وكالة مهر للأنباء- تستضيف العاصمة العمانية مسقط، اليوم الأحد 11 مايو/أيار، الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة علما بأن الجولات الثلاثة الاولى من هذه المحادثات قد عقدت في السابق في سلطنة عمان وإيطاليا.
الجولة الأولى
انعقدت في مسقط، السبت (13 أبريل/نيسان)، الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية بوساطة سلطنة عمان. وفي هذه الجولة اتفقت الطرفان على أن الإطار للمفاوضات سيكون "بناء الثقة وتقديم ضمانات بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني" مقابل "رفع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة بشكل فعال، وأما القضايا الأخرى، بما في ذلك القدرات الدفاعية والقضايا الإقليمية، فلم تكن ولن تكون موضوعاً للنقاش.
زيارة عراقجي إلى موسكو
قبل انطلاق الجولة الثانية من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، زار وزير خارجية بلادنا إلى روسيا. وأعلن عراقجي أن هدف هذه الزيارة هو تسليم رسالة مكتوبة من قائد الثورة الاسلامية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وخلال زيارته إلى موسكو، التقى رئيس السلك الدبلوماسي لبلادنا مع بوتين، وأجرى معه محادثات مفصلة وجيدة للغاية في جميع المجالات، بما في ذلك القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بينما نقل رسالة قائد الثورة اليه.

الجولة الثانية
انعقدت في روما، السبت (20 أبريل/نيسان)، الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عمان. وترأس الوفد الإيراني في الجولتين الأولى والثانية وزير الخارجية الإيراني السيد عباس عراقجي، فيما ترأس الوفد الأميركي كبير المفاوضين الأميركيين ستيف ويتكوف. وكان من بين المرافقين لعراقجي، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، والمتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، ومستشار وزير الخارجية بهزاد صابري. وفي الجولة الثانية من المحادثات، تمت مناقشة الإطار العام للمفاوضات.
ربما يكون التفاؤل مبررا، ولكن بحذر شديد
بعد الجولة الثانية من المحادثات، نشر وزير خارجية بلادنا السيد عباس عراقجي منشورا على صفحته الشخصية وكتب: "إن الأجواء الإيجابية نسبيا في روما أدت إلى تقدم في مبادئ وأهداف الاتفاق المحتمل..لقد أوضحنا كيف أن الاتفاق النووي لم يعد كافيا بالنسبة للعديد من الإيرانيين. بالنسبة لهم، ما تبقى من خطة العمل الشاملة المشتركة هو فقط "الدروس المستفادة". أنا شخصيا أميل إلى الموافقة على هذا الرأي.. ستبدأ المناقشات بين الخبراء في الأيام المقبلة بهدف دراسة التفاصيل وبعد ذلك سنكون في وضع أفضل للحكم. وفي الوقت الراهن، ربما يكون التفاؤل مبررا، ولكن بحذر شديد".
اجتماع فني بين إيران والولايات المتحدة يوم السبت
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، يوم الأحد 22 ابريل، عن تغيير موعد الاجتماع الفني والخبراء بين إيران والولايات المتحدة. وقال بقائي إنه بناء على مقترح عمان وموافقة الوفدين الإيراني والأمريكي، تم تأجيل الاجتماع التشاوري الفني بين البلدين، الذي كان من المقرر عقده في إطار المحادثات غير المباشرة بين الجانبين الأربعاء، إلى السبت المقبل، بالتزامن مع حضور رئيسي وفدي البلدين.

زيارة عراقجي إلى الصين
وعشية الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، توجه عراقجي إلى بكين. وقد حملت هذه الرحلة رسائل مهمة يمكن تقييمها خارج نطاق المشاورات الدبلوماسية المعتادة. وتشير هذه الرحلة، وخاصة قبل اجتماع الخبراء الإيرانيين الأميركيين والفجوة القصيرة بين الجولة الثانية و الثالثة من المفاوضات، إلى أن طهران تسعى إلى تنظيم معادلات التفاوض بشكل أكثر دقة من خلال التنسيق مع الأطراف الإقليمية والعالمية المؤثرة.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن هدف هذه الزيارة هو تبادل وجهات النظر مع الصين، بصفتها عضوا في الاتفاق النووي ولاعبا رئيسيا في القضية النووية الإيرانية. خلال هذه الرحلة، التقى وزير خارجية بلادنا بنظيره الصيني وأجرى محادثات معه. بعد لقائه نظيره في بكين، كتب وزير الخارجية سيد عباس عراقجي باللغة الصينية على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "X": "أنا سعيد لأنني سافرت إلى الصين للمرة الثانية في أقل من 4 أشهر.. ينبغي للأصدقاء الجيدين أن يلتقوا ويتفاعلوا مع بعضهم البعض بشكل منتظم".

الجولة الثالثة من المفاوضات
انعقدت الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، اليوم السبت 26 ابريل في مسقط بسلطنة عمان. وصل وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي، مساء الجمعة (25 ابريل) إلى مسقط لحضور الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة. وحضر عراقجي خلال زيارته معرض عُمان للكتاب 2025 مع نظيره العُماني للكشف عن النسخة العربية من كتاب "قوة التفاوض".
ومن السمات المميزة للجولة الثالثة من المفاوضات كانت اللقاءات الفنية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة. وترأس الفريقان الفني والخبير الإيراني والأمريكي نائبا وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي، بالإضافة إلى مايكل أنطون مدير مكتب تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية.

الجولة الرابعة من المفاوضات
وبعد انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات، أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في تصريح لـ«إكس»: «إن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران كانت رغبة مشتركة في التوصل إلى اتفاق قائم على الاحترام المتبادل والالتزامات الدائمة». وتابع وزير الخارجية العماني في هذا الصدد: "تم مناقشة المبادئ والأهداف والمخاوف الفنية الرئيسية ومن المقرر أن تتواصل المحادثات باجتماع رفيع المستوى مبدئيا في الثالث من مايو/أيار".
وكان من المقرر عقد الجولة الرابعة من المحادثات يوم السبت الماضي (3 مايو)، لكن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أكد يوم الخميس الماضي عبر رسالة نشرها على شبكة التواصل الاجتماعي إكس: "لأسباب لوجستية، نقوم بإعادة جدولة الاجتماع المتعلق بالمحادثات بين إيران والولايات المتحدة؛ كانمن المقرر أن تعقد جولة جديدة من المحادثات في روما يوم السبت. ولكن سيتم الإعلان عن الموعد الجديد لهذه المفاوضات بعد التوصل إلى اتفاق".
وكانت وكالة أكسيوس قد ذكرت في وقت سابق أن الجولة الرابعة من المفاوضات تم تأجيلها. ونشر عباس عراقجي أيضًا رسالة على شبكة إكس، كتب فيها: "لا يوجد أي تغيير في إرادة إيران للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن..تم تأجيل المفاوضات إلى وقت لاحق لأسباب فنية."
الخلافات في إدارة ترامب
وذكرت مجلة بوليتيكو الأميركية، الخميس 25 ابريل أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت عن تعيينين رئيسيين في الأيام الأخيرة من أجل المضي قدما بالمفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي. تم تعيين مايكل أنطون، المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية، رئيساً للفريق الفني للمفاوضات مع إيران، وفي وقت سابق، تم اختيار ميراف سيرن، وهي مواطنة إسرائيلية أميركية مزدوجة، لرئاسة مكتب إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وتأتي هذه التطورات في وقت وصلت فيه المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، بوساطة سلطنة عمان، إلى مراحل حرجة، وتتزامن مع توترات وخلافات داخل الحكومة الأميركية.
وقال الرئيس الأمريكي ترامب قبل سفره إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس: "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع إيران". وذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية، الخميس بالتوقيت المحلي، أن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ومساعده أليكس وانغ سيتركان منصبيهما، لكن شبكة "فوكس نيوز"، وهي شبكة تابعة للجمهوريين وإدارة ترامب، أفادت بأن مستشار الأمن القومي الأميركي ونائبه تم فصلهما.
قالت قناة فوكس نيوز، نقلا عن مصادر مطلعة، إن مايك والتز، مستشار الأمن القومي لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وموظفين آخرين في مجلس الأمن القومي تم إقالتهم. وأكدت قناة فوكس نيوز أن والتز ونائبه أليكس وانج تم إقالتهما من منصبيهما يوم الخميس. قالت مصادر مطلعة إن إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي السابق مايك والتز، جاءت على خلفية تنسيقه الوثيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن استخدام الخيار العسكري ضد إيران قبل زيارة نتنياهو الأخيرة للبيت الأبيض. وجاءت إقالة والتز عشية الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن قضية برنامجها النووي.

بقائي: الموقف الرسمي للوفد التفاوضي الأمريكي مهم بالنسبة لنا
وفي مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين الماضي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ردا على سؤال من مراسل وكالة مهر، بشأن ما قيل إن سبب توقف المفاوضات الإيرانية الأميركية يتعلق بالخلافات الداخلية داخل الفريق الأميركي، وخاصة الكشف عن تواطؤ مستشار الأمن القومي الأميركي مع نتنياهو لفرض آراء نتنياهو المتطرفة والحربية على الفريق الأميركي المفاوض. هل صحيح أن نتنياهو كان يحاول التخطيط وتنفيذ نوع من الانقلاب ضد ترامب من خلال بعض الأشخاص الرئيسيين في صنع السياسات المتعلقة بإيران، بما في ذلك مستشار الأمن القومي للبلاد؟ وقال إن "قرار تأجيل المفاوضات جاء بناء على اقتراح من سلطنة عمان كوسيط في المفاوضات والتفاهم بين الأطراف الثلاثة. سمعنا الكثير من الأخبار. لقد بذل الطيف المناهض للحرب والدبلوماسية داخل الولايات المتحدة وخارجها، والذي يركز على الكيان الصهيوني، جهوداً استثنائية في الأسابيع الأخيرة لتعطيل عملية التفاوض هذه. ولكن بالنسبة لنا فإن الموقف الرسمي للوفد التفاوضي الأمريكي هو المهم. ويعود إليهم كيفية تشكيل هذا التماسك داخل أنفسهم وكيفية اتخاذ مواقف معقولة ومنطقية وواقعية".
خلافات داخل فريق ترامب؛ عقبة جديدة في طريق المفاوضات مع إيران
في الأيام الأخيرة، وقبل بدء الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، شهدنا تصريحات بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني من قبل ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي في المحادثات، وتعبيراً عن مطالب تتجاوز الخطوط الحمراء الإيرانية. وفي مقابلة حصرية مع موقع بريتبارت الإخباري، قال ويتكوف إنه إذا كانت إيران لا تسعى حقا إلى امتلاك قنبلة، فإنها يجب أن تفكك منشآتها لتخصيب اليورانيوم وألا تمتلك أجهزة الطرد المركزي". وقال: "يجب عليهم أن يخففوا كل الوقود الذي لديهم ويرسلوه إلى مكان بعيد، وإذا كانوا يريدون أن يكون لديهم برنامج نووي مدني، فيجب عليهم تحويله إلى برنامج مدني".

وتأتي تصريحات ويتكوف المتناقضة في وقت يمكن أن يؤدي فيه تكرار الولايات المتحدة لسياسة "العصا والجزرة" إلى تعطيل عملية التفاوض. الهدف الرئيسي لفريق التفاوض الإيراني هو رفع العقوبات القمعية مع الحفاظ على إنجازاتها النووية. وأكدت إيران مراراً وتكراراً على الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي وأعلنت استعدادها لاتخاذ تدابير بناء الثقة بشرط عدم المساس بالأمن القومي. ولكن تجاهل حق إيران المشروع في التخصيب بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي يمنع التوصل إلى اتفاق دائم.
/انتهى/
تعليقك