسطين ؟

من المؤكد، أن إحياء يوم القدس العالمي هو خطوة هامة لتحويل القضية الفلسطينية من قضية إسلامية محلية إلى قضية إنسانية عالمية خاصة و أن البعد الإنساني هو البعد الحقيقي للقضية الفلسطينية. فالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين يتخطى الحدود الجغرافية والدينية ليكون انتهاكًا لحقوق الإنسان و ظلم ضد المستضعفين و تعديا على كرامتهم و من الواجب الدفاع على هذه الحقوق. ولا يتوقف هذا الواجب على الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين فحسب بل يجب أن يشمل جميع أحرار العالم ودعاة حقوق الإنسان، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين هو دفاع عن الحقوق الإنسانية العالمية ضد الظلم والاحتلال.

لايخفى علينا أن دول الاستكبار و العدو الصهيوني يسعى جاهدا لتهميش القضية الفلسطينية، ولذلك أصبح تحويل هذه القضية إلى قضية عالمية واجب حتمي لضمان عدم تهميشها في ظل الانشغال بقضايا أخرى. فيوم القدس العالمي يمثل منصة تعبير عالمية عن رفض الاحتلال الإسرائيلي ووسيلة داعمة للحقوق الفلسطينية، مما يساهم في إبقاء القضية في دائرة الضوء على مستوى عالمي.

و أيضا توحيد الإنسانية على قضية جوهرية تعارض الظلم هو توحيد للقوى إن كانت إسلامية أو غير اسلامية وتعزيز للتضامن الدولي في مواجهة السياسات الاستعمارية والاحتلال مما يشجع التكاتف بين مختلف الشعوب والحركات التي تسعى لتحقيق العدالة.

و لهذا يوم القدس العالمي مهم جدا لبناء هذا التكاتف ولمناهضة الصهيونية باعتبارها تهديدًا للسلام العالمي فمثل هذا اليوم لا يستهدف فقط الاحتلال الإسرائيلي، بل يعكس رفضًا أوسع لظاهرة الصهيونية كإيديولوجية توسعية ومهيمنة وفضح لجرائمها المرتكبة ضد الإنسانية.
من المهم الإشارة أن تحويل هذه القضية الاسلامية الى قضية عالمية يعطي أكثر مشروعية للمؤسسات والحركات و الحملات الدولية التي تعارض الكيان الصهيوني و تروج لحقوق الفلسطسنيين و يمكنها من أن يُنظر إليها كجزء من جهد عالمي للضغط على الدول التي تدعم إسرائيل أو تتواطأ معها.

في اغسطس اب عام تسعة وسبعين دعا الامام الخميني الى احياء يوم القدس.. ومما جاء في دعوته قوله: وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين.. هل ساهم هذا اليوم في تعزيز مكانة القضية الفلسطيني دوليا؟ وهل استفاد الشعب الفلسطيني من ذلك؟

مما لا يقبل الشك أن دعوة الإمام الخميني في سنة 1979 لإحياء يوم القدس العالمي كانت خطوة محورية في تعزيز مكانة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي فقد مر بالقضية الفلسطينية من وعي المسلمين إلى الوعي الجمعي الدولي.

هذا اليوم في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك و الذي يسلط الضوء على أهمية القدس كعاصمة لفلسطين في سياق القضية الشاملة هو دعوة من الإمام الخميني لاثبات الهوية الفلسطينية بين الدول العالمية وهو وقوف حقيقي ضد كل التغييرات التي يقوم بها الصهاينة للمحو التدريجي للهوية و لذلك أصبح لهذا اليوم دور كبير في تعزيز الوعي العالمي حول فلسطين و عاصمتها و هويتها والحفاظ على القضية الفلسطينية حية في الوجدان العالمي وجعلها قضية لا تقتصر فقط على المسلمين، بل تهم جميع أحرار العالم.

فأصبح هذا اليوم فرصة للتضامن مع الشعب الفلسطيني من قبل جميع دعاة الحرية وحقوق الإنسان و أصبح يلعب دورًا في تحفيز حركة التضامن و الدعم الدولية التي تشمل العديد من الحركات غير الحكومية والمنظمات المدنية التي تدعو لإنهاء الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة مما وسع رقعة التأييد لهم و الاعتراف بهويتهم و عاصمتهم وبحقهم للدفاع عن أنفسهم ضد الاحتلال.

أما في ما يخص استفادة الشعب الفلسطيني من هذا اليوم التضامني لعالمي فلا شك أن الشعب الفلسطيني استفاد من هذا اليوم عبر تقوية موقفه في المحافل الدولية. ودليل ذلك أن العديد من الحكومات والمنظمات الشعبية وقفت وقفة حقيقية مع حقوق الفلسطينيين دوليا وأصبحت القضية الفلسطينية أكثر حضورًا في الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، مما يعزز موقف الفلسطينيين في مواجهة السياسات الإسرائيلية و يزيد الضغط على إسرائيل. فعلى الرغم من استمرار الاحتلال، إلا أن هذا اليوم أسهم في رفع مستوى الوعي العالمي، مما كان له دور في فرض عقوبات على إسرائيل في بعض الحالات ودعم قضايا فلسطينية على الصعيدين الحقوقي والسياسي.

إذا حقيقة الشكر موصول إلى الإمام الخميني و إلى السيد القائد الخامنئي من بعده على مواصلة احياء هذا اليوم العالمي و يكفي أن يكون هذا اليوم مناسبة لتمتين وحدة المسلمين في وجه التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني. فرغم فرقتنا استطاع الإمام الخميني أن يجد ما يجمعنا عبر هذا اليوم الذي يجمع مختلف المذاهب والبلدان في مواجهة واحدة على قلب رجل واحد ضد عدو واحد، مما يعزز الشعور بالانتماء المشترك للأمة الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية.

#يوم_القدس_العالمي
#علی_العهد_يا_قدس

/انتهى/

رمز الخبر 1955887

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha