وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: أثارت تطورات الأيام الماضية علی الصعيد اليمني إهتمام كبير من المحللين السياسيين حيث قامت السلطات السعودية في خطوة مفاجئة بإقالة فهد بن تركي قائد القوات المشتركة باتهام الفساد.
ويبدو بأن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي يستخدم جميع إمكانياته لشطب خصومه السياسيين وصولا إلی عرش الحكم.
كما تم تداول تقارير إعلامية حول إتفاق الإمارات والكيان الصهيوني علی إنشاء قواعد عسكرية في جزر يمنية وتحديدا سقطري جنوبي البلاد.
وفي شأن هذه التطورات أجرينا مقابلة حصرية مع الكاتب والمحلل السياسي اليمني «طالب الحسني». وفيما يلي نص الحوار:
*برأيك ما هي أهداف السلطات السعودية من إقالة فهد بن تركي؟
في 2017 كان فهد بن تركي ونجله عبد العزيز من ضمن الذين تم منحهم ترقيات وتعيينات جديدة بالتوازي مع إقالات وسجون لعدد من الامراء والقيادات العسكرية في المملكة ، فهد بن تركي اصبح قائدا للقوات البرية السعودية ونجله نائبا لأمير محافظة الجوف . الإقالات والتعيينات حينها كانت بزعم مواجهة الفساد وهذه هي الحجة التي استخدمها محمد بن سلمان في التخلص من ابرز من يتوقع منهم عدم دعمه في الوصول إلى العرش او ممن لا يثق بهم او من لهم صلاة وتواصل سابقة او جديدة بدوائر في الولايات المتحدة الامريكية من واقع ان محمد بن سلمان يدرك إلى أي مدى تتدخل واشنطن في ترتيب البيت الأبيض وهذا دافع وراء التخلص من الأمير محمد بن نائف وكذلك أبناء الملك الراحل عبد الله ابن عبد العزيز .
هناك سببان لإعفاء فهد بن تركي ونجله وهي بكل تأكيد خارج موضوع الفساد ، اذ ان العائلة الحاكمة كلها لا تحاسب وما تملكه من أرصده وشركات وعقارات لا يمكن حصره . السبب الأول فشل عمليات التحالف السعودي الأمريكي على اليمن اذ ان فهد بن ترکي تولى من 2018 قيادة القوات المشتركة في العدوان على اليمن ، وما تعرض له التحالف من نكسات عسكرية خلال العامين الماضيين كبيرة على مستوى العمليات العسكرية التي فشلت أو فشل السعودية في احباط هجوم القوات اليمنية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وكذلك علميات عسكرية ميدانية برية في عمق المعسكرات السعودية ومعسكرات المرتزقة الذين تم جلبهم لحماية الجيش السعودي، ولعل هذا الإخفاق كان سبب رئيسي في توتر العلاقات بين فهد بن تركي وخالد بن سلمان شقيق محمد بن سلمان فهذا الأخير تقلد وزارة الدفاع في الفترة نفسها التي عين فيها فهد قائد للقوات المشتركة.
السبب الثاني : أن محمد بن سلمان وشقيقه باتوا يطلقون أيديهم لاعتقال وإعفاء أي امير او مسؤول سعودي يشكون بوجود علاقه بينه وبين امراء معتقلون او كانوا معتقلين وتم الافراج عنهم ، وهناك مصادر متطابقة ان خلافات حصلت بين خالد بن سلمان وفهد بعد ورود شكوك حول علاقة الأخير القوية بأبناء الملك السعودي الراحل الملك عبدالله اذ ان فهد متزوج من الأميرة عبير ابنة الملك عبد الله ويدخل ضمن ذلك انتقام محمد بن سلمان من الفرع السديري وفهد بن تركي هو ضمن هذا الفرع من العائلة الحاكمة.
كيف تقيم مشاريع أمريكية والصهيونية والإماراتية تجاه الجزر اليمنية؟
نعم هناك طموح وأطماع أمريكية إسرائيلية في السيطرة على جزيرة سقطری وعلى جزر أخرى ولكن في المقابل هناك مخاوف كثيرة تتعلق بعدم جهوزية المنطقة امنيا ولا تزال الحرب مستمرة.
السؤال الذي يطرح بقوة مع كثير من التسريبات، هل هناك نوايا لبناء قواعد عسكرية في جزيرتي سقطرى وميون لأهمية هذه الجزر المشرفة على طريق التجارة الدولية التي تمر من البحر العربي ومرورا بمضيق باب المندب والبحر الأحمر وإلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس ، حيث يمر من هنا ربع التجارة العالمية وأيضا سيمر من هنا طريق الحرير الصيني ؟ لماذا مع هذه الفرصة التي تبدو متاحة بسبب السيطرة العسكرية على هذه المناطق لم يحدث ذلك حتى الآن ؟
ما هي تفسيرات اكتفاء الولايات المتحدة الأمريكية بارسال فرق عسكرية دورية إلى جزيرة سقطرى بين فترة واخرى وهي التي كانت تبحث منذ 2005 بناء قاعدة عسكرية هناك ؟ هل المسألة تريث أم أن واشنطن ستوكل المهمة للإمارات ومؤخرا كيان العدو الاسرائيلي الذي أرسل فريق إلى الجزيرة بمهمة جمع معلومات ، وهي مهمة أشبه ينفذها الكيان عبر قاعدة عسكرية له في أعلى جبل امبايرا في ارتيريا .
من الواضح أن شكوك كبيرة تكتنف الولايات المتحدة الامريكية والسعودية والامارات وايضا كيان العدو الاسرائيلي في عدم استقرار اليمن ومناطق المحافظات الجنوبية بما يجعل بناء قواعد ونقل جنود والبقاء في الجزيرة مجازفة كبيرة وخصوصا مع فشل التحالف العسكري السعودي والأمريكي ، ووجود ترسانة عسكرية صاروخية بحوزة حكومة العاصمة صنعاء التي تحارب لأستعادة كل اليمن بعد ان أفشلت التحالف عسكريا، ومن شأن هذه المعادلة أن تهدد أي وجود عسكري اجنبي في هذه الجزر، فالصواريخ التي تصل إلى الرياض ومناطق أخرى داخل العمق السعودي بإمكانها أن تصل إلى سقطرى وميون وتلحق مجزرة بأي قوات عسكرية أجنبية فيها، وهذا سبب رئيسي واضح في احجام الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج الفارسي من إنشاء قواعد حتى الآن على الرغم من أهمية ذلك في تعزيز النفوذ الأمريكي في هذه المنطقة ورافد كبير للقواعد العسكرية الموزعة في الضفة المقابلة لليمن في القارة الأفريقية. الأمر الآخر أن الوجود العسكري الأمريكي والأسطول البحري والقواعد والقطع العسكرية المنتشرة في هذه البحار تفي بجزء كبير من الغرض ، ان كان عسكريا او متعلق بفرض حصار على اليمن او كان متعلق بالتجسس على ايران وروسيا والصين.
/انتهی/
تعليقك