١٩‏/٠٧‏/٢٠٢٥، ١:٤١ م

لواء يمني لِوكالة مهر:

إغراق السفينتين رسالة ردع... لدينا مفاجآت أعظم إن عادت أميركا وأوروبا للتصعيد في البحر الأحمر

إغراق السفينتين رسالة ردع... لدينا مفاجآت أعظم إن عادت أميركا وأوروبا للتصعيد في البحر الأحمر

شدد رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشورى اليمني، سيادة اللواء يحيى محمد المهدي، على أن القوات اليمنية ترد في إطار "ديني وإنساني وأخلاقي"، مؤكدًا أن صنعاء أعدّت مفاجآت استراتيجية لأي تصعيد غربي في البحر الأحمر.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: قصف يمني متجدّد على " أم الرشراش" المسماة زوراً "إيلات"، وعلى مواقع مختلفة داخل الكيان المؤقت.

اليمنيون ثابتون مع غزة ومع القضية الفلسطينية... ووفقاً للقانون الدولي فإنه من حق اليمن منع سفن الكيان المؤقت في المياه الدولية.

مضيق باب المندب؛ ووفقا لاتفاقية قانون البحار لعام 1982، فيحق لليمن أن يتحرك على طول السواحل البحرية المحيطة به، بداية من بحر العرب، والبحر الأحمر وصولاً إلى مضيق باب المندب، والذي يشرف عليه اليمن، وطبعاً يحققون بطولات فيه نصرة لفلسطين المحتلة والشعب الفلسطيني.

ضربات نوعية وفاعلة وفعالة أدت إلى حصار بحري مفاجئ للعدو الصهيوني ومن يدعمه، فقد ذكر موقع "ذا ماركر" الاقتصادي أن الأنشطة في ميناء "أم الرشراش" كانت قد توقفت تقريبًا بالكامل منذ تشرين الأول/نوفمبر 2023، مع بدء الحصار البحري الذي فرضه اليمنيون على السفن المتجهة إلى الكيان. ومنذ ذلك الحين بدأت شركات الشحن تتجنب الدخول إلى البحر الأحمر، ما أدى إلى انهيار إيرادات الميناء.

حول هذه العناوين، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفياً، مع رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشورى اليمني، سيادة اللواء يحيى محمد المهدي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

تصعيد لافت تشهده الجبهة اليمنية، ومن زاوية غير متوقعة، وهي العودة لاستهداف السفن التي تخرق الحصار، ولكن عبر وسائل وديناميات حسم أدّت لإغراق سفينتين على التوالي، وبالتالي أخذ المواجهة إلى ذروة جديدة، ما تعليقكم سيادة العميد على ذلك؟

التصعيد اللافت الذي تشهده الجبهة اليمنية ومن زاوية غير متوقعة، بل هي متوقعة، ولكن العدو لم يتوقع أن اليمن يمتلك هذه القوة وهذه الجرأة لتنفيذ قراراته.

القرارات اليمنية التي أصدرها اليمن ممثلاً في القيادة العليا والقيادة السياسية والقيادة الثورية العليا، المتمثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، والقيادة السياسية والعسكرية ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ المشير الركن مهدي محمد المشاط، وبالقيادة المسلحة: وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة.

كل هذه القرارات تم الإعلان عنها، أنه سيتم استهداف أي سفينة تدخل إلى ميناء إيلات، تدخل إلى الأراضي المحتلة، تدخل إلى الكيان الصهيوني، سواء كانت إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل. لكن الذي فاجأ العدو أننا أصبحنا نمتلك هذه القدرة الكبيرة على المناورة العسكرية، والقدرة الكبيرة على إغراق سفن تجارية عملاقة في غضون ساعات.

الذي فاجأ العدو هو أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية وكل من معهم، ممن يهيمنون على البحر الأحمر، لم يستطيعوا أن ينقذوا هاتين السفينتين، وإلا لما تجرأ قبطان السفينتين أن يتجاوز التحذيرات اليمنية، وأن يتجاوز التعليمات التي أتتهم والتقطوها وسمعوها وأجابوا عليها، وكان الأجدر بهم أن يتوقفوا وأن يخضعوا للسؤال، كونهم يمرون في المياه الإقليمية اليمنية، ومن حق اليمن القانوني والدستوري والدولي أن يقوم بواجبه، وخاصة أنه قد أصدر قراراً بحظر عبور السفن المتوجهة إلى فلسطين المحتلة.

هذه السفن إحداهما قد دخلت إلى الأراضي المحتلة، والأخرى شركتها قد دخلت أكثر من مرة، وهذا كله في محاولة لكسر الحصار وفك الحظر الذي أعلنت عنه الجمهورية اليمنية. فهنا الجمهورية اليمنية ما زالت عند موقفها السابق.

هذه الوسائل والقدرات العسكرية النوعية تستخدمها القوات المسلحة اليمنية عند الضرورة، وهي موجودة عند القوات المسلحة اليمنية منذ فترة، ولكنها لا تستخدمها إلا عند الضرورة القصوى.

السفن التي تمتثل والشركات التي تمتثل لفرض الحصار وتمر عبر الرجاء الصالح لا تتعرض لها قواتنا المسلحة، لكن الشركات التي تحاول تحدي القرار اليمني، كان لابد من اتخاذ خطوات فاعلة ومؤثرة، لتكون رسالة لبقية السفن وبقية الشركات الأخرى.

لأننا نحن في حالة حرب مع العدو الصهيوني، وهو له ما يقرب من واحد وعشرين شهراً وهو يسفك الدماء، ويقتل الأبرياء، ويرتكب الجرائم، ويستخدم الإبادة الجماعية، ويستخدم التجويع بكل الوسائل لخنق الأطفال والنساء والرجال وقتلهم جوعاً بدلاً من القنابل الأمريكية والإسرائيلية. ورغم ذلك، ما يزال موقف اليمن هو الموقف القوي والفاعل، والذي سيستخدم كل ما يملك من قوة من أجل الدفاع عن المستضعفين في أرض فلسطين، ومن أجل كبح جماح العدو الصهيوني الغاصب المجرم، الذي يرتكب الإبادة الجماعية، وذلك استناداً لمواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني والأخلاقي، والجانب الإيماني الذي يوجب على المسلمين جميعاً نصرة المستضعفين في كل بقاع العالم.

نلاحظ عودة خطاب التهييج الغربي بجزئيه الأميركي والأوروبي، حول طرق الملاحة البحرية واستهدافها، ما هو المسار الذي قد تذهب إليه عودة هذا الخطاب؟

هم يعيدون ما سبق أن هددوا به وقاموا به، ولكن نحن على يقين أنهم فاشلون، وأنهم لن يأتوا بجديد، ولن يستطيعوا أن يحققوا شيئاً على الإطلاق.

أولاً: لأن موقف اليمن ينطلق من منطلق ديني وإنساني وأخلاقي قوي.

ثانياً: موقف اليمن يأتي في إطار موقف مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تقضي قراراتها بمساعدة أي دولة تتعرض للإبادة الجماعية، هذا من جانب.

ومن جانب آخر، أن اليمن يثق بالله سبحانه وتعالى ثقة مطلقة بأن الله لن يمكّن هؤلاء الأعداء، لأن الله سبحانه وتعالى له ملك السماوات والأرض، وله جنود السماوات والأرض، لأن الله عز وجل سيدافع، كما قال في كتابه الكريم: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا). دفاع الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين هو دفاع حقيقي إذا ما قام المؤمنون بواجبهم، إذا ما استشعروا مسؤوليتهم، وقاموا بواجبهم، حينئذ يكون هناك الدفاع.

ونحن شاهدنا بأم العين كيف عجزت أمريكا في عهد الرئيسين، الرئيس بايدن والرئيس ترامب، الذي أعلن الأخير بأنه سيدمر الحوثيين وسيقضي عليهم، فإذا به بعد شهرين يعترف بالفشل، ويعلن أن الحوثيين أقوياء ورجال أشداء، وأنه لا يستطيع مواجهتهم، ويعلن نائب الرئيس الأمريكي أنه يجب على الجيش وعلى القيادة الأمريكية أن تعيد النظر بعملياتها في البحر الأحمر.

من خلال تلك التصريحات السابقة وعودة خطاب التهييج الغربي، هو محاولة منهم أخيرة لفرض الهيمنة عبر التهديدات، لأنهم قد جربوا التهديدات على كثير من الدول العربية والإسلامية، فخضعت لمجرد التهديد.

فهم يحاولون هذه المرة أن يهددوا وأن يرفعوا من خطاب التهييج، عسى ولعل أن يؤثروا في الموقف اليمني، لكن هذا الموقف اليمني هو موقف نابع عن الدين، لا يمكن أن يتزعزع، لا يمكن أن يتراجع، لا يمكن أن يخاف، لا يمكن أن يتنازل قيد أنملة.

لأن هدفه واضح: اليمن لم يتخذ هذا القرار من أجل أن يكسب مواقف دولية أو يكسب مكاسب مادية، بالعكس، اليمن أعلن موقفه مناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، لأنه يلاحظ ويشاهد ويتابع المآسي ليلاً ونهاراً، ويشاهدها العالم، حتى شعوب العالم، منها الأوروبية والغربية، بدأت تستنكر، وبدأت تهتف، وبدأت تضج، وخرجت بالملايين في داخل عواصم تلك البلدان التي تتخذ قراراً بمنع إيقاف المجازر التي تحصل في غزة.

إن عادت أمريكا والدول الأوروبية لتصعيدها العسكري، فسوف تُفاجأ أن اليمن أعدّ العدة المناسبة لها، إن اليمن أصبح قوة ويمتلك من القوة ما يردع أحدث الأسلحة الأمريكية والغربية، وسيفاجَأ بمفاجآت كبيرة جداً، كما أنه فوجئ في البحر الأحمر أمام أعين العالم، وشاهد العالم كيف تم إغراق السفينتين خلال أربع وعشرين ساعة، ولم تستطع فرق الإنقاذ والسفن العملاقة وحاملة الطائرات التي تمتلكها الدول العظمى، والأقمار الصناعية التي تسيطر على كل بلدان الأمة العربية والإسلامية، لم تستطع أن تصنع شيئاً لهذه السفن، فكذلك ستفاجأ الولايات المتحدة إن عادت لاستهداف اليمن، بمفاجآت أقوى وأكبر مما حصل بكثير، بإذن الله تعالى.

ما السّر، الذي يجعل صنعاء دائماً قادرة على اجتراح المفاجآت، خاصةً في الميدان، سواءً من حيث الوسائل أو الأهداف؟

السر في أن الذي يجعل صنعاء قادرة على اجتراح المعجزات، خاصة في الميدان، هو الإعداد الذي امتثلت له صنعاء امتثالاً لقول الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).

الإعداد المستمر والتحديث المستمر للقوات المسلحة اليمنية بمختلف أنواعها: الطيران المسيَّر، القوة الصاروخية، الزوارق البحرية، الألغام البحرية، كل ما تحتاجه القوات المسلحة اليمنية لخوض معركة الدفاع.

فأي دولة تريد أن تحفظ كرامتها وسيادتها واستقلالها، لا بد من أن تكون قوية في دفاعاتها. فمن هذا المنطلق، حرصت الجمهورية اليمنية، وحرصت صنعاء بالذات على أن تقدم المفاجآت، لأنها ترتبط بثقافة قرآنية.

هذه الثقافة جعلتها عزيزة، كريمة، عظيمة، مستقلة، لا يمكن أن يؤثر فيها أي قرار دولي، ولا تهديد دولي، ولا تحالف دولي. صنعاء واجهت تحالفاً لأكثر من نحو عشرين دولة، لأكثر من عشر سنوات، وصنعت المعجزات، وتحدت تلك الدول، وقهرتها، وأذلتها، وجعلتها تتقهقر إلى الوراء.

كذلك واجهت صنعاء أكبر قوة في العالم، وخاضت أول معركة بحرية في تاريخها مع دولة عظمى، وبفضل الله وقوة الله، تكللت جهودها بالنجاح، وبالنصر، والتمكين، لأنها لم تكن معتدية. والله سبحانه وتعالى قد رسم لنا المسار الذي نمشي عليه وقال: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).

لم تعتدِ اليمن حتى على إسرائيل، حتى على الولايات المتحدة، حتى على بريطانيا والدول الأوروبية، لم تعتدِ على السعودية، ولا على دويلة الإمارات، ولا على أي دولة عربية، لم تعتدِ مطلقاً، هم المعتدون.

ولذلك، كانت الغلبة للمظلومين، والذين قال فيهم الله تعالى: (أُذِنَ للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير).

نحن نتمسك بالله سبحانه وتعالى، ونثق بالله عز وجل، ودستورنا هو القرآن الكريم، وثقافتنا هي الثقافة القرآنية، وإعدادنا نستمده من أوامر الله سبحانه وتعالى.

ولذلك، هذه القوة لها تأثير كبير، ومفاجآت غير متوقعة تسرّ المؤمنين، ولكنها تغضب المنافقين والكافرين. وهذا امتثال لقول الله سبحانه وتعالى في صفات المؤمنين: أن يكونوا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، حينما قال بأن الأمة إذا لم تقم بواجبها فإن الله سبحانه وتعالى سيأتي بقوم: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).

هذا الفضل العظيم تمثل في هذه الأيام في الموقع الجغرافي الذي لم يكن معروفاً للعالم، فأصبح اليوم أشهر من نار على علم، لأنه كان من منبع الدفاع عن المستضعفين، ولأجل تحقيق العدل على هذه الأرض.

اخیرا اتمنی لوکالتكم الموقرة النصر دائما وان تكلل مواقفها بالنجاح والتوفيق والثبات. ونسأل من الله سبحان وتعالى النجاح والتوفيق والثبات والنصر للمؤمنين جميعا وان يعجل بهلاك المعتدين من اليهود و الغاصبين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وشكرا جزيلا لكم.

/انتهى/

رمز الخبر 1960732

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha