٢١‏/٠٨‏/٢٠٢٥، ٥:٢٦ م

مسؤول باكستاني:

علاقاتنا تارخية مع إيران والقضية الفلسطينية من أهم مايجمعنا

علاقاتنا تارخية مع إيران والقضية  الفلسطينية من أهم مايجمعنا

صرح مؤسس وأمين عام اتحاد إسلامي باكستان، سماحة السيد عابد نقوي، أن لإيران وباكستان علاقات تاريخية متينة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن أمريكا تحاول منع إيران وباكستان من القوة النووية، مؤكداً أن إيران باقية رغم المؤامرات، وزوال الاحتلال مسألة وقت لا اكثر.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: تجمع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والباكستانية علاقات وطيدة، أهمها القضية الفلسطينية، علاقةٌ عبر عنها وزير الخارجية الإيراني، الدكتور عباس عراقجي باعتباره أول من زار باكستان بعد ماحصل بين الهند وباكستان، ووقوفه الى جانب الشعب الباكستاني.

وكذلك حين وقفت الاعتداء الصهيو. امريكي على الجمهورية الاسلامية الإيرانية كانت باكستان اولى الداعمين والمساندين لإيران على مختلف الصعد، وكما يقول وزير التجارة الباكستاني جام كمال خان "إيران تاج الأمة الإسلامية، وانتصارها ضد الكيان الإسرائيلي مصدر فخر لجميع المسلمين".

عناوين متنوعة، أثارتها مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، في مقابلة صحفية مع، مؤسس وأمين عام اتحاد إسلامي باكستان، سماحة السيد عابد نقوي. وجاء نص المقابلة على النحو التالي:

الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإيراني إلى إسلام آباد لفتت الأنظار إليها في الأوساط الإقليمية والدولية. ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى محاصرة إيران وإضعاف نفوذها في ساحل المتوسط، تفتح باكستان ذراعيها لاستقبال الرئيس بزشكيان. ما أهمية هذه الزيارة وفي هذا التوقيت بالذات؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذه زيارة تاريخية، ونذكر هنا زيارة الإمام السيد علي الخامنئي حينما كان رئيسًا للجمهورية، وكان قبلها لم يأتِ رئيس من إيران إلى باكستان على هذا المستوى، وكانت هناك حرب مفروضة على إيران من قبل صدام، وكان لهذه الزيارة صدى على العالم كله أن إيران في حالة حرب ويأتي رئيسها، وقد استقبلوا بحفل كبير، حتى أن الجمهور الباكستاني خرج في استقبال حار وعزيز جدًا لهذه الشخصية المهمة. وأذكر حينها أن الجمهور حاول أن يحمل السيارة التي أقلت الإمام الخامنئي، فهذا الشيء تاريخي، والآن تأتي زيارة رئيس إيران مسعود بزشكيان حاليًا، مهمة ولها توقيت خاص. لابد أن باكستان، وخاصة إيران، تحترم جيرانها أخلاقيًا وإسلاميًا وإنسانيًا وسياسيًا، وقبل هذا كله، باكستان مديونة لإيران على مر التاريخ. ففي كل مرة تقع حرب من الهند على باكستان، كانت إيران تسارع لحمايتها والدفاع عنها، حتى قبل الثورة كانت هذه العلاقة مميزة دائمًا، وكان هناك تكاتف بين الشعب الإيراني مع باكستان ضد أي عدوان، وخاصة الهند، والشعب الباكستاني لا ينسى هذا للشعب الإيراني.

الرئيس الباكستاني أكد الأهداف المشتركة التي تجمع بلاده مع إيران، وشدد على رفضه العدوان على الجمهورية الإسلامية. كما أكد شهباز شريف دعمه للبرنامج النووي السلمي في إيران. ما هي الرسائل التي تبعث بها هذه المواقف على الصعيدين الدولي والإسلامي؟ وما هي خلفيات هذا الموقف في التقييم الباكستاني؟

أكد الرئيس الباكستاني أن بيننا وبين الجمهورية الإسلامية أهداف مشتركة تجمعنا، وأهم هدف هو القضية المركزية فلسطين المحتلة والشعب المظلوم في قطاع غزة والكثير من البلدان التي تخاذل حكامها ونسوا وباعوا القضية الفلسطينية. من يحمل راية مظلومية الشعب الفلسطيني هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الطليعة وباكستان معها بهذه القضية الحقانية. ولم نترك ولم ننسَ هذه القضية بتاتًا، هذا أهم هدف مشترك بيننا وبين إيران. ولم تتركها الجمهورية الإسلامية حين كان العدوان الصهي-أمريكي على إيران مدة 12 يومًا. وبالطبع، باكستان قوة نووية، وأمريكا لا تريد أن تمتلك باكستان أو إيران هذه القوة. وبيننا وبين إيران استراتيجية سياسية وأمنية وعسكرية مهمة مشتركة، لا بد أن نكون سندًا لبعضنا، وأن يكون هناك هدف واحد ونكون معًا في خندق واحد إن شاء الله إلى الأبد.

إذا وقعت مشاكل بين البلدين، كان سببها الولايات المتحدة الأمريكية وأعوان أمريكا، وخاصة البلدان التي تقع على الحدود من بحر العرب إلى حدود أفغانستان، حيث زرعوا أدواتهم، إن كان من القاعدة أو داعش، ومن غيرهم ممن يثيرون الفتنة بين البلدين. هنا سببت مشاكل كبيرة، والآن نقول إن هذه المشاكل ذهبت في حال سبيلها، وعرفوا أن هذه الأدوات التي زرعتها الولايات المتحدة كانت سبب المشاكل على الحدود، وكثير من المشاكل تم حلها، ونقول إن شاء الله البلدين أدركا من كان يسبب لهما المشاكل. وطبعًا أمريكا لا تقبل بحل المشاكل بين إيران وجيرانها وأن يكون لها علاقة قوية مع باكستان، لأنه حين تحل المشاكل سيكون هناك توسع اقتصادي وأمني أكثر فأكثر، وهو مطلوب اليوم رغمًا عن أنف أمريكا وأعوانها في المنطقة. باكستان اليوم تتعامل بشتى الاتجاهات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وباكستان معروف إقليميًا ودوليًا أنه بلد قوي.

العلاقات الباكستانية الإيرانية كانت جيدة وإيجابية على الصعيدين الأمني والسياسي طيلة الفترة الماضية. هل تعتقد أن المباحثات التي أجرها الرئيس الإيراني مع نظيره الباكستاني يمكن أن تثمر على تطوير التعاون الاقتصادي والعسكري؟ وما مدى الاستعداد الباكستاني لخطوات حقيقية في هذا الاتجاه؟

أدركت القيادة الباكستانية أنه كان خطأ حماية أمريكا ضد روسيا في حربها ضد أفغانستان، وقد دفعنا الثمن غاليًا، وسبب عداوة بين باكستان وروسيا حتى الآن لم يُعالج. هناك غضب شديد من قبل الروس تجاه القيادة الباكستانية لخسارتها شبابًا كثيرًا في الحرب الأفغانية، نحن وهم لا زلنا ندفع الثمن بسبب أمريكا. كما استخدم الأمريكي باكستان في محاربة الروس بأفغانستان، اليوم هو يستخدم طالبان وحكومة غير أفغانية ضد باكستان. أمريكا معروفة بسياساتها الشيطانية، سيما ضد الدول الإسلامية.

باكستان تحاول أن تعالج أمورها مع أمريكا، فهي كسائر البلدان لا تستطيع أن تشن حربًا ضد أمريكا. باكستان لديها رؤية دقيقة للمنطقة وللشرق الأوسط ولديها علاقات إقليمية ودولية، لذلك، ولا يمكن مهما بلغت الضغوطات أن تقطع باكستان علاقتها مع الجمهورية الإسلامية أو مع أي دولة في الشرق الأوسط، حيث هناك مصلحة إقليمية لباكستان ولأي دولة، فلا بد أن يكون هناك علاقة قوية.

عندما ذهب رئيس الأركان الباكستاني للقاء ترامب، سأله: "لماذا وقفت مع الجمهورية الإسلامية؟" فأجابه: "نحن بلد ديمقراطي يعتمد على الشعب، والشعب بأكمله طلب أن يقف مع إيران في كافة الجوانب بحربها المفروضة. كان هناك تصويت في مجلس الشعب، وأتت النتيجة مئة بالمئة بالوقوف إلى جانب إيران ضد إسرائيل، كذلك الحكومة والشعب، لأنهم يعتبرون أن إيران بلد أخ وعزيز ولدينا تاريخ طويل معه."

هل يمكن القول إن زيارة الرئيس الإيراني تشكل انعطافة في سياستها الخارجية واستراتيجيتها لتعزيز حضورها الإقليمي، بعدما تعرضت له في المنطقة وخصوصًا خسارة حليفها السوري؟ هل ترى أي تبدل أو تغيير في اهتمامات إيران وعلاقاتها الخارجية؟

لا شك أن زيارة الرئيس پزشكيان حق طبيعي؛ لا بد أن تمارس بينه وبين القيادة الباكستانية لتطوير علاقاتهم، كون البلدين مجاورتين وإسلاميتين لتطوير العلاقات الإقليمية والدولية.
من حقهم ممارسة هذا الحق لمقاومة أمريكا وغيرها.
وبقدر استطاعتهم لا بد أن يوسعوا علاقاتهم قدر الإمكان، وتكوين علاقات دولية وإقليمية مع شتى البلاد، وخاصة الدول الإسلامية والدول المجاورة والبلاد العربية.
بخصوص العرب؛ فلهم شأن خاص، مع العلم أن لإيران حق عليهم، وأغلبية البلاد العربية تعتبر مديونة لإيران منذ بداية الثورة حتى يومنا هذا. فإيران قدمت الكثير ودعمتهم ماديًا أيضًا، وهم يعلمون هذا الأمر. حتى أن إيران كانت قد أنقذت بعض الدول الخليجية من السقوط أكثر من مرة، وهم يعلمون جيدًا حق إيران عليهم؛ فتجد بعضهم ممن يحفظ هذا الحق ولا ينكره ويقفون دفاعًا عن الجمهورية الإسلامية ما استطاعوا أو بالخفاء؛ ومنهم من نسي هذا الحق مع الأسف.
فهذا الحق طبيعي، خاصة بعد خسارة الحليف الاستراتيجي بسوريا. هذه الخسارة الكبيرة للشرق الأوسط والمنطقة بأكملها، وهذه الخسارة لم تكن بالحسبان وقد حصلت خيانة كبيرة. عموماً، هذه خسارة لعلها خسارة دولية، لأن أثرها سوف يبقى لفترة طويلة. استبدال الحكومة السورية وحكومة بشار الأسد؛ هذا دمار شامل لسوريا وللشعب السوري، وسوف تذهب بهم إلى هاوية، وهم جاهلون لما يمكن لأمريكا أن تخطط لهم، وطريقهم مجهول.
طبعًا، أمريكا لا تريد لهم الخير، فهي لا تريد الخير إلا لنفسها.
نحن نخاف أن يصيب سوريا ما أصاب ليبيا وأفغانستان والعراق، ولكن العراق لديه قدرة اقتصادية ونفط أعانته على الوقوف مجددًا، أما سوريا فإمكانياتها أقل بكثير. فالأغلب أن تتشابه سوريا مع أفغانستان؛ يومًا يحكمها طالبان، ويومًا داعش. هؤلاء لا سياسة لديهم إلا القتل، يعتبرون أنفسهم المسلمين الوحيدين، تمامًا مثل إسرائيل؛ ينظرون لأنفسهم على أنهم شعب الله المختار الذي يحق لهم العيش وحدهم، وبقية الشعوب تقتل. لذلك، فنحن نرجو منهم اتباع سياسة العقل والمنطق والإنسانية، وبالأخص الإنسانية قبل أن تكون إسلامية.
الجدير بالذكر أنه في أفغانستان، بسبب طالبان (كما داعش) الذي سيق من أمريكا إلى أفغانستان، خرجت بعض الشعوب من أفغانستان تقريبًا كليًا، وتهجروا إلى شتى بلدان العالم، ووجود الشيعة في أفغانستان بات معزولًا وقليلًا.

إيران جاهرت منذ عقود بتبنيها استراتيجية الوحدة الإسلامية، وتعميق الروابط بين الدول الإسلامية كبديل عن الارتهان للغرب، وخصوصًا الأمريكي الذي يميز سياسات بعض الدول العربية والإسلامية. هل يمكن أن تنجح استراتيجية إيران على هذا الصعيد اليوم في ظل الضغوط والسياسات الأمريكية الراهنة؟

سياسة الجمهورية الإسلامية التي رسمها وبناها السيد الخميني رحمة الله عليه، القائد التاريخي الفذ والملهم الكبير، ركيزتها الوحدة الإسلامية.
وقد كان الإمام الخميني مدركًا للسياسة الشيطانية الأمريكية وأذنابها، فقد كان الاهتمام بأغلبه مصبوبًا على مسألة الوحدة الإسلامية؛ كما يجب أن نكون اليوم، فلا بد من اتباع هذه السياسة، وأن نوايها اهتمامًا أكبر، حتى نتمكن من مواجهة وقطع يد أمريكا في المنطقة الإسلامية، وحتى نتجنب الإرهاب والفتن التي يفتعلونها بين طوائف المسلمين.
فهذا نموذج قوي، صلب وناجح؛ متبع من قبل القادة المسلمين.
أما الجمهورية الإسلامية، فهي جمهورية قوية ذات تجربة تاريخية، فلا بد لأمريكا أن تتعقل وتحذر من هذه الجمهورية التي عمرها يقرب من الخمسين عام.
سابقًا، في بداية انتصار الثورة، لم تكن الجمهورية ذات معرفة، وقد حاولت أمريكا شن هجوم صدامي لثمان سنوات، وقد كان لهذا الإرهابي الكثير من المساندين كالصين، فرنسا، أوروبا، ألمانيا، العرب، الخليج. كأنها حرب كونية، ومع ذلك لم يتمكنوا من أن ينتصروا على إيران، التي لم يكن معها إلا الله؛ من كان مع الله، كان الله معه.
ولهذا أقول إن الجمهورية الإسلامية، هذه الجمهورية العظيمة، هي الثابتة والباقية؛ فلتفهم يا ترامب، إن لم تفهم، تعلم من أسلافك أنك لن تقدر على تقسيم هذه المنطقة. من تخدمهم قد انتهى وقتهم؛ هي أيام قليلة وستزول إسرائيل وتختفي؛ ثم من ينصرك؟ من يحميك؟ من يسندك؟
إن أردت الاقتصاد فهو في الشرق الأوسط؛ إن أردت مستقبلًا لأمريكا فهو في الشرق الأوسط.
أنت غدًا ستكون أعزلاً في هاوية لا مخرج منها.
وأنا متيقن وأرى أن ما بقي إلا أيام معدودة إلى حين زوال إسرائيل، وهي منتهية إن شاء الله.
لذلك، لا بد لأمريكا وأذناب أمريكا أن يتعقلوا ويغيروا سياساتهم تجاه هذا الكيان الغاصب الغاشم، الذي يمارس الظلم والعدوان بلا إنسانية.
انظروا ماذا يحدث اليوم في غزة؛ ما ذنب هؤلاء الأطفال والنساء العزل الذين تُذبح وتُقتل؟ ولم يكن كافيًا إلا وبعدها التجويع.
لذلك، فأنا أناشد البلاد العربية والإسلامية كلها أن تنظروا وارأفوا بهؤلاء المظلومين، واتقوا الله.
الله الله بهؤلاء المظلومين.
الله الله بهؤلاء الأطفال، الأيتام، الشيوخ...

ماذا يكون جوابكم غدًا أمام الله؟
وأناشد الجمهورية العربية المصرية برئاسة الرئيس السيسي أن يرحموا الشعب المظلوم في غزة، بالله عليك، هؤلاء أخوتكم وجيرانكم، لا تتركوهم فتُترك غدًا من الله؛ وانتقام الله أشد، فخافوا الله، واتقوا الله، وصلوا على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
/ انتهى/

رمز الخبر 1961897

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha