١٨‏/١١‏/٢٠١٩، ١١:٢٩ ص

ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران:

التطبيع جريمة كبرى على كافة المستويات

التطبيع جريمة كبرى على كافة المستويات

قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران "ناصر أبو شريف" خلال فعاليات مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران ان التطبيع جريمة كبرى وأنه دينياً كفر وخروج من الملة، وننظر إليه وطنياً على انه خيانة للأمة ومبادئها وثقافتها.

وكالة مهر للأنباء، عبادة عزت أمين: خلال فعاليات مؤتمر الموحدة الإسلامية المقام في طهران بدورته ال33تحت عنوان "وحدة الأمة في الدفاع عن الأقصى" أجرت وكالة مهر للانباء لقاء صحفياً مع الأسير المحرر وممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران "ناصر أبو شريف" تمحور حول وضع الامة الإسلامية اليوم والأعمال الخبيثة التي يقترفها الكيان الغاصب بحق الشعب الفلسطيني، ومحاولاته لثني الشرفاء عن الدفاع عن الحقوق الثابته، وجذب المنافقين إلى فسطاطه. وكانت المقابلة كالتالي:

س: ما هي الموانع التي تحول دون تحقيق الهدف السامي المتمثل بالوحدة والتي إذا ما حصلت سوف يتمخض عنها تحرير الأقصى والمقدسات والبلاد؟

 من الناحية النظرية كل العوامل يجب ان تؤدي إلى الوحدة الإسلامة. القرآن الكريم وهو الكتاب الأساسي للأمة الإسلامية واضح وقاطع في هذا الشأن، "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، وهناك آيات أخرى في هذا الباب، " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ"، يعني لا ينتمي إلى الخط المحمدي من يفرق الدين والإسلام، وآيات كثيرة، "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" فالقرآن والحديث والتاريخ وكل شيء ينص على أهمية الوحدة وإلا مصيرنا الفشل والتراجع.

نحن نعيش حالة تراجع كبيرة وهو أحد نتائج الفرقة والإختلاف بين المسلمين، باعتقادي التشخيص الأساسي لهذا التفرَق هو ما جاء في القرآن "كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" كل واحد يعتقد على أنه هو الصواب ولا يتنازل للآخر ويريد تنفيذ مشروعه بنفسه وبعد سنين نكتشف انه لم يكن مشروعه بالأساس وكان في إطار مشروع غربي أو صهيوني أو أمريكي .." كما نرى في الوقت الحالي.

الحل الحقيقي هو الجلوس إلى بعضنا والنقاش والتوصل إلى نقاط الخلاف ونقاط الإتفاق وكيفية إدارتها بشكل صحيح وبإعتقادي وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة، فنحن يجب علينا أن نتكتل في كتلة واحدة ويجب ان يكون لنا نظام مشترك واحد وبالنهاية يجب أن يكون لنا قيادة مشروع واحدة، هذا الذي يخلص الأمة من المشاكل، أما إذا مادمنا كل حزب بمالديهم فرحون هذا يؤدي إلى كل انواع الفشل. مؤتمر التقريب أمر جيد يجلس فيه الجميع إلى بعضهم ويتعرفون على بعضهم ويتحاورون مع بعضهم وهو جزء من عملية التقريب ولكن غير كاف، نحتاج إلى إرادة سياسية جادة وليس فقط مؤتمرات، وما نحتاجه هو مشروع إسلامي موحد.

هناك الآن يتشكل محور يسمى محور المقاومة هو أقرب ما يكون إلى التصور الصحيح هو يحمل الإسلام بشكل صحيح ويواجه أعداء الأمة الإسلامية، لا أريد أن أفرض آرائي على الآخرين إلا اننا ننطلق من الثوابت (أمريكا عدو إسرائيل عدو) بنص القرآن، إتخاذهم أولياء وأن نكون خدم لهم هذا  كفر بنص القرآن. ولذلك نحن مشروعنا مؤسس على الإسلام وعلى مواجهة هذه القوى الكافرة والمستكبرة والتي لا تريد لهذه الامة الخير وتريد إضعاف الأمة بكل الوسائل. تريد نهب خيراتها وتجزئتها وتغريبها، وكل هذا من قبل القوى الإستكبارية كأمريكا وإسرائيل والدول الغربية، وللأسف جزء كبير من الدول الإسلامية يواليها وينفذ سياساتها بشكل كامل، والآن هذا المحور المتشكل هو محور معادٍ يقوم على الإسلام ويعادي هذه القوى مع مراعاة كل هذا التنوع العرقي والتنوع المذهبي والفكري و..إلخ.

س: مسألة التطبيع كيف ترونها؟ اليوم نرى عجلة التطبيع المتسارعة من قبل بعض الحكومات،  هل هي ايجابية تكشف المنافقين أم أنها خنجراً في ضهر الأمة الإسلامية؟

التطبيع هي جريمة كبرى، من الناحية الإسلامية هي جريمة كبرى، من الناحية الأخلاقية هي جريمة كبرى من الناحية الإنسانية هي جريمة كبرى. هي وضع اليد في يد العدو الصهيوني، العدو الأول للأمة، "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" واقعياً هو المشروع الذي يعمل على تدمير وإفساد الأمة الإسلامية كما جاء في القرآن، "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" هو مشروع علوَ وإفساد. فعندما تضع يدك بيده فإنك جزء من مشروعه ولا تنتمي لا لإسلام ولا لدين ولا لأمة إسلامية، لذلك التطبيع جريمة كبرى. ننظر إليه دينياً على أنه كفر وخروج من الملة، وننظر إليه وطنياً على انه خيانة للأمة ومبادئها وثقافتها، وننظرإليه من الناحية الإنسانية على أنه معاونة المجرم على الضحية، ومن الناحية الأخلاقية هذا عمل من أسواً الأعمال التي يمكن أن يقوم بها إنسان.

س: شاهدنا في الأيام القليلة الماضية إقدام الكيان الصهيوني الغاصب على استهداف قادات الجهاد الإسلامي في غزة ودمشق، كيف تترجمون هذا العمل؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ وهل نتائجه كانت لصالح الكيان أم عليه؟

الكيان الصهيوني هو عدو، والحرب بيننا وبينه مفتوحة، وبدون مبرات، هم يعرفون أن الجهاد الإسلامي هو اخطر فصيل ضد الكيان الصهيوني لانه غير قابل للتطويع ابداً، أتخذت قرارات عديدة سابقة لتصفية الحركة، فمثلاً عام 1997كان هناك قرار بشطب الجهاد الإسلامي، لم يكن قراراً صهيونياً فحسب إنما وللأسف كان عربياً وتم التعاون من قبل أنظمة مخابرات عربية وحتى فلسطينية للأسف الشديد. كان يظنون أن الجهاد الإسلامي فصيل صغير ويمكن القضاء عليه، ويمكن سحقه كما كانوا يتصورون في تلك الفترة. الجهاد الإسلامي أثبت العكس وانما في عام 2000بشكل أكبر وغير متوقع، والآن عندما حاولوا تصفية بعض القادة إنقلب الأمر عليهم بشكل كامل، حتى القيادة الصهيونية كانت تنتظر متى ينتهي الجهاد الإسلامي من هذا الرد،

الجهاد الإسلامي ردت بقوة على هذه الجريمة وأوصلت رسالة واضحة للكيان الصهيوني مفادها اننا لا نقبل بعودة الإغتيال السياسي، لا نقبل بأي إعتداء على شعبنا وأبناء شعبنا، وأبناء ودمائهم ليس موضوع من أجل المساومة الداخلية. نتنياهو كان يريد توظيفها لصالحه كان يريد إفشال جهود الحزب الآخر "أبيض أزرق" في تشكيل حكومة مصغرة، قد يكون نجح في ذلك ولكن على الصعيد الآخر نال هزيمة واضحة وكل السياسيين والإعلاميين يوضحون ذلك، انه مقابل إستهداف أحد قادة الجهاد الإسلامي، الكيان الصهيوني عطل بشكل كامل، وكانت اليد العليا لحركة الجهاد الإسلامي وليس للكيان الصهيوني لذلك عدها الكثير من المحللين العسكرين والامنيين والسياسيين على انها كانت هزيمة وفضيحة للكيان الصهيوني وحتى لنتنياهو. هو كان يسعى لتشكيل حكومة موحدة مع حزب "أبيض أزرق" يكون رئيسها ليبقى له دور في السياسة ولا يشطب وأيضاً من أجل التهرب من قضايا الفساد التي يُلاحَق بها داخل الكيان الصهيوني. لكن باعتقادي رد الجهاد الإسلامي غير المتوقع كان عكس ما أراد نتانياهو.

س: و كيف ترى مآل ما يسمى ب"صفقة القرن"؟

"صفقة القرن" هي مشروع تصفية القضية الفلسطينية وباعتقادي وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهتها كانت مسألة مهمة، الموضوع من الناحية العملية مازال جاري. الكيان الصهيوني يسعى من أجل فرض الكثير من الوقائع على الأرض، أمريكا تساند الكيان بشكل مطلق، للأسف بعض الحكومات العربية منخرطة في هذا المشروع، ولكن باعتقادي مادام الشعب الفلسطيني حي ومادام الشعب الفلسطيني يناضل ويقاوم لن يمرر مثل هذا المشروع ، حتى لو نجح، مادام الشعب الفلسطيني موجود فسوف يستعيد كل حقوقه الثابتة.  

س: كيف ترون مكانة وموقع محور المقاومة اليوم؟

محور المقاومة باعتقادي أنه بات قوة كبيرة ومن خلال تنظيم صغير ومحاصر وبإمكانيات مادية ضعيفة جداً ولكن بالرغم من ذلك استطاع أن يلقن الكيان الصهيوني درساً، والقوى كلها كانت تراقب ذلك المشهد، إذا أضفنا إلى حركة حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس وقوى المقاومة في فلسطين، حزب الله الذي يمتلك ترسانة صواريخ هائلة وإيران أيضاً التي تمتلك ترسانة صواريخ كبيرة، بالتأكيد وضعنا من الناحية العملية وهذا باعتراف القوى الكبرى وحتى امريكا في حالة ممتازة، محور المقاومة هو الذي يمتلك كلمة الفصل في المنطقة وليس حتى امريكا بالرغم من أنها تخوض حرب إقتصادية إرهابية من الطراز الكبير ضد هذا المحور، هناك العراق وسوريا واليمن و..إلخ وكلها بيدها إمكانيات كبيرة وأثبتت عمليات جداً كبيرة عدها كثير من المحللين السياسيين جرس إنذار للكيان الصهيوني.

س: عن مستقبل المنطقة، ماذا تقول؟

نحن نؤمن بانه في النهاية ان العاقبة للمتقين والنصر للإسلام والنصر لهذه الامة. هذه أمة تاريخياً ممكن أن تصاب بالأمراض لكنها في النهاية محيط كبير يلفظ كل الغرباء والذين يحاولون ان يعيشوا في هذه المنطقة بالقوة والعدوان، كثير من الذين دخلوا إلى المنطقة تاريخياً لم يعودوا موجودين، الصليبين حاولوا إختراق هذه الامة لكنهم في النهاية اخرجوا المغول وغيرهم الكثير حاولوا ذلك وبالنهاية أخرجوا، الكيان الصهيوني ليس حالة شاذة بالعكس هو بعد 100 سنة من محاولة زرعه وتثبيته هو إلى الآن بلا جذور الكل يعرف ذلكـ يحاول ان يجد من بعض الحالات التطبيعية التي يعرف بانها حالات خاصة مع حكام ظلمة لا يملكون أي شرعية، يعتبرها شيئ كبير وإنجاز كبيير هذا دليل على ان الكيان الصهيوني بعد 100سنة لم يتجذر وبالتالي سوف يخرج كما اتى، وحسب نص القرآن " لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ" لن يكون إنتصار فقط وإنما إساءة لوجه هذا الكيان واليهود ولكل أصحاب هذا المشروع. /انتهى/

رمز الخبر 1899277

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha