وكالة مهر للأنباء- استشهد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، سادس أئمة الشيعة، في الخامس والعشرين من شوال عام ١٤ هـ، في عهد الخليفة العباسي المنصور.
استمرت إمامته ٣٤ عامًا، تزامنًا مع تراجع الخلافة الأموية وصعود العباسيين الأوائل، السفاح والمنصور الدوانيقي.
استغل الإمام الصادق ضعف الدولة الأموية، فوسع نشاطه العلمي، واستقطب ما يُقدر بأربعة آلاف طالب وصحابي، روى كثير منهم الأحاديث.
يُنسب إليه جزء كبير من أحاديث الشيعة. خلال هذه الفترة من عدم الاستقرار السياسي، أحيا الإمام الصادق (عليه السلام) الأحاديث النبوية، ونشر الثقافة الإسلامية، وأنشأ أجيالاً من علماء الشيعة المؤثرين.
تخرّج في مدرسته الفقهية أكثر من أربعة آلاف طالب في مختلف التخصصات، بما في ذلك الفقه، والتفسير، وعلم الكلام، والحديث، والعلوم التجريبية.
أدت جهود الإمام الصادق (عليه السلام) الدؤوبة في إحياء ونشر الثقافة الإسلامية الأصيلة إلى تسمية المذهب الشيعي بالمدرسة الجعفرية.
أمضى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ١٢ عاماً مع جده علي بن الحسين، و١٩ عاماً مع والده، تلتها ٣٤ عاماً إماماً.
يؤكد تاريخ المذهب الشيعي على أهمية الالتزام بتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) للهداية والتوفيق.
يتجاوز إرث الإمام الصادق (عليه السلام) الأحاديث النبوية المنسوبة إليه بكثير.
يكمن أثره العميق في صياغة الفقه الشيعي بشكل منهجي، مقدمًا إطارًا شاملًا للممارسة الدينية والسلوك الأخلاقي.
لقد أرسى أسس هوية شيعية متميزة متجذرة في تعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته.
يُعدّ استشهاد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) مناسبةً حزينةً للمسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم، إذ يُذكّر بتضحيات الأئمة في سبيل الحفاظ على رسالة الإسلام الحقة ونشرها.
تُقام مراسمات سنويةٌ للتأمل في تعاليمه، وتأكيد الالتزام بمبادئ الفقه الجعفري، والاستلهام من حياته النموذجية في العلم والتقوى ومقاومة الظلم.
لا تقتصر هذه التجمعات على تكريم الإمام الصادق (عليه السلام)، بل تُعدّ أيضًا منصةً لتوطيد أواصر المجتمع الشيعي وتعميق فهم القيم الإسلامية.
إنّ الأهمية الدائمة لتعاليمه تضمن استمرار إرثه في إلهام أجيال من المسلمين الشيعة.
/انتهى/
تعليقك